إياد الصالحي
كعادتنا سنوياً، نمرّ بحصاد رياضة العراق مطلع كل عام، ولا نُحصي سوى ميداليّات قليلة في سلّة فقيرة فنيّاً طالما دأبت الاتحادات على التعامل مع أجندتها كإسقاط فرض للبقاء على قيد مشروعها الانتخابي بانتظار عام آخر لا جديد يُجبرنا على التوقّف عنده سوى تأدية الإلتزام المهنيّ.
ترى ما قيمة وجود مجالس إدارات تُصدّع رؤوسنا بإقامة اجتماعات دوريّة، وتسمية مُدراء فنّيين، وتنظيم أنشطة متوالية لجميع الفئات السنية، والتفاخر بفوز مسؤوليها بمقاعد شرفيّة في تنظيمات اتحاديّة عربية وقارية ودولية وهي غير قادرة على صناعة بطل واحد يمكن أن نتفاءل به في دورة آسيويّة أو أولمبيّة يُحفّز أبطال آخرين على اللحاق به نحو منصّة التتويج؟!
هل أن دور الحكومة تمنح الأموال للرياضة ولا يجوز لها أن تُحقّق في أسباب إنفاقه؟ لا يوجد عائد معنوي يرتقي مع اسم العراق الى المراتب الأولى في كثير من الألعاب الحاضنة لمواهب رائعة لم تلقَ الأهتمام الكافي، بل تواجه معوّقات صعبة في طريق الإعداد المناسب قبل دخولها البطولة.
وزير الشباب والرياضة الجديد أحمد المبرقع سيكون بعد 6 أشهر من الآن مسؤولاً مباشراً عن أي إِخفاق رياضي لاتحاداتنا لا سمح الله في الدورات الكبيرة كونه أدرى بحجم الدعم المُخصّص للاتحادات، وعليه أن يواصل اللقاءات المشتركة مع رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية رعد حمودي للوقوف على مدى الاستعداد الكافي للدورة الآسيوية وحاجة الألعاب المهمّة من المال الإضافي لتسجيل مشاركة أفضل من الدورة السابقة.
أما كرة القدم، فهي الوحيدة التي تحفظ ماء وجه بقيّة الألعاب حتى وإن كانت غير مهيّئة لانتزاع لقب أي بطولة ليس اليوم، بل منذ عام 2007، فالتحشيد الإعلامي الهائل لتنظيم خليجي البصرة المُتصاعد أواخر عام 2022 برغم ضُعف المستوى الفني للأسود في ودّية الكويت عشيّة استقبال العام الجديد، غطّى على حدث تقييم الاتحادات في الشهر الأول منه، ممّا سيترك تبعات سلبيّة تتمثل ببقاء المتقاعسين، ويأس الرياضيين الأبطال، واستمرار عمليّة هدر الأموال بلا حساب، ما لم تتم مكاشفة الجميع بواقع ألعابهم وحتميّة تغيير العاجزين!
نأمل أن يحفل عام 2023 بمواقف أكثر صلابة للصحفيين الرياضيين وهم يطالبون بحقوقهم المشروعة باستحصال الموافقة النهائيّة على شمولهم بتعديل قانون مُنح الرياضيين الأبطال والرواد رقم 6 لسنة 2013 كونهم شركاء أصلاء ومن المُخجل أن يستمر تسويف التعديل سنة بعد سنة، وكذلك إيجاد آلية قانونيّة وماليّة ترفع الحرج عن اللجنة الأولمبية والاتحادات باصطحاب الصحفي الرياضي مع وفودها بموجب نظام مالي يُقرّ تحت تصرّف الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية.