بغداد/ حسين حاتم
بالرغم من عودة تساقط الأمطار في المحافظات كافة، الا ان المخاوف من تفاقم أزمة الجفاف ما تزال مستمرة، إذ ان الامطار الاخيرة ذهبت لإنعاش الاهوار وتأمين خزين نسبي. وتحاول وزارة الموارد المائية استخدام تقنيات الري الحديثة لمواجهة شح المياه وإنشاء "سدود حصاد" للاستفادة من الأمطار، فيما يحذر مختصون من صيف قاس في حال استمر انقطاع الامطار لفترة طويلة.
وتصاعدت أزمة المياه خلال السنوات الماضية مع تراجع معدلات هطول الأمطار، وقلة مناسيب المياه من دول الجوار التي تمد نهري دجلة والفرات بالمياه، ما أدى إلى تفاقم الجفاف، إلى أن بات العراق البلد الخامس في العالم الأكثر تأثراً بالتغير المناخي، بحسب الأمم المتحدة.
ويقول المتحدث باسم وزارة الموارد المائية علي راضي في حديث لـ(المدى)، إن الوزارة "دائما تضع خططاً في مواسم الامطار والسيول لتأمين وتعزيز الخزين المائي"، مبينا أن "المناطق التي تعاني من شح المياه سيتم امدادها بمياه الامطار والسيول".
واضاف راضي، أن "مياه الامطار الهاطلة في الوسط والجنوب ستوجه الى الاهوار لمواجهة الجفاف فيها"، مشيرا الى أن "الخزين المائي شهد انخفاضاً كبيراً بسبب قلة الواردات والتغيرات المناخية".
وتعاني الاهوار في جنوبي العراق من جفاف خطير يهدد الاهالي والمزارعين بشكل مباشر، حيث تسبب في هجرة آلاف العوائل ومربي الجاموس الى المدن والمحافظات الاخرى.
وتابع، "سيتم انشاء سدود حصاد للمياه، والتي هي عبارة عن سدود صغيرة تكون بمناطق ورود السيول لجمع الايرادات المائية وتغذي المياه الجوفية وايضا تمكن الاستفادة منها في الزراعة".
ومضى راضي بالقول، "في موجة الامطار الماضية استطعنا تأمين تعزيز نسبي للخزين المائي"، لافتا الى "وضع خطط للإطلاقات المائية وتوزيعات المياه وعدم التجاوز على الحصص المائية للمناطق".
ولفت، إلى أن "الوزارة بصدد استخدام تقنيات الري الحديثة ونقل المياه داخل القنوات المغلقة، لمواجهة شح المياه"، مبينا أن "موجة الامطار الاخيرة تركزت في مناطق الوسط والجنوب، وأسهمت بتعزيز كميات اضافية الى منطقة الاهوار لإنعاشها".
ويعتمد العراق في تغذية أنهاره سنوياً على المياه القادمة من تركيا وإيران، فضلاً عن الأمطار والثلوج، إلا أن الموسم الحالي والسابق شهد انخفاضاً كبيراً وغير مسبوق منذ أعوام، وهو ما بدا واضحاً في انحسار مساحة نهري دجلة والفرات داخل الأراضي العراقية.
بدوره، يقول الباحث بالشأن المائي والزراعي عادل المختار في حديث لـ(المدى)، إن "كميات الامطار الهاطلة خلال الشهر الماضي لا تتجاوز 250 مليون متر مكعب"، مبينا ان "الفضاء الخزني الموجود أقل من 10 مليارات متر مكعب، أما الخطة الزراعية فهي أكثر من 30 مليار متر مكعب".
وأضاف المختار، ان "الـ250 مليون مقارنة بالخطة الزراعة والخزين المتوفر، اضافة الى الامطار الهاطلة امس الاربعاء، قليلة جداً".
وأشار، الى أن "الوضع المائي مايزال غير مطمئن، والجفاف لم ينتهِ لغاية الان"، مشددا على "ضرورة الاسراع بتأسيس مجلس وطني للمياه".
وتابع، "كان على وزارة الموارد المائية عدم زيادة الخطة الزراعية بهذا الشكل الى مليونين ونصف على المياه السطحية و4 ملايين من المياه الجوفية لأنها بهذه الحالة سوف تستنزف كميات المياه المتبقية".
وفي وقت سابق من كانون الاول الماضي، قال وزير الموارد المائية عون ذياب، إن "الأمطار الهاطلة مؤخرا أسهمت في تحقيق الرية الأولى لمحصول الحنطة بواقع 100 بالمئة، الذي وصلت مساحة ما مزروع منه وفق التوقعات إلى أربعة ملايين دونم بدلا من مليونين ونصف المليون دونم، مبينا أنه سيتم تحديد مساحته بدقة منتصف شهر شباط المقبل من خلال الأقمار الصناعية عند نمو المحصول". واضاف ذياب، أن "موجة الأمطار والسيول التي حدثت مؤخرا، خففت الضغوطات على الاسـتـهـلاكـات الحاصلة لخزين البلاد الستراتيجي، وتمت الاستفادة منها لتعزيز مناطق الأهـوار وتحسين بيئة شط العرب، لاسيما بعد هطول أمطار غزيرة على حوض نهر الكرخة داخل إيـران، والاستفادة منها في تحسين منطقة الأهوار لكونه الرافد الرئيس المغذي لهور الحويزة"، مؤكدا "الاستفادة من موجة الأمطار التي هطلت مؤخرا، في تأمين خزين مائي نسبي".
واشار الوزير حينها، الى أن "أهم خطوات البرنامج الحكومي الذي تعمل عليه الوزارة مستقبلا، هي تحسين وتأهيل مشاريع الري الحديثة بعيدا عن الأساليب التقليدية القديمة من أجل تقنين استخدام المياه وتقليل الضائعات المائية وزيادة الغلة الزراعية".