احمد ثامر جهاد
لها جاذبية خاصة الافلام التي تبنى على فكرة العمل الجماعي بمشاركة عدد من المخرجين يتم اختيارهم ليقدموا رؤاهم عن موضوع محدد. هذا الفيلم الذي شارك فيه 42 مخرجا بينهم اسماء كبيرة من امريكا واوربا واسيا يختار فكرة(الاحلام) عنوانا ناظما لسياقه السينمائي. الثواني المحدودة لكل فيلم هي ذاتها التي يستغرقها الحلم زمنيا في دماغ الانسان.
لكن عبر وسائط تعبيرية محددة كيف يمكن تجسيد الاحلام على الشاشة بزمن قصير يناهز الـ(42 ثانية)؟ الافلام التي خلى معظمها من الحوار تنتهي كلها بقطع حاد، وقد صممت نهايتها بهذا الشكل لتكون مماثلة لانقطاع الحلم على نحو مفاجئ، وهي اجمالا افلام قصيرة متفاوتة المستوى، متنوعة الرؤى، مختلفة الاساليب،وربما تلك نقطة جاذبيتها، اذ تنتقل عين المشاهد من حلم الى اخر بشكل لا رابط ظاهر له.
فما الذي تفعله مرآة غرفة النوم قبالة ساحل البحر؟ ولماذا يواصل الرجل قراءة كتاب يحترق بين يديه وهو مضطجع في قبره؟ في الاحلام وجلها سوريالي يمكن لمولود صغير ان يعود برحلة عكسية من العالم الى رحم أمه، كما يمكن ان يضاجع الحالم من يشاء او يسقط في هوة سحيقة لا نهاية لها. على الشاشة تبدو الاحلام مجتمعة هلوسة ذاتية مصممة على نحو يستعصي على التأويل أسوة برسوم الاطفال التي تحطم كل ما هو منطقي لتبتكر منطقها الخاص.
في هذه التجربة السينمائية الطريفة افلام عدة كانت مميزة لمخرجين من قبيل: كينث انغر، براين باتلر، ديفيد لينش الذي حافظ على سورياليته المعهودة، آبل فيرار الذي استعادة لحظة احداث سبتمبر كطيف عابر، والتجريبي جوناس ميكس الذي اختزل فيلمه الى تأثير الشريط الصوتي المقترن بصورة رجل مسن يتأمل شجرة معمرة تغرد عليها الطيور. فيما بدا فيلم المخرج شان مارشال كصور الاحلام التي يعجز الحالم عن تذكرها، اما المخرج جرانت موريسون فقد اختار ميل الثواني في ساعة الجدار الذي يعد امامنا 42 ثانية او نحوها قبل انطلاق صفارة الانذار، وبقي حلم المخرج غاسبر نوي عن الرجل المصنوع من ورق الاشجار الصورة الاكثر فزعا، فيما اختار المخرج مات بيك لفيلمه التجريبي ان يكون رحلة بصرية في متاهات اللاوعي
