TOP

جريدة المدى > سياسية > المسيحيون يستعيدون وجودهم في الموصل وينصبون شجرة كبرى للميلاد

المسيحيون يستعيدون وجودهم في الموصل وينصبون شجرة كبرى للميلاد

نشر في: 25 ديسمبر, 2022: 11:59 م

ترجمة: حامد أحمد

أفاد تقرير أميركي بأن المسيحيين بدأوا يستعيدون وجودهم مرة أخرى في محافظة نينوى، لافتاً إلى قيامهم بنصب شجرة كبيرة استعداداً للاحتفال بأعياد الميلاد. وذكر تقرير لمجلة (نيو لاينز مغازين) الأميركية ترجمته (المدى)، أن "الحكومة العراقية أعلنت في العام 2018 ولأول مرة اعتبار يوم عيد المسيحيين المصادف 25 كانون الأول يوم عطلة رسمية في البلاد، بعد ان كان للمسيحيين فقط على مدى عقود".

وأضاف التقرير، أن "العراق يعدّ موطناً لواحدة من أقدم الطوائف المسيحية في العالم التي لعبت دورا في صياغة غنى التنوع الديني والعرقي في البلد".

وأشار، إلى ان "المسيحيين في منطقة سهل نينوى في الموصل، حيث أكبر وأقدم تجمع مسيحي في العراق، يحتفلون هناك من آشوريين وكلدانيين بأعياد الميلاد".

ولفت التقرير، إلى أن "سكان تلك المنطقة من المسيحيين تمتد جذورهم منذ آلاف السنين وأصبحوا من أقدم الطوائف المسيحية في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط".

وأكد، أن "المسيحية وصلت للمرة الأولى في العراق عبر سهل نينوى وذلك خلال القرن الأول الميلادي وتم التعايش بشكل تدريجي في المنطقة القديمة للآشوريين في شمالي العراق ولعبت دوراً بالحفاظ على التنوع الديني والعرقي في البلد".

ونوه، إلى أن "المسيحيين في الموصل تجمعوا مع الأصدقاء والاقارب للاحتفال بأعياد الميلاد وفي المناطق الريفية من قرى سهل نينوى تكون الاحتفالات صاخبة أكثر وتستمر لعدة أيام".

وشدد التقرير، على أن "المصاعب التي لاقاها المسيحيون في العراق ترجع بتاريخها الى القرن الماضي حيث بدأت هجرة المسيحيين من البلد خلال فترة العقوبات الاقتصادية".

وأورد، أن "موجات الهجرة كانت حينها بأعداد قليلة نسبيا بحثا عن حياة أفضل جراء المصاعب الاقتصادية التي لاقاها البلد".

ويواصل التقرير، أن "أعداد المسيحيين تناقصت أكثر في العراق بعد الاجتياح الأميركي للبلد عام 2003 وسقوط النظام السابق الذي ادى الى ظهور جماعات مسلحة إرهابية استهدفت المكون المسيحي وبقية الأقليات الاخرى وكان آخرها على يد تنظيم داعش الإرهابي".

وأوضح، أن "المتطرفين بينما سعوا لزعزعة النظام الجديد في البلد فقد كان المسيحيون من بين أوائل ضحايا هذا التطرف".

وبين التقرير، ان "مظاهر الاحتفالات الحالية بأعياد الميلاد من حياة مسيحيي الموصل العامة في وقت بدأت اعدادهم بالتناقص أيضا، مع بداية نشوب النزاعات الطائفية ومن ثم ظهور تنظيم داعش الإرهابي حتى اختفت نهائياً".

وأفاد، بأن "مسلحي تنظيم القاعدة الإرهابي في تشرين الأول عام 2010 احتجزوا عشرات المسيحيين رهائن داخل كنيسة سيدة النجاة في بغداد قبل إطلاق الرصاص عليهم ما أسفر عن مقتل 60 شخصا واصابة عشرات آخرين في واحدة من أعنف الهجمات التي طالت المسيحيين في العراق".

وأضاف التقرير، أن "مدينة الموصل كانت قد خلت من سكانها المسيحيين لأول مرة في تاريخ البلد قبل نحو ثماني سنوات بعد اجتياحها من قبل تنظيم داعش الإرهابي في صيف عام 2014".

وتحدث، عن "قيام مسلحي داعش بتخيير سكان الموصل المسيحيين بين الدخول في الإسلام او دفع الجزية او القتل، ما دفعهم جميعا الى النزوح في مناطق مجاورة من إقليم كردستان وكان القرار الصعب لعوائل أخرى من المسيحيين وخصوصا الشباب هو مغادرة البلاد والهجرة".

ونبه التقرير، إلى أن "منطقة (بغديدا) او ما يطلق عليها بلدة قرة قوش في سهل نينوى القروية كانت هي اول من سقط بيد تنظيم داعش ثم تلتها منطقة برطلة وتل كيف".

وأشار، إلى أن "بيوت المسيحيين كانت قد نُهبت مع نهب وتدمير الكنائس وما تحويه من آثار ومخطوطات نادرة تعود تواريخها لمئات السنين".

واستدرك التقرير، أن "العراق استعاد بدعم من التحالف الدولي أراضيه كافة من قبضة داعش عام 2017 عقب معارك طاحنة خلفت دمارا في دور العبادة والممتلكات العامة والخاصة في محافظة نينوى".

وذهب، إلى "عودة بعض الاسر المسيحية الى الموصل وسهل نينوى فيما بقيت اسر أخرى بمخيمات نزوح في إقليم كردستان".

ولفت التقرير، إلى أن "كثيرا من العوائل المسيحية عادت لبيوت وكنائس محطمة ومتضررة ولكنهم اعادوا بناء ما استطاعوا عليه بمساعدة من منظمات إغاثة دولية وتمويلات من صناديق التبرعات المسيحية فضلاً عن مساهمة الحكومة العراقية في هذا المجال".

ويسترسل، "احتفالات أعياد الميلاد والسنة الجديدة احتفالات كانت في عام التحرير نفسه مذهلة"، مبيناً أن "احتفالات أعياد الميلاد التقليدية في بغديدا والقوش فقط لم تعد تقليدية".

وأوضح التقرير، أن "شجرة عيد ميلاد ضخمة تم نصبها في وسط الموصل بعد أكثر من 20 عاماً".

ولفت، إلى أن "عوائل تقف اليوم لالتقاط صور مع اشخاص يرتدون زي (سانتا كلوز) مع منظر شجرة عيد الميلاد التي عادت لطبيعتها المعهودة بهذه المناسبات في المدينة".

ورأى التقرير، أن "هذا يدل على ان المسيحيين الآشوريين بقوا متمسكين بموطنهم رغم كل الصعاب التي واجهوها".

وأورد، ان "رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني التي زارت العراق مؤخرا كانت قد علقت على قرار الحكومة العراقية اعتبار يوم 25 كانون الأول عطلة رسمية في البلاد بمناسبة أعياد الميلاد بانه دليل على احترام البلد للطائفة المسيحية".

ومضى التقرير، إلى أن "ميلوني قالت خلال مراسيم استقبالها من قبل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بانها: تعتبر اعلان الحكومة العراقية يوم 25 عطلة رسمية إشارة لاحترامها للمجتمع المسيحي".

عن مجلة (نيو لاينز مغازين) الأميركية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

تضارب المعلومات بشأن أزمة السيولة: هل العراق مفلس؟!
سياسية

تضارب المعلومات بشأن أزمة السيولة: هل العراق مفلس؟!

بغداد/ تميم الحسن نفت وزارة المالية وجود أزمة سيولة بعد ساعات فقط من انتشار وثيقة رسمية صادرة عن الوزارة تؤكد أن هناك "عجزًا كبيرًا" في تمويل الرواتب، وذلك بعد أشهر من الإنكار ونفي التقارير...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram