TOP

جريدة المدى > مقالات رئيس التحرير > نم أبا سلام.. فقد منحت من الجسارة والمآثر ما يفيض…

نم أبا سلام.. فقد منحت من الجسارة والمآثر ما يفيض…

نشر في: 18 ديسمبر, 2022: 11:08 م

 فخري كريم

ليس سهلاً تعداد خصال ومآثر مناضل صلب، عركته المحن والحياة على مدى اكثر من ستة عقود، كما كان عليه الرفيق ابوسلام "عادل حبة".

ورغم مسيرته التي كانت سجلاً حافلاً بالجسارة الثورية والتحدي في مواجهة الأنظمة الاستبدادية المتعاقبة، وهي كافية لتأكيد اخلاصه وثباته للمبادئ والقيم التي تربى عليها وبشر بها، فإنه ظل مثابراً على عطائه الفكري، كتابة وترجمة، دون أن يستسلم لمواجعه التي ظلت تلازمه طوال سنوات نتيجة مرضه، وخضوعه لعلاج دائم. حتى في ايامه الاخيرة حيث هدّه الألم والمعاناة، مدركاً صعوبة وضعه، ظلت ادوات نشاطه الفكري تلازم فراشه، حيث يرقد. ولم يتوانى او يتوقف وهو يكافح اوجاعه عن متابعة ما يدور في وطنه الذي لم يتردد طوال مسيرته في التضحية بكل غالٍ ونفيس دفاعاً عن حياضه.. وهل في التضحية ما هو اغلى من الحياة وبهجتها؟! لكن ذلك لم يكن كما يبدو كافياً ليرد له الوطن ولرفاقه بعضاً مما يستحقه من عرفان وتكريم. قد يكون الوطن معذوراً، وهو يتوسد خيبته في ظل عهدٍ يستبيح فيه كواسر باتت تصادر ارادة العراقيين، وتنتهك حرماتهم، وتنتزع منهم حتى الامل في خلاص قريب.

لم يكن ابو سلام ينتظر مكرمة، مثلما لم يكن ينتظر رفاقه من الشهداء الذين لم تنقطع مواكبهم، ومثلما لم نكن نحن، ممن رافقنا سوء الطالع بالبقاء على قيد الحياة لنشهد موت الفضيلة، وسيادة كل الرذائل التي منحنا ارواحنا لنحول دون ان يصبح شعبنا اسيراً لرموزها وطواغيتها!

كانت مكرمته، بعضاً من أملٍ لم يفارقنا، يتوق لوطنٍ يتعافى، ولشعبٍ يسعد برفعته ويسترجع بعضاً من نعيم سنوات ضاعت وسط ظلمات الاستبداد، لينتهي وخيرة بناته وابنائه يعرضون صدورهم للرصاص وهم يهتفون: نريد وطن ..!

نم ابا سلام مفعماً بالرضا والسكينة الابدية، فقد قدمت جسارة ومآثر وأضاحي مما يفيض..

وسنتابع نحن… حتى لحظة وداعٍ مضنٍ، لعل باب الرجاء يُشرع لمن يظل متشبثاً برايتنا..!

لكم السلوان ام سلام وسلام وياسمين…

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram