TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > لغتنا في منظور هادي العلوي

لغتنا في منظور هادي العلوي

نشر في: 1 يناير, 2023: 10:14 م

حسن مدن

لا يوافق العلامة هادي العلوي على أن اللغة العربية هي أقدم اللغات السامية، ويرى في هذا القول ضرباً من «الفخر الساذج»، فالعربية، برأيه، هي أحدث هذه اللغات، وهو لا يقول ذلك تقليلاً من لغتنا القومية، لأنه، في المقابل، يؤكد أن العربية هي «أوسع اللغات السامية في قاموسها، وأكثرها تطوّراً في تصريفاتها وصيغ جموعها»، مشيراً إلى أنّ تطوّر اللغة، أي لغة، يأتي من تطوّر مرحلتها التاريخية ورقيّ الشعب الناطق بها.

وهادي العلوي واحد من مفكرينا العرب المهمين في العصر الحديث، ولكنه، ويا للأسف، لم يحظ بالشهرة التي هو جدير بها، لنضج أبحاثه وعمق خلاصاته، وقبل ذلك سعة اطلاعه على تراثنا العربي الإسلامي، وقراءته له برؤية علمية جدلية لا تتوفر لدى الكثيرين، وقد تعود قلة شهرته إلى زهده في الحياة، وانكبابه على البحث، وربما يكون لعيشه الطويل في الصين أثره في بعده عن دائرة الضوء العربية.

مع ذلك فإنه كان لعيشه هناك أبلغ الأثر في تمكينه من معرفة الثقافة والتراث الصينيين، وتقريبهما للقارئ العربي عبر مباحث مختلفة له، وهذا ما حداه في مقالة له عن «العرب والغرب» للقول إن «الحضارة الإسلامية وقرينتها الصينية هما الأساسان اللذان تطورت عليهما المدنية الحديثة والحضارة الحديثة معاً، وهما، إلى جانب الإغريقية، أرقى حضارات العالم القديم».

جاء ذلك في سياق تناوله للعلاقة بيننا، نحن العرب، والغرب، الذي يجمعنا به، في المسمى والنطق، تقارب لفظي، حيث ليس بيننا والغرب إلا النقطة، وهو تقارب يصفه العلوي ب«الشكلي والاتفاقي»، «فالعرب من العربة وهي الصحراء في الساميات القديمة، والغرب من عرب الآرامية بسكون الراء، فجعلتها لغتنا بحرف الغين، وهو حرف أضافته إلى اللغات السامية»، لكن هذا التقارب اللفظي يخفي خلفه خصومة ممتدة عبر التاريخ، ومستمرة في الحاضر أيضاً.

لعلنا أردنا بهذه الاشارات لفت النظر إلى الجهد البحثي المهم لهادي العلوي الباعث على سجالات مع آرائه، فهذا الرجل الذي عاش واجتهد وأنتج في الظل قمين بالاحتفاء بمنجزه بعد أن أصبح في عالم الغيب، علّنا نكفّر عن تقصيرنا تجاهه وهو في حياته، وجديرة بالإشادة مبادرة مؤسسة المدى العراقية لأنها أطلقت اسمه على الدورة الأخيرة لمعرض العراق الدولي، لتلفت نظر أبناء شعبه العراقي، خاصة الجيل الجديد، إلى اسمه ومنجزه، علماً بأنه يخصّ كل العرب، لا العراق وحده.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ضد منافس شرس.. متى تفوز المراة بحقوقها؟

ما حقيقة استقالة وزير النفط؟

البرلمان يعتزم اطلاق دورات تثقيفية "إلزامية" للمقبلين على الزواج للحد من العنف والطلاق

(المدى) تنشر قرارات جلسة مجلس الوزراء

السوداني يؤكد التزام العراق بخطط أوبك

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

 علي حسين ظل السادة خضير الخزاعي وأسامة النجيفي وصالح المطلك وإبراهيم الجعفري وفؤاد معصوم وعباس البياتي وعتاب الدوري وحسن السنيد وغيرهم يهلّون علينا كلَّ يوم قبل الغداء وبعد العشاء من خلال الصحف والفضائيات،...
علي حسين

كلاكيت: البحر الأحمر في فينيسيا

 علاء المفرجي بعد مشاركتها في الدورة السابعة والسبعين من مهرجان كان السينمائي لعام 2024م، من خلال أربعة أفلام سينمائية وعدد من المبادرات والفعاليات. وتتضمّنت قائمة الأفلام التي حصلت على دعم المؤسسة: "نورة" للمخرج...
علاء المفرجي

تدهور الرعاية الصحية الراهن لا تُعالجُه الوعود المعسولة!

د. كاظم المقدادي أنتجت المنظومة السلطوية القائمة على المحاصصة الطائفية والإثنية، وتقاسم النفوذ والمليارات، والمناصب والإمتيازات، ظواهر بغيضة، كالتسلط والهيمنة على مقدرات البلد، بدأتها بإفراغ الوزارات ومؤسسات الدولة الأخرى من الموظفين الكفوئين إدارياً وذوي...
د. كاظم المقدادي

عن المرجعية الدينية

حيدر نزار السيد سلمان كتب ويكتب الكثيرون عن خليفة المرجع الديني اية الله العظمى السيد علي السيستاني بالإضافة إلى جهود بعض مراكز البحوث المهتمة بالشأن العراقي، وهذا دلالة على أهمية المرجعية الدينية من النواحي...
حيدر نزار السيد سلمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram