TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > ديمقراطية متخلفة

ديمقراطية متخلفة

نشر في: 25 ديسمبر, 2022: 11:34 م

يعقوب يوسف جبر

الديمقراطية سلطة الشعب ، لكن هذا لايكفي فهذه الديمقراطية نظام متكامل من التشريعات التي تحدد حقوق والتزامات كل مواطن بضمنهم الحاكم او رئيس الدولة والحكومة ووزراءها ونواب البرلمان .

في بلدنا هنالك ديمقراطية مشوهة لاضابط لها فرغم ان الدستور العراقي قد نص على اعتبار نظام الديمقراطية سلطة للشعب يتولى ولايتها بنفسه فيحمي حقوقه وينالها بكل يسر ويتمكن منها ، لكننا نجد العكس فهذا النظام قد تحول الى وسيلة للمتاجرة بحقوق الشعب من قبل الحاكمين .

ماذا يعني أن يهبط مستوى هذه الحقوق الى درجة الانحطاط ؟

يعني ان ديمقراطية دولتنا هي مجرد مقولة مفرغة من المعنى مثلها كمثل جسد بلا روح .

هل فعلا باشر الشعب بنفسه بتطبيق هذه الديمقراطية عبر حاكمه الفعلي ؟

كيف ونحن نجد الحقوق مضيعة منها غياب المساواة في الدخل المعيشي بين افراد الشعب .

ماذا عن تراجع في مستوى التعليم وهو حق ديمقراطي كفله الدستور العراقي ؟

ماذا عن حق العمل المستلب من كثير من المواطنين ؟

يبدو ان الديمقراطية في بلدنا ماهي الا وسيلة قهر وظلم واستعباد .

تحت ظل هذه الديمقراطية المزيفة يهدر المال العام ويباع ويشترى من قبل مافيات الفساد وترهن حقوق الشعب بيد الفسدة واللصوص .

في ابجديات ديمقراطيتنا المتخلفة وفي ظلها تشهد دوائر الدولة انحطاطا في تحمل المسؤولية الوظيفية .

فما معنى ان يستغل بعض موظفي الدولة وظائفهم لابتزاز المواطنين ؟

عندما تريد ان تروج معاملتك في دوائر الدولة بسرعة فما عليك سوى ان تدفع حفنة من النقود الى بعض الموظفين الاوباش والمرتشين .

في ديمقراطيتنا إدفع الرشوة لكي تحقق غاياتك .

في ظل هذه الديمقراطية من حقك ان تهدد السلم والامن الاجتماعي عندما ترمي إطلاقات نارية محتفيا بمناسبة فرح او حزن فأجهزة الدولة الامنية صامتة .

ديمقراطيتنا يستغلها بعض المواطنين لكي يضطهدوا بعضهم البعض تحت مبرر الحرية .

ديمقراطيتنا مصممة لسحق الطبقات الفقيرة وتدميرها او استغلال قدراتها مقابل ثمن بخس .

ما أروع هذه الديمقراطية المعطاء !

هذه الديمقراطية تحولت الى لعبة دمى يتلاعب بها الحاكمون ويتلاعب بنظمها بعض طبقات الشعب المنتفعة بينما يموت الفقراء من القهر .

هذه الديمقراطية معول لتحطيم الحقوق والحريات وخنقها . ديمقراطية لسحق الحقوق وطمسها . ديمقراطية جني المال العام واختلاسه عوضا عن انفاقه في تحقيق المصلحة العامة .

هذه الديمقراطية الخليعة الماجنة هي بمثابة عنوان فارغ اجوف . هي مثل قناع يستخدمه الحاكمون لحجب عوراتهم . ديمقراطية لخداع الشعب واستغفاله .

فلنكفر بهذه الديمقراطية العفنة . فلقد طال أمد ضياعنا .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ضد منافس شرس.. متى تفوز المراة بحقوقها؟

ما حقيقة استقالة وزير النفط؟

البرلمان يعتزم اطلاق دورات تثقيفية "إلزامية" للمقبلين على الزواج للحد من العنف والطلاق

(المدى) تنشر قرارات جلسة مجلس الوزراء

السوداني يؤكد التزام العراق بخطط أوبك

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

 علي حسين ظل السادة خضير الخزاعي وأسامة النجيفي وصالح المطلك وإبراهيم الجعفري وفؤاد معصوم وعباس البياتي وعتاب الدوري وحسن السنيد وغيرهم يهلّون علينا كلَّ يوم قبل الغداء وبعد العشاء من خلال الصحف والفضائيات،...
علي حسين

كلاكيت: البحر الأحمر في فينيسيا

 علاء المفرجي بعد مشاركتها في الدورة السابعة والسبعين من مهرجان كان السينمائي لعام 2024م، من خلال أربعة أفلام سينمائية وعدد من المبادرات والفعاليات. وتتضمّنت قائمة الأفلام التي حصلت على دعم المؤسسة: "نورة" للمخرج...
علاء المفرجي

تدهور الرعاية الصحية الراهن لا تُعالجُه الوعود المعسولة!

د. كاظم المقدادي أنتجت المنظومة السلطوية القائمة على المحاصصة الطائفية والإثنية، وتقاسم النفوذ والمليارات، والمناصب والإمتيازات، ظواهر بغيضة، كالتسلط والهيمنة على مقدرات البلد، بدأتها بإفراغ الوزارات ومؤسسات الدولة الأخرى من الموظفين الكفوئين إدارياً وذوي...
د. كاظم المقدادي

عن المرجعية الدينية

حيدر نزار السيد سلمان كتب ويكتب الكثيرون عن خليفة المرجع الديني اية الله العظمى السيد علي السيستاني بالإضافة إلى جهود بعض مراكز البحوث المهتمة بالشأن العراقي، وهذا دلالة على أهمية المرجعية الدينية من النواحي...
حيدر نزار السيد سلمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram