TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > كأس البصرة والعراق

كأس البصرة والعراق

نشر في: 8 يناير, 2023: 12:21 ص

حفيظ دراجي

وأخيراً عادت كأس الخليج إلى أحضان العراق بعد أكثر من 40 سنة منذ نسخة عام 1979، التي استضافتها بغداد، وانطلقت أمس في مدينة البصرة التي كان من المفروض أن تحتضن نسخة عام 2013، لتعود البطولة إلى أرض الكرة، وأرض الحضارة والعروبة، بعد 3 أعوام منذ آخر نسخة احتضنتها قطر سنة 2019، إذ توقفت المسابقة بسبب تفشي فيروس كورونا.

وعادت عجلة كأس الخليج إلى الدوران، وعاد العراق الرياضي إلى الحضن الخليجي، بعد أن غيبته الحرب والأوضاع السياسية في العراق، وكذلك الحظر الذي فرضه الاتحاد الدولي لكرة القدم على العراق والكرة العراقية التي عادت إلى أجواء المشاركة في المسابقة من بوابة نسخة قطر عام 2004، وعادت من بوابة البصرة الفيحاء لتنظم النسخة الـ25 بحضور كل المنتخبات الثمانية في أجواء رائعة وحفاوة كبيرة.

«خليجي 25" هي البطولة الأولى التي يستضيفها العراق بعد سنوات طويلة من غياب المباريات الدولية عن البلاد، بسبب الأزمات السياسية التي غيبت البلد عن أجواء البطولة المحببة لدى أبناء المنطقة منذ سنة 1990، كما ألقت ظروف الحصار الاقتصادي بظلالها على العراق والرياضة العراقية، إذ كان منتخب بلاد الرافدين يخوض مبارياته الدولية خارج العراق، قبل أن يعود لأحضان كأس الخليج بعد غياب دام 14 سنة، ويعود إلى احتضان البطولة في مدينة البصرة التي لبست حلة جديدة الشكل، عريقة المحتوى، يعرفها العرب عن العراق وشعب العراق الذي كان من المقرر أن يحتضن بطولة 2013، ليتكرر التأجيل كل مرة لأسباب أمنية، وبعضها يتعلق بعدم الجاهزية لمدة عشر سنوات كاملة.

حفل الافتتاح كان رائعاً ومتميزاً قيل عنه إنه الأحسن في تاريخ البطولة، أراد من خلاله المنظمون أن يكونوا في مستوى الثقة التي وضعت فيهم رغم الهاجس الأمني الذي كان حجة الحظر الرياضي الذي فرضه "الفيفا" على العراق لسنوات، قبل أن يرفع ويكتشف العالم مجدداً ذلك الشعب المضياف، والبلد العريق رمز الحضارات والعلوم والفنون والتقاليد الإنسانية الضاربة في التاريخ، التي حاول مصمم حفل الافتتاح تجسيدها في اللوحات التي رسمها، واستمتع بها الحضور والمتابعون على شاشات التلفزيون، مثلما استمتع الأنصار بمباراة افتتاحية قوية انتهت بالتعادل السلبي المنطقي بين العراق وعمان، في حين تفوق المنتخب السعودي في مباراته أمام اليمن رغم مشاركته بالمنتخب الأولمبي، كما المنتخب القطري، في حين تشارك باقي المنتخبات بفريقها الأول.

انتصر العراق قبل نهاية البطولة باستضافة الحدث، بعد أن نجح في إقناع الفيفا ودول الخليج بقدرته على الاستضافة مهما كانت الظروف، ورفع تحدي إقامة "خليجي 25" في مدينة البصرة رغم المشاكل السياسية والنزاعات العشائرية التي شهدتها المحافظة، وصعوبة تجهيز المنشآت والهياكل لاستقبال المنتخبات والمشجعين والضيوف الرسميين، إضافة إلى العراقيين من كل المحافظات الذين انتظروا طويلاً ليشهدوا يوماً كبيراً، كانوا متعطشين لمعايشته ورؤية منتخب بلادهم على أراضيه كما كان زمان، في انتظار تحقيق النقلة النوعية في كل مجالات الحياة الأخرى، بعد تجاوز كل الاختلالات والاختلافات، التي تشكل تنوعاً، يمكن الاستثمار فيه ليتحول إلى عامل وحدة وقوة لأهل العراق بكل أطيافهم.

كأس الخليج في بصرة العراق تشكل نجاحاً من كل الجوانب الأمنية والسياسية والاجتماعية، مهما كانت النتيجة الفنية للمنتخب العراقي الذي يعتبر أكبر المرشحين للفوز بالبطولة الرابعة في تاريخ العراق أمام جماهيره العاشقة للكرة وبلدها، في غياب المنتخب الأول لكل من السعودية وقطر، وتراجع مستويات الكويت والإمارات، لكن كل شيء يبقى وارداً في عالم الكرة.

عن العربي الجديد

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ضد منافس شرس.. متى تفوز المراة بحقوقها؟

ما حقيقة استقالة وزير النفط؟

البرلمان يعتزم اطلاق دورات تثقيفية "إلزامية" للمقبلين على الزواج للحد من العنف والطلاق

(المدى) تنشر قرارات جلسة مجلس الوزراء

السوداني يؤكد التزام العراق بخطط أوبك

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

 علي حسين ظل السادة خضير الخزاعي وأسامة النجيفي وصالح المطلك وإبراهيم الجعفري وفؤاد معصوم وعباس البياتي وعتاب الدوري وحسن السنيد وغيرهم يهلّون علينا كلَّ يوم قبل الغداء وبعد العشاء من خلال الصحف والفضائيات،...
علي حسين

كلاكيت: البحر الأحمر في فينيسيا

 علاء المفرجي بعد مشاركتها في الدورة السابعة والسبعين من مهرجان كان السينمائي لعام 2024م، من خلال أربعة أفلام سينمائية وعدد من المبادرات والفعاليات. وتتضمّنت قائمة الأفلام التي حصلت على دعم المؤسسة: "نورة" للمخرج...
علاء المفرجي

تدهور الرعاية الصحية الراهن لا تُعالجُه الوعود المعسولة!

د. كاظم المقدادي أنتجت المنظومة السلطوية القائمة على المحاصصة الطائفية والإثنية، وتقاسم النفوذ والمليارات، والمناصب والإمتيازات، ظواهر بغيضة، كالتسلط والهيمنة على مقدرات البلد، بدأتها بإفراغ الوزارات ومؤسسات الدولة الأخرى من الموظفين الكفوئين إدارياً وذوي...
د. كاظم المقدادي

عن المرجعية الدينية

حيدر نزار السيد سلمان كتب ويكتب الكثيرون عن خليفة المرجع الديني اية الله العظمى السيد علي السيستاني بالإضافة إلى جهود بعض مراكز البحوث المهتمة بالشأن العراقي، وهذا دلالة على أهمية المرجعية الدينية من النواحي...
حيدر نزار السيد سلمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram