TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: صواريخ ميسي واطلالة الحلبوسي

العمود الثامن: صواريخ ميسي واطلالة الحلبوسي

نشر في: 18 ديسمبر, 2022: 11:00 م

 علي حسين

بالأمس كنت مع عشرات الملايين من البشر أتابع أشهر مباريات الكرة فى نهائي مونديال قطر، وصدق أو لا تصدق فقد كان المذيع يصرخ بأعلى صوته "لم تمت يا مارادونا"، كادت صواريخ ميسي أن تنهي القتال المثير بين فرنسا والأرجنتين، لكن كل شيء يحدث في كرة القدم، ولا أحد يعرف النتيجة ما دامت المباراة عادلة، فللجميع فرصة الفوز.

لا عجب ان اولئك الذين يشاهدون كرة القدم ينغمسون احيانا في التفكير ويشرعون في تحليل ما يرونه على مستوى اكثر فلسفية . توفر كرة القدم مهربا وملاذا للناس يبعدهم عن هموم السياسة والعمل والحياة ، وفي العراق توفر فرصة لغياب سحنات السياسيين عن شاشات الفضائيات ..

أصبحت كرة القدم مرآة لكل شيء في زمننا الحديث هذا، لأنها تثير مشاعر وإعجاب الملايين، فتختلف الجماهير حولها وتتحزب هكذا، وتتشاجر، لكن جميع الذين يتخاصمون ويتحزبون يتفقون على أن هناك خليفة لفتى الارجنتين الذهبي الراحل ، اسمه ميسي يثير المشاعر والعواطف حول العالم، واستطاع أمس أن يجعل الأرجنتين على لسان الملايين، أكثر مما فعل سياسيوها على مر عصورها فقد أطل على العالم ساحراً كرته أمام الشاشات، يفوز عليهم بالجري، ويتفوق عليهم بالخفة ويربح عليهم بمهارة الإصرار. عندما سئل ميسي حول مقارنة الجمهور له بالأسطورة مارادونا قال: "حتى لو لعبت لمليون عام، فلن أقترب أبداً من دييغو مارادونا. لا أريد هذه المقارنة على أي حال. إنه الأعظم على الإطلاق".

من العبث الادعاء بأننا لا نتابع كرة القدم، ونتلصص على رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي وهو يقضي "الويك ايند" في ملاعب قطر، فيما الناس حائرة في قفزات الدولار ، تصحوا كل يوم فتجد أن نسبة الفقر في العراق تضاعفت، وأن مزاد بيع العملة يصر على ملء جيوب السراق بالسحت الحرام، لكننا ياسادة برغم كل ذلك تركنا عالية نصيف وانشغلنا بأقدام ميسي، وبين متابعة نجاحات كليان إمبابي، وتذكر دموع رونالدو، عشنا مع ساحر اسمه ميسي أصر على أن الفوز الذي حققته الأرجنتين كان بفضل ساحر الارجنتين الذي رحل عن عالمنا قبل عامين حيق قال للصحفيين؛ كان "دييغو مارادونا يراقبنا من السماء. يمثل الدافع لنا وآمل حقاً أن يظل على هذا الحال حتى النهاية".

عشنا سنواتنا العشرين الأخيرة مع سحرة من نوع آخر أرادوا أن يوهمونا أن سنواتهم في الحكم هي الأفضل في تاريخ العراق ولولا المؤامرة الدولية ضدهم لكان العراق الآن ينافس قطر على تنظيم المونديال ، وربما تفوق عليها ، لكن يبدو أن العديد من سياسيينا يعانون من خلل في الذاكرة يمنعهم أحيانا من تذكر أن البلاد تعاني من الخراب بسبب خطبهم وشعاراتهم الوهمية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram