 علي حسين

يطرح شيخ الجغرافيين نجاح محمد علي تصوراً لجغرافية العراق، يطالبنا فيه بأن نعود إلى كتب الجغرافيا لنكتشف أن تسمية الخليج العربي غير صحيحة، لأن الاسم الحقيقي، حسب خرائطه التي نشرها، هو الخليج الفارسي.

لا أريد أن أجادل عالماً يريد أن ينافس المرحوم "الإدريسي" ويتسلم بدلاً منه راية "رائد الجغرافيا"، ولا أريد أن أذكره بأن الخليج كان يسمى خليج بحر البصرة عندما كانت البصرة ولا تزال حاضرة بلاد العرب، لكني أستغرب أن يتحول نجاج محمد علي من الجغرافيا إلى التاريخ ليخبرنا بأنه متخصص في علم اللغات وسلالات الشعوب، حيث اكتشف أن اللغة الفارسية كانت لغة أهل العراق منذ العصور البابلية وحتى الفتح الإسلامي، وأننا دخلاء على العرب وعلينا أن نؤمن بأن العراق جزء لا يتجزأ من بلاد فارس.. قد يبدو السيد نجاح متحمساً في بعض الأوقات مثلما كان قبل أعوامٍ متحمساً للقول إن تسمية الخليج العربي أقدم من تسمية الخليج الفارسي، وأتمنى أن لا يعتقد البعض أنني أتجنى على السيد نجاح، فبإمكان موقع اليوتيوب أن يعرض لكم ما كان يقوله نجاح محمد علي ضد إيران عندما كان يعمل مراسلاً لقناة العربية، ففي ذلك الوقت، ومقاطع الفيديو لاتزال موجودة على الشبكة العنكبوتية، كان صاحبنا يكيل التهم لإيران، ويطيل المديح لدول الخليج.

وإذا تركنا تقلبات نجاج محمد علي فسيدهشك عزيزي القارئ أنه في اللحظة التي يسخر فيها السيد نجاح من إقامة بطولة الخليج ويستدعي مقولة للمفكر الأمريكي تشوميسكي عن سياسة الإلهاء وكيف أن القائمين على بطولة خليجي 25 يصرون على افتتاح البطولة بمعصية ويكررها "أقولها بكل صراحة معصية" فالغناء معصية وظهور مطربة نوع من أنواع الرذيلة، ولم ينس "الروزخون" نجاح محمد علي أن يذكرنا بشرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي يريد لها أن تأخذ مكانها الحقيقي في بطولة الخليج، في لحظة هذيانات السيد نجاح وتقلباته كان هناك مقدم برامج من دولة الإمارات العربية السيد يعقوب السعدي خرج على الجمهور ليقول من خلال برنامجه هذه الكلمات: "العراق العظيم ، بلاد الرافدين ومضرب الآيتين.. مسرى النهرين ومرقد شط العرب ، أرض البدايات وأم النهايات ومستقر الأمم، العراق الحبيب نبض التاريخ، غصن الحضارات وأصل الحكايات، بلاد الرافدين أول الوافدين على الأرض والتاريخ، بوابة الآلهة إلى الأرض الصالحة ونافذة الشمس التي لا تغيب، العراق مسقط الرسل والأنبياء، كتاب الرسالات ووصية الديانات، عاصمة الكتب والشعراء والكلام والفنون، بساط العلم الذي يسافر بيننا في كل زمن.. العراق أاول الأولين وفاتحة الفاتحين، مصدر إلهامٍ ومبعث دهشةٍ وشاهد على تطور البشرية منذ القدم".

وأترك لك عزيزي القارئ أن تقارن بيت هلوسات السيد نجاح ومحبة المذيع الإماراتي يعقوب السعدي.