اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > الروائية الأمريكية (جويس ماينارد): سبب وجودي هو إعطاء صوت لما لا يستطيع الآخرون قوله!

الروائية الأمريكية (جويس ماينارد): سبب وجودي هو إعطاء صوت لما لا يستطيع الآخرون قوله!

نشر في: 25 ديسمبر, 2022: 11:40 م

ترجمة: عدوية الهلالي

(حيث يعيش الناس السعداء) هي احدث رواية للكاتبة جويس ماينارد التي يمتد عملها المتنوع على مدى نصف قرن،بدءا من مذكراتها عن سنوات دراستها في بداية السبعينات عندما كانت لاتزال مراهقة،ثم علاقتها العاطفية مع جي دي سالينجر منذ خمسة وثلاثين عاما،

واصدارها عشرات الكتب،ومن بينهما كتابان للسينما، ويروي كتابها الجديد الحماسة والمرارة والزواج والطلاق والفرح والمأساة والعلاقات الحميمة والفضائح العامة.وفي حوار اجراه معها موقع فرانس انفو قالت:

-الكتابة هي مهنة فردية بينما في أعماقي، أنا شخصية اجتماعية. ولدت عام 1957 في ميلووكي، حيث نشأت، ثم درست في هارفارد، وعشت خمسة عشر عامًا في نيويورك. ثم عشت في باريس لمدة ثمانية وعشرين عامًا. وأحببت اللغة الفرنسية، لكني أجد أن هناك أشياء بالفرنسية لا يمكن وصفها باللغة الإنجليزية. وأفضل ان أميل لهذا الجانب الغنائي والشاعري، وليس هذا هو الحال في كتاباتي، التي هي أكثر واقعية وجدية.

 لنتحدث عن كتبك؟

-اولا، لقد كتبت كتبًا جيدة وجادة في بلدي، لكن بعد كل هذه السنوات لم أفز بأي جوائز. ككاتبة، كنت قادرة على دعم عائلتي، وهذا ليس بالأمر الهين.لهذا السبب أحب فرنسا لأنها تقدرالأدب والأدباء. كنت قد أصدرت كتابا عن حركة METOOوكنت فخورة به، وهو كتاب اطلقوا عليّ بسببه لقب (المفترسة) في صفحات نيويورك تايمز.وعندما دعيت لحضور حدث أدبي وصعدت إلى المنصة، قام صف كامل من الكتاب وغادروا الغرفة. بشكل عام، يتم إنزال النساء إلى مرتبة أدنى في بلدي. فعندما نكتب عن مواضيع حساسة يهاجموننا، بينما إذا فعل الرجل الشيء نفسه، فيوصف عمله بالشجاعة.

 لننتقل إلى الرواية التي فازت بجائزة 2021 الكبرى للأدب الأمريكي: (حيث يعيش الناس السعداء):

-إنها تروي قصة امرأة، إليانور، شبابها يشبه شبابي، وكذلك رحلتها التي امتدت على مدى الأربعين عامًا التالية: إنها تقع في حب رجل تتزوجه وتنجب منه الأطفال، ثم تمربمرحلة الطلاق المؤلمة، مثلي. لقد كانت مهووسة بفكرة تكوين أسرة، وبالتالي فهي بعيدة كل البعد عن نساء هذا الجيل. لقد جاءت من الموجة الثانية من الحركة النسائية الأمريكية، وأتذكر الفترة التي كان الإجهاض فيها غير قانوني، واستمرالحال عندما بدأت الدراسة الجامعية ؛ ثم كان هناك تعديل قانون "المساواة في الحقوق" (غير المصدق عليه). لكن بالنسبة لشخص مثلي - كنت في ذروة نجاحي في الولايات المتحدة في سن التاسعة عشرة - وكان الهدف الأكثر وهمًا هو أن أكون جزءًا من عائلة سعيدة. لقد نشأت على شاشة التلفزيون، وأظهر المسلسل عائلات لا تشبه والديّ – عائلات رائعة، لكنها غير مناسبة للأبوة - وهذا ما أردته.

 لقد تم انتقادك أنت وبطلتك إليانور بسبب هذه الرغبة:

-في الواقع، يمكنك اعتبار إليانور رجعية ومناهضة للنسوية من حيث أنها تريد أن تنجب أطفالًا وتصنع حفلات أعياد ميلاد رائعة، وتركز كل شيء حول أطفالها... منذ فترة في الرواية،حيث تأتي طالبة الدكتوراه الشابة اليانورمن جامعة هارفارد فيقابلوها، بل ويستجوبوها، ويقولون لها: لماذا تضيعين وقتك في إنجاب الأطفال؟ قيل لهم أنها عندما كانت في الثانية والعشرين من عمرها، كانت مراسلة واعدة في نيويورك تايمز. فيسألها محرركيف تتخيل مستقبلها، فتقول له: "هل ترى نفسك كمراسل أجنبي؟ فيشعر بالحرج؟ أنا أجيب مثل إليانور، "أريد العودة إلى مزرعتي في نيو هامبشاير وتكوين أسرة". إليانور لديها ثلاثة أطفال، لقد تأكدت من أنهم مختلفون عن طفلي، على سبيل المثال ليس لدي طفل متحول جنسيًا، ولم يكن هناك حادث مروع في عائلتي: هذا الكتاب يحتوي على خليط من الاحتمالات. حيث تعيش البطلة هوس حماية أطفالها، للحفاظ على سلامتهم. لكن مع تقدم الرواية، سندرك أنه مستحيل.

 كتابك قبل الأخير، هومذكرات تحكي عن فجيعة أخرى. ويحمل عنوانا غريبا (يوما ما، ستروي هذه القصة)؟

-هذا العنوان فرنسي جدًا، لم نكن لنمنح مثل هذا العنوان مطلقًا في الولايات المتحدة. انه عن علاقتي بزوجي.عندما قابلت جيم، كنت في السابعة والخمسين من عمري، كنت بمفردي لمدة خمسة وعشرين عامًا، ولم أستطع العيش مع رجل، لقد استهلكني أطفالي وعملي وعذاباتي.كان لديه أيضًا ثلاثة أطفال، وسرعان ما دعوته معي إلى فرنسا في جولة ترويجية طويلة في عطلة نهاية الأسبوع في ايلول 2011، لقد عرفنا بعضنا البعض لمدة شهر تقريبًا. كان محامياً معروفا. تزوجنا في صيف عام 2013، وبعد عام تم تشخيص حالته بأنه مصاب بأحد أكثر أنواع السرطان فتكًا، وكان يبلغ من العمر 62 عامًا. كنت في الستين من عمري، لكنني لم أستطع قبول موته، وأن تنتهي قصة الحب هذه على هذا النحو. إذن هذا الكتاب هو قصة اكتشافي لما يعنيه أن أكون متزوجة وأن أكون جزءًا من ثنائي، زوجين حقيقيين، على الرغم من أنني كنت متزوجة لأول مرة منذ اثني عشر عامًا. هذا الكتاب ليس مأساويًا - من السهل بالنسبة لي أن أقول ذلك لأنني تغلبت على حزني- إنه إدراك لما يمكن أن يكون عليه الحب. "يومًا ما ستروي هذه القصة" هو عنوان مناسب لأنني طوال حياتي قلت لنفسي إنه إذا كنت ستعاني حتما من الألم والحزن والخسارة، فعليك على الأقل تحويل كل شيء إلى فن.لقد بدأت الكتابة في منتصف الليلة التي مات فيها، بعد أن أمضيت ساعة في السرير لاستوعب موته. قبل الفجر كنت قد أنهيت الصفحة الأولى من الكتاب. أنا أفضل أن أشعر بالحياة، وأن أشعر بالأشياء، بما في ذلك الحزن. ربما يكون سبب وجودي هو إعطاء صوت لما لا يستطيع الآخرون قوله،، لإظهار أن هذه الحياة ليست مسألة تافهة، ولكنها على العكس من ذلك مليئة المعنى والأهمية.

 مثل جيم، كان جي دي سالينجر رجلاً خاصًا في حياتك؟

-أنا لست مهيأة للكتابة عن سالينجر، لقد عرفته لمدة عام، ثم كان كبيرًا جدًا في حياتي لمدة خمسة وأربعين عامًا، كان كاتبا عظيما وكنت احمل كتابه(تسع قصص، 1953) في كل مكان.وعندما تعارفنا، احبني بشكل كبيروانتقلت للعيش معه، قال لي على الفور: "أنت تتصرفين كمراهقة". وهذا يعني أنني تصرفت كشخص حقيقي.لكن المشاكل بدأت عندما صار يتعامل بحساسية.كنت أرغب في العودة إلى نيويورك، وأن امارس الرقص، والتمثيل في المسرحيات والأفلام، وأن أكون نجمة موسيقى الروك أندرول، وما إلى ذلك. وكان يحتقر هذه التطلعات.

* إذا كان عليك أن تصفي نفسك في كلمة واحدة، فهل ستقولين أنك كاتبة مذكرات أم كاتبة مقالات أم روائية؟

-أنا أروي القصص التي عشتها أحيانا، وأحيانًا القصص التي تخيلتها. وآمل أن تبدو هذه هي الأكثر واقعية على الإطلاق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

رمل على الطريق

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

موسيقى الاحد: جولة موسيقية في فيينا

مقالات ذات صلة

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي
عام

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

د. نادية هناويإن القول بثبات الحدود الأجناسية ووضوح مقاييسها هو قانون أدبي عام، نصّ عليه أرسطو وهو يصنف الأجناس ويميزها على وفق ما لها من ثوابت نوعية هي عبارة عن قوالب لفظية تختلف عن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram