عبدالله السكوتي يحكى ان بعض ملوك الهند قديماً، كان له ولد يسمى (شاه)، اخرجه الى بعض الحروب فقتل فيها، فهاب الناس الملك ان يعلموه بموت ولده، فوضع احد حكماء الهند لعبة الشطرنج، ليعلمه بواسطتها بوفاة ابنه، وشرح امامه اللعبة وبين فائدتها للملوك والقادة في انماء قابلياتهم على الحروب، فاستحسنها الملك، وامر ان تلعب امامه، فلما وصل اللعب الى نهايته،
قال الغالب للمغلوب: (شاه مات)، ففطن الملك للامر، وامر باقامة العزاء. ونحن بعد لم يخبرنا البعض عن موت الكثير من الخدمات المهمة، لكننا ربما نفهم ذلك تلميحاً، ونفهم ان خدمة الطيران المتطورة جداً والتي رافقتنا منذ زمان طويل قابلة للموت والفناء هي الاخرى، على اعتبار ماتريده بعض الدول من ابقاء العراق متخلفا في مجالات عدة، والحكاية التي سوف نحكيها ليست من نسج الخيال، ولاصنعنا نحن ابطالها الذين خرجوا من المطار ليلا يتذمرون، احدهم قال: (والله لو رايحين الكراج النهضة احسن)، فقد حدث ان خاطبت احدى الوزارات مطار بغداد الدولي وحجزت على رحلة الطائرة المتوجهة الى اربيل حجوزات لعشرة موظفين لديها اوفدتهم الى اربيل في مهمة رسمية، في يوم الثلاثاء المصادف 6/7/2010 ووصل الوفد الى المطار في الساعة السابعة صباحاً لاغراض الانتهاء من التفتيش والمتعلقات الاخرى، علماً ان موعد الرحلة التي تم الحجز عليها هو الساعة الحادية عشرة صباحاً من نفس اليوم، لكن الطائرة لم تأت، فقام الوفد بتأشير بطاقات الحجز، تأشيرة تسمى (التأكيد)، كي تكون لهم الاولوية في طائرة الساعة الرابعة، لكنها هي الاخرى لم تأت، وبقي الوفد يكرر تأشيرة التأكيد لتكون له الاولوية في طائرة الساعة الثامنة، وجاءت الطائرة واستعد الوفد للصعود، وبعد ان اخرج الاعضاء بطاقاتهم وارقام مقاعدهم، قال لهم الموظف المسؤول: (الطياره قبطت)، وحدثت مشادات بسيطة انتهت ببيت من الشعر ردده احد اعضاء الوفد بلياقة عالية وصبر كثير: لقد اسمعت لوناديت حياً        ولكن لاحياة لمن تنادي  وانتهى الامر بحمل الحقائب والالتجاء الى مرآب النهضة الذي طالما استوعب رحلات العراقيين في سنين عدة، وفعلا تمت السفرة بنجاح ووصل الوفد الى اربيل بسهولة وراحة كبيرتين. هذه الحكاية المؤلمة تعطي دليلاً قاطعاً على مسيرنا الى اين، وربما تحيلنا الى سؤال مكرر مفاده هل لتشكيل الحكومة تأثير على حركة الطائرات (والتقبيطه مالتها) لن اذهب بعيداً ولا قريباً مثل الاخ فلاح الذهبي حين سأل احد الحلاقين، ورآه يتذمر من عدم تشكيل الحكومة على الرغم من مرور الوقت الكثير، ماعلاقة الحلاقة بتشكيل الحكومة؟ وهل ان السياسيين يحلقون لديك؟ جميع متعلقات الحياة تتعلق بتشكيل الحكومة، كل شاردة وواردة وصغيرة وكبيرة هي نتيجة لتداعيات خطيرة تشهدها الساحة السياسية والديمقراطية اساسها عدم الاتفاق او التوافق على تشكيل هذه الحكومة، وخدمة النقل الجوي احرى من الحلاقة واكثر تعلقا بهذه القضية المهمة، الجميع يشعر ان حلقة مفقودة، وان ارتخاء في الخدمات وغيرها ناجم عن عدم مسؤولية الكثيرين ليأس او امل، وقضية التسقيط هذه وحدها حجر عثرة كبير في طريق الحكومة الجديدة، انا لا اريد فلاناً من الناس يجب ان اعمل على تخريب البلاد، كي اسقطه امام الاخرين وهذه اللعبة ليست للسياسيين ولالرجال الدين المملوئين بالوقار والحكمة، ولكن مانقول مصلحة نقل الركاب القديمة كانت اكثر تأثيرا من خطوط الجو العراقية، ومع ماكانت عليه من وقار وهيبة لم تسلم من الالسنة القاطعة، وقد ذكرتني قضية (الطياره المقبطه) بقصيدة هجا بها احدهم هذه المصلحة: (تعبان اجيت امن الشغل                    واهدومي مليانه اتراب كلت اوكف اشويّه انتظر                      مصلحة نقل الركاب ساعه واجت تركض ركض                اتكول لاحكها اغراب الحصّل امجين كعد                             والماكعد ظل بالباب               (غفله اجا الجابي وصرخ) كلكم انزلوا المصلحه                  خربانه مابيها