ذي قار/ حسين العامل
أكدت منظمة بيئية أن الأهوار العراقية بدأت تستعيد حياتها بعد الموجات المطرية والسيول القادمة من إيران، لافتة إلى أن تلك المناطق شهدت عودة للحيوانات، مشددة على ضرورة بذل المزيد من الجهد من أجل ضمان التنوع الاحيائي.
وقال المدير الإقليمي لمنظمة طبيعة العراق جاسم الأسدي في حديث مع (المدى)، إن "الموقف المائي في الاهوار من الناحية الهيدرولوجية (توزيع وحركة المياه) جيد فقد اخذت تستعيد جانبا من حياتها".
وأشار الاسدي، إلى "ارتفاع المياه في عمود نهر الفرات المغذي لأهوار الجبايش من 64 سنتمتر الى 99 سم عن مستوى سطح البحر اي بزيادة 35 سم خلال اقل من شهر".
ولفت، إلى أن "هذا الارتفاع في مناسيب المياه أنعش مغذيات مناطق الاهوار الوسطى وهور الحمار الغربي".
ونوه الأسدي، إلى أن "الارتفاع أسهم في زيادة تدفق المياه في الاهوار وهو ما رفع مناسيبها في مناطق كانت جافة".
وأورد، أن "منسوب المياه بلغ في منطقة البركة البغدادية 15 – 20 سنتمترا بعد ان كانت جافة تماماً".
وتحدث عن "تدفق المياه في مسارب الجاموس واخذ القصب والبردي ينمو بصورة تدريجية بعد ان انعشته مياه الامطار في وقت سابق"، مشيرا الى "عودة اسراب الطيور المحلية الى التحليق في مناطق الاهوار".
وأكد الأسدي، أن "هور الحمار يحصل على موارده من جهة الطار وكرمة بني سعيد عبر مياه نهر الفرات والمصب العام وهذه المياه تتدفق بإطلاقات جيدة في الوقت الحاضر".
ويواصل، أن "مناطق اهوار الفهود التي تشكل الجزء الجنوبي من هور ابو زرك تحصل على كميات كافية من المياه كونها تتغذى من نهر دجلة عبر نهر الغراف، وهذا الاخير اطلاقاته المائية غير كافية لتغذية وإنعاش مناطق اهوار الفهود".
وأفاد الأسدي، بأن "الأهوار العراقية بصورة عامة حصلت على مياه جيدة في الآونة الأخيرة".
وتابع، أن "أهوار الحويزة انتعشت هي الاخرى بعد وصول كميات كبيرة وجيدة من مياه الهضبة الإيرانية".
ولفت الأسدي، إلى "تدفق المياه على مدى اربعة ايام وبمعدل إطلاق 50 م3/ ثانية في هور الحويزة فضلا عن انتعاش بحيرة ام النعاج التي كانت جافة تماما".
ويرى الاسدي ان "تحسن النظام الهيدرولوجي يتطلب تحسين النظام الإيكولوجي المتعلق بمجمل التنوع الاحيائي ولاسيما الثروة السمكية التي استنزف الجفاف 96 % منها".
كما يجد، أن "تحسن النظام الايكولوجي يتطلب المزيد من الوقت والاهتمام المطلوب لتحسين بيئة الاهوار وتنوعها الاحيائي".
من جانبه، دعا الصياد، محمد حسن إلى "ضخ اصبعيات الاسماك بصورة كبيرة من قبل وزارة الزراعة كي تستعيد الاهوار جزءا من ثروتها السمكية".
وتابع حسن، أن "موسم الربيع يعدّ وقتاً مناسباً لتنمية الثروة السمكية في الاهوار من خلال ضخ كميات كبيرة من اصبعيات الاسماك المتنوعة".
وأعرب، علي كاظم وهو أحد سكان الاهوار عن تفاؤله بإطلاق المياه باتجاه الاهوار.
وقال كاظم، إلى (المدى)، إن "الموسم الحالي يبشر بخير من خلال وصول اطلاقات مائية كبيرة فضلاً عن مياه الامطار التي ساعدت كثيراً في إنعاش مناطق الاهوار". ونوه، إلى أن "الموجة المطرية ساعدت كثيرا بإنعاش الاهوار من خلال توفير مياه السقي التي استغنى عنها الفلاحون بعد هطول الامطار واعادة توجيهها الى مناطق الاهوار".
ويتطلع كاظم، إلى "استمرار الاطلاقات المائية في عمود الفرات مع زيادة الكميات لتصل الى أكثر من متر".
وأوضح، أن "ذلك يجعل دخول المياه الى مناطق الاهوار بصورة أكبر وتتوسع عملية الاغمار لتشمل مناطق اوسع وبمناسيب اعلى".
ويسترسل كاظم، أن "مناطق الاهوار بحاجة الى المزيد من المياه"، مؤكداً ان "الفرصة مناسبة لضخ وإطلاق المزيد من المياه في نهري دجلة والفرات لتصل الى الاهوار بصورة مباشرة".
وانتهى كاظم، إلى أن "اكتفاء الفلاحين بمياه الموجة المطرية واستغناءهم عن مياه الانهار يتيح تحويل تلك المياه الى الاهوار لتنعشها بعد حقبة من الجفاف".
وتشكل الأهوار خمس مساحة ذي قار وهي تتوزع على عشر وحدات إدارية من أصل 22 تضمها المحافظة، إذ تقدر مساحة أهوار الناصرية قبل تجفيفها مطلع تسعينيات القرن الماضي، بمليون و48 ألف دونم، في حين تبلغ المساحة التي أعيد غمرها بالمياه بعد عام 2003 نحو 50 بالمئة من مجمل المساحة الكلية لأهوار الناصرية إلا أن هذه المساحة المغمورة سرعان ما تتقلص بصورة كبيرة بعد كل أزمة مياه تمر بها البلاد التي كانت توصف ببلاد الرافدين لما تتمتع فيه من وفرة مائية اخذت تتراجع مع تحكم دول المنبع بالإطلاقات المائية وتقليصها بصورة كبيرة خلال العام الحالي والاعوام المنصرمة.
وتواجه مناطق أهوار الجنوب جملة من المشاكل أبرزها تذبذب مناسيب المياه ونقص الخدمات الأساس فضلاً عن ضعف الاهتمام بالثروة الحيوانية في تلك المناطق التي تشتهر بتربية الجاموس وصيد الأسماك والطيور، وغالباً ما تتعرض قطعان الجاموس إلى الأوبئة والأمراض التي تؤدي إلى نفوق عدد كبير منها ما يؤدي إلى خسائر كبيرة لمربيها.
وكانت مديرية زراعة ذي قار كشفت نهاية العام الماضي عن زيادة في مساحة الاراضي الزراعية خلال الموسم الحالي إثر الموجة المطرية الاخيرة، وفيما اشارت الى زراعة مساحات اضافية خارج الخطة الزراعية بالاعتماد على مياه الامطار، أكدت عدم امكانية تحقيق الاكتفاء الذاتي من محاصيل الحبوب الذي يقدر بـ 250 ألف طن سنويا.