علي حسين
عاش علي الوردي ومات وهو ينتمي إلى فكر وثقافة مضادة لاثنين، وعّاظ السلاطين وشيوخ الطائفية.. كلاهما كان وراء مصادرة ومحاربة مؤلفاته، وعّاظ السلاطين، الكتاب الذي جلب العداوة للراحل، وجعل منه هدفاً للمتطرفين من كلا الطائفتين السُنّة والشيعة.
علي الوردي كتب "وعاظ السلاطين" وكان ينشد فيه التغيير الذي لا يتحقق إلا من خلال نقد مفاهيم اجتماعية تعشّش في الرؤوس منذ قرون، ومازلت كلما أريد أن أتعرف على أزمة المجتمع العراقي، أعود إلى جملة أثيرة أحفظها من الكتاب يقول فيها الوردي: "كلنا ننادي بالحق والحقيقة عندما نخطب أو نتجادل أو نتلو القصائد الرنانة، ولكننا نفعل ذلك لأننا نشعر في قرارة أنفسنا بأن هذه الأقوال التي نتشدق بها سليمة لا ضرر منها ولا مسؤولية عليها حتى إذا جدَّ الجد وصار الحق معارضاً لما نحن فيه أسرعنا إلى جعبتنا المملوءة بالأدلة العقلية والنقلية فاخترنا منها ما يلائم موقفنا وصورنا الحق بالصورة التي ترضينا ثم لا ننسى بعد ذلك أن نواصل تلاوة القصائد الرنانة من جديد."
"وعاظ السلاطين" كانت أول وأجرأ أسئلة علي الوردي التي واجه فيها فرسان الطائفية في محاولة لتفسير التاريخ من خلال الحكايات والموروثات التي ترسخت في أذهان الملايين، عبر مئات السنين، وفي فهم ما يجري وسيحدث مستقبلاً في العراق، وهذا سر شهرة هذا الكتاب وخلوده، فرغم مرور أكثر من نصف قرن على صدوره، إلا أنه لا يزال يثير اهتمام القراء. وكما قال الوردي مرة في أحد حواراته إن: "الهدف من الكتاب هو تصوير ماذا ستفعل حكايات الكذب والمديح والنفاق لو أصبحت جزءاً من حياة الناس اليومية"
هذا ما يجعل الوردي، وهو ينحاز إلى المواطن البسيط المبتلى بفرسان الاكاذيب ، وهم يصدعون رؤوس المواطنين بخطابات متلونة ، الوعاظ الذين ق لبوا النيا واقعدوها قبل عام لان الدولار تجاوز مبلغ " 1400 "دينار ، هم نفسهم اليوم يصمتون على الدولار الذي تجاوز مبلغ " 1500" دينار ، وسنجدهم يخرسون حتى لو تجاوز الرقم "2000" .
وهذا ما يمكن أن نحذر منه اليوم.. وعاظ السلاطين الذين يصرون على أن نعيش في ظل اكاذيب لا تنتهي والذين وجدوا في الضحك على عقول اتلبسطاء مهمة مقدسة. وأن نظل نتساءل: لماذا أصبحت المصلحة والانتهازية أهم وأقوى من الوطن؟
لا نزال في هذه البلاد نخشى أن نقول للمسؤول الفلاني أين أخفيت المليارات التي نهبت من موازنة الدولة؟، فيما يطلب منا البرلمان كل مرة أن نعترف بعبقرية هيثم الجبوري في لفلفة أموال وزارة الضرائب
مرّة أخرى: في الدول المنكوبة بالفشل ، تجوع الناس ، وتُسرق البلاد ، وتُحتسب المنافع لمصلحة سماسرة الخراب
جميع التعليقات 2
محمد ساجت السليطي
رحم الله الوردي العظيم..
نوزاد الهيتي
اخي العزيز لم يبقى وطن ولا اقتصاد عراقي الوطن سرق في غفلة من الزمن والاقتصاد تم اغتياله الغرب ينظر للعراق اليوم ارض تحتوي على موارد هيدكربونية ليس ال .