TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > قــراءة فـــي خـطـاب الــمـرجـعـيـة الـديـنـيـة لـمـواجـهـة الـعـنـف والـتـطـرف

قــراءة فـــي خـطـاب الــمـرجـعـيـة الـديـنـيـة لـمـواجـهـة الـعـنـف والـتـطـرف

نشر في: 2 يناير, 2023: 10:26 م

محمد عباس اللامي

دعـا الـمـرجـع الـدينـي الأعـلــى سـمـاحـــة الـسيـد الـسيـستـانــــي ومـن خــلال الـمـوقــع الــرسـمـي لـمكـتـبـه الـى أهـميـة تـضافــر الـجـهـود فــــي الـتـرويـج لـثـقـافــة الـتـعـايـش الـسلـمـي ونـبـذ الـعـنـف والـكــراهــيـة وتـثبـيـت قـيـم الـتـآلـف الـمبـنـي عـلـى رعــايـــة الـحـقـوق والاحـتـرام الـمتـبـادل بـيـن معـتـنـقـي مـخـتـلـف الأديـــان والاتـجـاهـات الـفـكـريـة ،

مـشيـراً الــى أن الــمـآسـي التـي يـعـانـي مـنهـا الـعـديـد مـن الـشعـوب والـفـئـات الـعـرقـيـة والاجـتمـاعـيـة فـي أمـاكـن كـثيـرة مـن الـعـالـم ـ نـتيـجـةً لـمـا يـمـارس ضـدهـا مـن الاضطهـاد الـفـكـري والـديـني وقـمـع الـحـريـات الأسـاسيـة وغـياب الـعـدالـــة الاجـتـماعيـة ـ

دوراً فـــي بـــروز بـعـض الـحـركــات الـمتـطــرفــة التـي تـستـخـدم الـعـنـف الأعـمـى ضــد المـدنـييـن الـعـزّل وتـعـتـدي علـى الـمـراكــز الـديـنـيـة والـمـواقـع الأثـريــة لــلآخـريـن المـخـتلفـيـن مـعـهــا فــــي الـفـكــر أو الـعـقـيدة ، مـشـدداً علـى ضـرورة معـالـجـة خـلفـيـات هـذه الـظـواهـر الـمـرفـوضـة والـمـدانـة فـــي كـــل الأحــوال، والـعـمـل الـجـادّ فــي سبـيـل تـحـقـيـق قـــدر مـن الـعـدالـــة والطـمـأنيـنـة فــي مخـتـلـف المجـتمعـات تـليـق بـكـرامـة الانـسـان كـمـا أرادهـــا الله تـعـالــى ، وهــو مـمـا يسـاهــم فــي الـحــدّ مـن الأجـــواء الـمـواتـيـة لانـتـشـار الأفـكـار الـمتـطـرفــــــــة .

اصـدر هــذا البـيـان بـعـد الـلـقـاء بـالـسيـد مـيـغـيـل أنـخـيــل مـوراتـيـنـوس وكـيــل الأمـيـن الـعـام لــلأمــم الـمـتـحـدة و الـمـكـلـــف بـــوضـع خـطــة عـمــل الـمـنـظـمـة الـدولـيـة لـحـمـايــة الـمـواقــع الـديـنـيـة بـعـد الـهـجـمـات الـتـي تـعـرضـت لـهـا فـــي أمــاكــن مـخـتـلـفـة فـــي الـعـالــم فــــي الـسنـيـن الأخـيـرة. وهــذا مايــدعــو لأستثمار الـفـرصـة فـــي الـخــوض بـقـراءة الـخـطـاب الـصـادر عـن الـمـرجـعـيـة الـديـنـيـة الـعـلـيـا فـــي الـنـجـف الاشــرف والــغـوص فــي عـالــم الـتـنـوع الـفـكـــري والـثـقـافــي الــذي يـدعـو لـلـسلـم الـمجـتمـعـي ويـسهـم فــي التخـفـيـف مـن الألـــــــــم ، والخــــوف ، وهــلـــــع الإنســــــان أمــــام الـجـمـاعـات الـمتـطـرفـــة .

إن هــذه الـمـبـادئ الـتـي أشـار الـيـهـا الـسيـد الـمـرجـع فــــي بـيـان صـدر عـن مـكـتـبـه مستـنـداً الــى الـعـلـم والـمـعـرفــة ومـــا هـــي الا اضـاءات تـتـماشـى مــع الإتـسـاع الجـغـرافــي الــذي يـعـد قــانــون جـديـد لـلـتـواصـل والإتـصـال فــإنــهــا تـخـضـع لـمـفـاهـيـم واحــــدة ، تــعـمـل لـمـعـالـجــة وطــرح مـشـكــــلات الإنــسـان الـمـعـاصـر ضـمـن أبــعـــاد كــونــيـة بــإطـــار تـعـبـيـري مـنـفـتـح الآفــــاق فــالـخـطـاب يـخـتـص بــذات الانـسـان دون أن يـكــون خــاصـاً بـمجــتمــع مـــا وهـذا ماتـمـيـزت بـه مـرجـعـيـة الـنـجـف وتـشخـيـصهـا لـخـطـورة الــتطــرف الـذي يـعــد أسـلــوب مـغـلــق لـلتـفـكــيـر يـتــسـم بـعــدم الـقــدرة عـلـى تـقـبـل أيـة مـعـتـقـدات تـخـتـلف عـن مـعـتـقـدات الـشخـص أو الـجـمـاعـــة أو عـلـى الـتـسامـح مـعـهـا .

ان ظهــور الـحـركـات الـمتـطـرفـة يـعـد واحـداً مـن اهـم الاحـداث الـبـارزة الـتـي شـهــدهـا عـالـمـنـا سـواء علـى الـمـستـوى الايـدلـوجـي او الاجـتمـاعــي عـلـى حـد سـواء ، والـتـي تـشـكـل تـهـديـدا جـاداً لـلمـجـتـمـع ، فـقـد نـستـنـتـج مـن قــراءتـنـا إن الــــــتطـرف هــو الـتـحــــول مــن مـجــرد فــكــر الــــى سلــوك ظــاهــري أو عمــل سياســـــي يلـجــأ عــــادة الــى اسـتــخــدام الــعـنــف كـوسيـلـــــة لتحـقـيــق المبــادئ التــي يــؤمــن بـهـا كــــفـكـر مـــتـطـرف ، أو الـلــجـوء إلــى الإرهـــاب الـنـفـســي أو المـــادي ضــد كــل مـا يـقــف عـقـبــة فـــي طــريق تــحقيــق تلــك الـمبــادئ والأفــكـار الـتــي يـنــادي بـهــا هــذا الـفـكـــر الـمـتـطـــــــرف الـذي يـحـذر مـنـه الـسـيـد الـمـرجـع والـذي يـتـبـنـى اتـجـاهـــا عـقـلـيـــاً وحالـــة نـفـسيــــة تـسمـى بالـــتعـصب لـلجـمـاعـــة الـتــي يـنـتـمــي إلـيـهــــا .

