اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > يصدر قريبا عن المدى.."ماضٍ لا يمضي" خاتمة لكتاب قيد الطبع1

يصدر قريبا عن المدى.."ماضٍ لا يمضي" خاتمة لكتاب قيد الطبع1

نشر في: 25 يوليو, 2010: 06:15 م

ثمانمئة صفحة هي مجموع ما كتبت من ذكرياتي اللبنانية والفلسطينية والإيرانية، فضلاً عن العراقية التي صدرت في كتاب عن دار المدى قبل عامين.. ذكرياتي تلك تأتي أهميتها لدي من ارتباطي بها، تماماً كما يرتبط السجين بأشياء السجن
 أو بيت الطفولة في ظروف صعبة أو سهلة، ولا يميزني عن غيري من أهل التذكر والتذكير إلا أني قادر على الكتابة والصبر عليها ولي قرّاء يصبرون عليّ، وهي بعض ذكرياتي. لأني لو أردت أن اذهب مع الذاكرة طولا وعرضا وعمقا لكتبت ضعف ما كتبت.. وقد سميتها ذكريات لا مذكرات، لأقدم نفسي شاهداً قد شاهد كما لم يشاهد.وهو يحاول أن يشهد بنفسه لنفسه وجيله وعليهما.rn rn rnهذا الكتاب.. إذا قرأتماه.. سيدتي القارئة وسيدي القارئ، بعد صدوره عن دار "المدى" فثقا أني سوف أكون رهن يديكما، تقلبانني كما تقلب الصفحات، وسوف يكون قلبي معلقاً بعيونكما.. لعلكما ترضيان فأرضى وتستوفيان بالمتعة ثمن الكتاب.هذا الجزء، إن كنتما قد صبرتما عليّ، وقرأته سيدي القارئ.. وقرأته سيدتي القارئة قبل هذه الخاتمة على الطريقة المعتادة، أو بعد قراءتها على طريقة كثير منا ممن يقرأون الصحف من آخرها، مما تبقى في صفحات الرأي والثقافة مما يمتع ولا يوجع.. هذا الجزء الذي لا يتجزأ على عكس ما يدعي بعض السياسيين من كونهم أجزاء لا تتجزأ من كيانات سياسية أو حزبية لا يحلوا لها ولنا إلا التفتت.. أردت أن أقول فيه أن السيرة الذاتية تتنزل في العادة من فوق إلى تحت.. العلماء والزعماء والقادة والأدباء ورجال الأعمال والفنانون الكبار، وأهل الجرائم الشائنة والموبقات، يكتبون للناس ليعيدوا إشغالهم بما لم يعرفوه من حياتهم وأمجادهم.. وهذا أمر هام جداً ومفيد لأن في سيرهم عبرة ومنفعة وتسلية ومتعة وعناصر أمثولة للإتباع أو الابتعاد عنها وتنكب مسالكها ومقارعة أفكارها ووقائعها وقيمها.. مع العلم إن جاذبية سير الأشرار.. والتافهين أحياناً، أقوى من جاذبية الأخيار و الأبدال.. أما إذا كتب أمثالي  سيرتهم فأنهم يشغلون القراء بأنفسهم، لأنهم يكتبون عنهم وليس لهم فقط، على أساس إن التاريخ الحقيقي بعضه في المسجل، أما غير المسجل أو المعروف فهو تحت، في الناس، في الشعب.. وإذا لم أجد ذاتي إلا في هذا الشعب ولم تفلح حركتي الواسعة وعلاقاتي بكبار القوم في لبنان ومصر والأردن والعراق وإيران والبحرين والإمارات والكويت وفلسطين، أن تنقلني إلا ريثما أعود إلى أهلي، ومن هنا هذه الأسماء الكثيرة جداً لأناس لا يعرفهم إلا من عاشوا معهم، أي أنهم غير مشاهير. وما ذكري لكبار الناس حسب المعايير المتداولة وبصرف النظر عن مصداقيتها في حالة كثيرين ممن عرفت وذكرت أو لم أذكر ولم أعرف.. إلا بحدود ما يعني من قدرتي ونيتي في تقديم مادة للإفتخار الشعبي بأن عادياً من الناس قليل الرهط..شبه وحيد.. استطاع أن يخترق الحواجز ببساطة تقترب من السذاجة أحياناً، ولكنها كانت فاعلة في حدود الشراكة المحدودة والمتواضعة في الحدث والرأي والرؤية.. رأي الكبار ورؤيتهم.. وهم، هؤلاء الكبار الذين عرفتهم وشاركتهم، كانوا يفاجأون باقتحامي لعالمهم، يندهشون، ويبتهجون أحياناً ويفسحون لي في مجالسهم وحركاتهم ويذوقون من عملي حلاوة – أحياناً ولا تخلو من أخطار ومثيرات للغضب، كأن أتصرف كما أفكر في مسألة متعدياً ما يريده أو يطيقه شريكي القابض، مني، فيغضب ولكنه يرى في عمتي وشفافيتي وصدقي مانعاً من الإساءة إليّ أو أذيتي.. إلى أنه يبدو له إني قد تجاوزت حدي إلى الحد الذي يمكن أن أفرض نفسي عليه فيقطع معي دفعة واحدة أو بالتدريج ويتجاهلني فلا أبدي انفعال ولا أقرر القطيعة بل أتواصل معه، كأن اسلم عليه بواسطة مرسال أو ألتقي معاونيه ولا أشكو.. أما مرافقوه وسائقو سيارته أو سياراته أو عمال هاتفه أو أصدقاؤه فإني أبقى على تواصل ومودة معهم إلى أن يحتاجني كبير القوم فيطلب لقائي من خلالهم، ويكلفني وأقبل التكليف،  تقديراً مني لمودتهم لي ومكاشفاتهم أياي بهمومهم وملاحظاتهم، أو لا أقبل. ومرة كنت في بلد عربي وبعد يومين من وصولي للمشاركة في مؤتمر فكري.. سألني الصديق كمال ريشا عما إذا كنت قد اتصلت بصديقي المسؤول الكبير والذي يملك من المال ما لا أقوى على تصوره.. فقلت له بأني أرسلت له رسالة هاتفية sms   وأخبرته بأني موجود، فإذا أراد رؤيتي فأنا حاضر.. وردّ كمال قائلاً: توفقنا.. ولم يبق على الرجل إلا أن يمزق ثيابك ليلزمك بقبول هداياه المالية.. وعقب كمال: خربت بيتنا.. وكان معنا في الجلسة من يعرف أني إذا ما فكرت يوماً بأن اعبر عن حاجتي لدى من يملك قضاءها تعتريني حالة كالحمى وتمتلك لساني التأتاة وأقول كلاماً غامضاً كالشعر الحديث أو قصيدة النثر أو النصوص المغلقة في علم أصول الفقه.. فلا يفهم مني المعنى شيئاً.. وقد يفهم. ولكن لمرة واحدة.. أو يفهم نصف فهم أو ربعه.. لأنه يعلم بأني غير معني بالمطابقة أو الترجمة الدقيقة بين الصداقة والمنفعة.. ولطالما كانت استفادتي من بعض علاقاتي تشبه المزاح ويلازمني فيها النسيان.. أنسى فينسى المعني أو المَلي أو يتناسى، وإذا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram