شعر: أديب كمال الدين
وردة كبيرة سحقتها الأقدامُ على الإسفلت
فتمدَّدتْ أوراقُها بألمٍ ظاهر.
هذه الوردة
رآها طفلٌ تائه
فتذكّرَ أمّه التي لم يرها منذُ سنين وسنين.
ورأتها عاشقةٌ فتذكّرتْ حبيبَها
الذي أشعلتْ لهُ أصابعَها العشرة شمعاً
دونَ جدوى،
دونَ أمل.
ورآها رسّامٌ فحدّقَ فيها طويلاً
ليقتبسَ ألوانَها في لوحاته التي لا يشتريها أحد.
ورآها جنرالٌ هَرِمٌ مُقْعَد
فغيّرَ مَسارَ كرسيّه المُتحرّكِ عنها
وكأنّها لغم أرضيّ.
حتّى إذا ما رأتها الريحُ طيّرتْها،
كانت الريحُ تلهو أو تضحك
لكنّ الوردة لم تكنْ تلهو أو تضحك
أبداً.