اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > جملة مفيدة: السوداني والمعابر المستحيلة

جملة مفيدة: السوداني والمعابر المستحيلة

نشر في: 8 يناير, 2023: 12:29 ص

 عبدالمنعم الأعسم

تَعبُر حكومة محمد شياع السوداني، هذا الاحد، يومها الثامن والسبعين، بما يزيد على عشرة اسابيع، وهي حيال المعابر نفسها التي وُضعت كالتزامات لها، في حين لم تتقدم خطوة واحدة لجهة اجتيازها او التقرب من بداياتها، ويمكن اجمالها بملفات الموازنة والعلاقة مع الاقليم والسلاح خارج يد السلطة وملف البطالة وخدمات الكهرباء وضبط اسعار الدولار والاعداد لانتخابات مبكرة،

ويمكن للمنصف، او حَسِن الظن، ان يلاحظ بان السوداني اطفأ بعض بؤر التوتر المحلية، وأدار الافعال، وردود الافعال، بشيء من مهارة الموظف المسلكي، أو بطريقة العارف بمكان ازرارها، دون غيره، وهو يقول لمسائليه- بحسب مطّلعين- ما كان يقوله النجاشي لابن العاص “ليس كل العباد تفهم ما تفهمه يا عمرو”.

ولن تخطئ بصيرة المحلل أمراً جديداً، في غاية الاهمية والغرابة، ويتمثل في دخول زعيمي الاطار التنسيقي، نوري المالكي وهادي العامري، الحيّز الضيّق لسلطة القرار التنفيذي باستقبالهما لمسؤولين في الحكومة و(طبعا) توجيههم بمنظورات واملاءات الاطار، فيما تجاوز هذا التدخّل الى ملفات حساسة ذات علاقة بالشأن الخارجي والاقليمي، ومن البديهي ان لا يثير هذا الدور (غير المسبوق في تاريخ العملية السياسية) عجب البعض ممن يعرف خلفيات الجدل داخل كتلة الاطار بين مجموعتي المالكي والعامري بصدد نفوذهما داخل حكومة السوداني، ويتوقع تقرير عربي (اطلعنا عليه) ان لا يستمر هذا الدور بهذه الانضباطية كثيراً، لكن في كل الاحوال فان السوداني يتصرف كما لو انه سعيد بهدوء التجاذبات حول مستقبل حكومته، وتعود مصادر هذه السعادة، في جزء كبير منها، الى ابتعاد الصدر وتياره عن طريقه، ولكنه لا يعدو، في ابسط الحسابات عن افراط في التفاؤل، وسط اختلاط الاوراق، وبحسب الفيلسوف الهندي “اوشو” فانه “من المستحيل تحقيق الاحلام وسط الزحام والكم الكبير من الناس والفوضى”.

ومن زاوية مقربة، فانه لا يبدو للمراقب وجود جهة (داخلية أو خارجية) ذات تأثير، تسعى الى اطاحة السوداني في الظرف الحالي، لكن العين البصيرة لا تخطئ طائفة من المؤشرات لقوى جاءت به (أو سهّلت له) غير راضية عن رسائل اطلقها لجهة التهدئة مع واشنطن وحلفائها في المنطقة، وإن كانتْ مناوراته في هذه الساحة مخطط لها، في حين تصرفت واشنطن بانضباط لا سابق له، كي لا ترد على مخاشنات وتهديدات من جانب ايران او من جانب تنظيماتها المسلحة في العراق، اخذا بالاعتبار ان التوتر يتفاعل باضطراد على الحدود بين ايران واقليم كردستان العراق.

وفي هذه “الخبصة” اعتقد (اقول اعتقد!) لا أمل للسوداني ان تتكرر مرة اخرى الفرصة التي جاءت به، وأعتقد (مرة اخرى) ان عليه ان يصنع فرصته بنفسه..

استدراك:

«اليوم هناك فرص لا أحد يعرف ما إذا كانت ستأتي مرة أخرى في المستقبل.».

رونالدو

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: إنهم يصفقون !!

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

العمودالثامن: نائب ونائم !!

السيستاني والقوائم الانتخابية.. ردٌ على افتراء

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

 علي حسين تهلّ علينا النائبة عالية نصيف كلَّ يوم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والفضائيات، ويتعاطى العراقيون جرعاتٍ مسكنةً من التصريحات التي يطلقها بعض النواب، حيث يظهرون بالصورة والصوت ليعلوان أن المحاصصة...
علي حسين

كلاكيت: عشرة أعوام على رحيل رينيه

 علاء المفرجي في الذكرى العاشرة لرحيل شاهد عصر الموجة الفرنسية الجديد، التيار الذي شكّل حدثاُ مفصلياً في تاريخ السينما ألان رينيه الفرنسي الذي فرض حضوره القوي في المشهد السينمائي بقوة خلال تسعة عقود...
علاء المفرجي

نحو هندسة للتوافق التنموي

ثامر الهيمص وليكن نظرك في عمارة الارض، ابلغ من نظرك في استجلاب الخراج، لان ذلك لا يدرك الا بالعمارة، ومن طلب الخراج بغير عمارة اخرب البلاد، واهلك العباد ولم يستقم امره الا قليلا. في...
ثامر الهيمص

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

رشيد الخيون أقام ديوان الكوفة بلندن(1993) أسبوعاً عنوانه "التُّراث الحي في حضارة وادي الرّافدين"، ففاجأنا دكتور بعلم الأحياء، معترضاً على إحياء "الأصنام"، وبينها كَوديا. لم نأخذه على محمل الجد، حتى كسرت "طالبان" تمثالي بوذا(مارس2001)،...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram