وديع غزوانمع اقتراب نهاية مدة الاسبوعين الممنوحة للكتل السياسية الفائزة في الانتخابات للاتفاق على تشكيل الحكومة , كثف ائتلاف الكتل الكردستانية جهوده المتواصلة لتقريب وجهات النظر بين القوى السياسية المختلفة , للوصول الى صيغة تفاهم تحول دون اللجوء اضطراراً الى خرق دستوري آخر, و تمديد فترة انعقاد مجلس النواب مرة اخرى .
محاولات الائتلاف الكردستاني لم تنقطع , حيث سبق لرئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ان اجرى مباحثات مع ابرز قادة الكتل السياسية , كما عقد اجتماعاً أمس الأول مع الائتلاف الكردستاني لبحث ومناقشة آخر التطورات السياسية, رافق ذلك وتزامن معه اجتماع المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني باشراف امينه العام جلال طالباني, لبحث امكانية تحريك الجمود الذي يخيم على جو المحادثات, وتطمين الشارع العراقي الذي بات قلقاً مما ستؤول اليه الامور اذا تمسكت كل كتلة بموقفها ازاء منصب رئيس الوزراء , ولم تبد مرونة تؤدي الى حل.اهمية موقف الإقليم وائتلافه تؤكد , بما لايقبل الجدل الدور الايجابي الذي يحرص المسؤولون فيه على ادائه , لترسيخ البناء الديمقراطي وتطوير العملية السياسية , لتكون عند مستوى طموحات المواطن , الذي صبر كثيراً على اخفاقات بعض النخب السياسية , بل تلاعبها باهدافه الكبيرة ,غير عابئين بمصلحة الوطن واهله . وما يؤهل كردستان لممارسة هذا الدور , انها كانت صريحة في اعلان مواقفها المنحازة للعراق الجديد , منذ البداية , حيث اوضحت وعلى لسان اكثر من مسؤول فيها , انها تقف على مسافة واحدة من كل القوى السياسية وان ما يهمها البرنامج الحكومي الذي يجسد التمسك بالدستور ومصلحة المواطنين بكل مكوناتهم , بمعزل عن الموقف الشخصي المنحاز لهذا او ذاك . وفي هذا الصدد فقد وصف رئيس الإقليم بارزاني عمل وانشطة الائتلاف الكردستناني خلال اجتماعه الاخير ( بالمهم , مؤكداً ان اللقاءات التي يجريها خطوات جيدة ومفيدة لخدمة العملية السياسية والديمقراطية ولخدمة الشعب العراقي بكل مكوناته ) .الامر الآخر الذي يعطي زخماً اكبر لائتلاف القوى الكردستانية ويجعلها مقبولة من الجميع , انها ليست طرفاً في قضية الخلاف على تسمية رئيس وزراء الحكومة المقبلة .انظار المواطنين حالياً تتجه الى أربيل , للخروج من هذا المأزق ونعتقد انها لن تبخل بجهد يصب بهذا الا تجاه , غير ان نجاح هذه المهمة الوطنية يتطلب موقفاً ايجابياً من بقية القوى السياسية على طريق تشكيل حكومة شراكة وطنية لاتستثني اي طرف .لانظن ان اي طرف سياسي يجهل صعوبة الوضع الذي يعيشه العراقي , وسعة حلمه, واصراره على التضحية والصبرمن اجل غد خال من الظلم والقهر والجوع والفساد , لكنه يكون جاهلاً لحقيقة مهمة في شخصية هذا الشعب , اذا ما استمر بتجاهل مشاعره , متوهماً بان مقعد البرلمان اكبر من تحقيق امنية مشروعة لمواطن , لذا فإن الضرورة تتطلب الاحتكام الى الدستور ووضع مصلحة العراق فوق اي اعتبار آخر.مرة اخرى انظارنا تتجه صوب أربيل , وقلوبنا مع كل جهد مخلص من اجل العراق , ودعاؤنا ان تكلل جهود الائتلاف الكردستاني بالنجاح الذي سيكون في صالح الجميع . فهل تتحقق آمالنا ؟ اللهم آمين.
كردستانيات ..قلوبنا مـع أربيــل
نشر في: 25 يوليو, 2010: 06:40 م