طه كــمر يوم الرابع والعشرين من تموز كان موعدا انتظرته الجماهير الكروية العراقية بشغف على انه سيحقق طموحاتهم وينقل الكرة العراقية نقلة نوعية كي تواكب مسيرتها التي تعثرت مؤخرا وأصبحت تتخبط في دورانها، لكن وللأسف ما أن وصلنا الى يوم الرابع والعشرين
من هذا الشهر حتى وجدنا ان الكرة العراقية أصبح لها مساران متقاطعان جملة وتفصيلا من خلال ما أفصحت عنه الأحداث الأخيرة وخلالها انقسمت الهيئة العامة الى قسمين احدهما في العاصمة بغداد والآخر في مدينة أربيل في وقت انقسم اعضاء الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم الى قسمين ايضا اربعة منهم في بغداد وخمسة في أربيل ومن هنا اتضحت معالم الاضطراب في هذه القضية التي أوصلتنا الى حالة الجزم بعدم انجازها ووصول الأمور فيها الى برّ الأمان أخذت قضية اتحاد الكرة العراقي حيزا كبيرا من الأحداث بحيث أصبح القاصي والداني يتحدث بها وكسبت جمهورا كبيرا يفوق جمهور الكرة الذي يتابع واقعها كونها قضية مستعصية ولا يمكن بأي حال من الاحوال ان تنتهي من دون خسائر، لذلك أصبح التشاؤم من ان مصيراً مجهولاً ينتظر كرتنا، أمرا يساور جميع الرياضيين بعد ان سلكت فيه الاطراف المتقاطعة جميع الطرق التي من شأنها ان تقضي على نقاط الخلاف الا ان الحل الذي يرضي الجميع كان غائبا حتى يومنا هذا بسبب الاختلاف الكبير بوجهات النظر في جوهر الموضوع . لذلك بدأ القلق يتسرب الى نفوس الرياضيين على ان كرتهم ستبقى تتدحرج داخل النفق المظلم على أمل ان بصيص ضوء خافت ينتظرها في نهاية ذلك النفق لينير طريقها ويجعلها تعاود دورانها الذي رسمته من قبل، وكلنا أمل ان يكون لذلك البصيص الفعل الأكبر الذي يجعلنا نتشبث به لإعادة الأمور الى طبيعتها .ومن خلال ما آلت اليه الأمور مؤخرا واتفقت جميع الأطراف في مؤتمري بغداد وأربيل على تأجيل الانتخابات الى موعد جديد عسى ان يتم خلال الفترة المقبلة التوصل الى تقريب وجهات النظر بين الاطراف المتناحرة في هذه القضية التي ربما تصدع تأريخنا الكروي وتجعلنا في وضع لا نحسد عليه، في وقت ان منتخباتنا الوطنية يجب ان تستعد الآن للاستحقاقات الدولية التي تنتظرها ، فمنتخبنا الوطني ينتظره استحقاق آسيوي كبير خطف لقبه اسود الرافدين في نسخته الاخيرة وكذلك الاولمبي تنتظره تصفيات اولمبياد لندن 2012 ، فيما تنتظر منتخبينا الشباب والناشئين بطولتان مهمتان في الصين واوزبكستان تمثلان نهائيات آسيا للشباب والناشئين، لذلك يجب ان يضع المسؤولون عن الكرة العراقية نصب أعينهم هذه الامور عندما يجلسون على طاولة الحوار وان يتنازل الجميع عما يدور بخلدهم من آراء خصوصا تلك التي تشكل نقاط الخلاف كي ننأى بكرتنا الى فضاء واسع يتيح لها حرية، الحركة فالكرة العراقية عانت ما عانته، وهي تستاهل أعلى التنازلات منكم يا أهل الشأن .Taha_gumer@yahoo.com