والـــتعـصـب حـالــــة مـن الـكــراهـيــة تـــستـنـد إلـى حـكـم عــام يــتـسـم بـالـجـمــود وعـــدم الــمرونـــــة فالـــــــمتطـــرفــون يقومــــــون بتـــــوظـيـف الـديــــن مـــن أجــــل تبــــــريـر الـــعـنـف وتـقـديســــه مـــــا يبغيـــــه الــعـنف اتجــــــاه الافــــــراد والجماعـــــــات هـــو الاضــرار وإلحـــــــــاق الأذيـــــــة ، وهــــذا التعبيـــــر بـــــــات واضحـــــاً في النســـــق التــــــكراري لأعمــــــــــال الــــــعنف التـــي مازالـــــــت تــــــــلازم الــــكثـيـر مـن الــمـجـتمـعـات الـتــي تـشـهـــد الــحــرب ومـن خـــلال مــا تـقــدم فــإن الـدعــوة الـصـريـحـة الـتـي تـقـدم بـهـا سـمـاحــة الـمـرجـع فــي نـبـذ خـطـاب الـكـراهـيـة والـعـنـف والـتـطـرف أولـــويــة لـيــس لـعـمـل الأمـم الـمتـحـدة فـحـسـب بـل هـي دعــوة لـكـل الـمـؤثـريــن والـفـعـالـيـن مـجـتمـعـيـاً و الاعـتـمـاد عـلى اسـتـراتـيجـيـة الاحـتـواء والـمـعـالـجـة و تـفـعـيـل رأس الـمـال الاجـتـمـاعــي المـشـتـرك الــذي يـعـتـمـد عـلى الـجـهـات الـفـاعـلـة لـتـوظـيـفـها مـتـكـامـلـة مـع الـجـهـود الـحـكـومـيـة عـبـر اسـتـثـمـار الامـكـانـات الـتي تـسهـم فــي تـفـكـيـك الأفــكــار الــدوغـمـائــيــة والـعـمـل عـلـى إعـــــادة بـنـاء الـمجـتـمـع مـن خـلال تـحـقـيـق الـعــدالــــة الأجـتـمـاعـيـة والـحـــث عـلـى زيــــادة الــوعــي مـــا بـيـن الـنـاس لأنـهـــم جـمـيعــاً مسـؤولــــون عـــن مـصالـــح ورفــــاه بـعضهــم تــجــاه بـعـــض.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ضد منافس شرس.. متى تفوز المراة بحقوقها؟

ما حقيقة استقالة وزير النفط؟

البرلمان يعتزم اطلاق دورات تثقيفية "إلزامية" للمقبلين على الزواج للحد من العنف والطلاق

(المدى) تنشر قرارات جلسة مجلس الوزراء

السوداني يؤكد التزام العراق بخطط أوبك

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

 علي حسين ظل السادة خضير الخزاعي وأسامة النجيفي وصالح المطلك وإبراهيم الجعفري وفؤاد معصوم وعباس البياتي وعتاب الدوري وحسن السنيد وغيرهم يهلّون علينا كلَّ يوم قبل الغداء وبعد العشاء من خلال الصحف والفضائيات،...
علي حسين

كلاكيت: البحر الأحمر في فينيسيا

 علاء المفرجي بعد مشاركتها في الدورة السابعة والسبعين من مهرجان كان السينمائي لعام 2024م، من خلال أربعة أفلام سينمائية وعدد من المبادرات والفعاليات. وتتضمّنت قائمة الأفلام التي حصلت على دعم المؤسسة: "نورة" للمخرج...
علاء المفرجي

تدهور الرعاية الصحية الراهن لا تُعالجُه الوعود المعسولة!

د. كاظم المقدادي أنتجت المنظومة السلطوية القائمة على المحاصصة الطائفية والإثنية، وتقاسم النفوذ والمليارات، والمناصب والإمتيازات، ظواهر بغيضة، كالتسلط والهيمنة على مقدرات البلد، بدأتها بإفراغ الوزارات ومؤسسات الدولة الأخرى من الموظفين الكفوئين إدارياً وذوي...
د. كاظم المقدادي

عن المرجعية الدينية

حيدر نزار السيد سلمان كتب ويكتب الكثيرون عن خليفة المرجع الديني اية الله العظمى السيد علي السيستاني بالإضافة إلى جهود بعض مراكز البحوث المهتمة بالشأن العراقي، وهذا دلالة على أهمية المرجعية الدينية من النواحي...
حيدر نزار السيد سلمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram