 ذي قار/ حسين العامل

كشفت مديرية الدفاع المدني في ذي قار عن تطهير أكثر من 4 ملايين متر مربع من الاراضي الملوثة بالقنابل والمخلفات الحربية، وفيما اكدت رفع ما يفوق على 278 ألف مقذوف منذ عام 2003، اشارت الى الحاجة لتطهير 100 مليون متر.

وكانت محافظة ذي قار، شهدت سلسلة من العمليات الحربية والقصف الجوي خلال سنوات الحرب العراقية -الإيرانية (1980-1988) وحرب الخليج الثانية (1991) وعملية غزو العراق سنة 2003 حيث استخدمت قوات التحالف الدولي شتى أنواع الأسلحة والقذائف، لاسيما القنابل العنقودية والصواريخ التي يدخل اليورانيوم المستنفذ في تركيبها، التي تعد مخلفاتها من مصادر التلوث الإشعاعي في المحافظة.

وقال مدير الدفاع المدني في ذي قار صلاح جبار أبو سهير في حديث مع (المدى)، إن "عدد الفرق العاملة حالياً لمعالجة القنابل غير المنفلقة في مديريتنا يتمثل بـ 4 فرق معالجة تتوزع اعمالها في مناطق ومواقع متفرقة من المحافظة".

وتابع أبو سهير، أن "المقذوفات الحربية التي تمكنت الفرق من رفعها خلال عام 2022 بلغت 17 ألف و254 مقذوفاً حربياً من مختلف الانواع والعيارات".

وأشار إلى أن "المساحة المطهرة خلال العام ذاته بلغت 4 ملايين 120 ألف و171 متر مربع تتركز في مناطق الرقعة الاستكشافية العاشرة ومواقع المشاريع الحكومية المطلوب تطهيرها والبالغة 18 مشروعا".

وبين أبو سهير، أن "فرق الدفاع المدني طهرت مواقع 18 مشروعاً مختلفاً خلال عام 2022 من بينها مشاريع لمد خطوط انابيب للنفط ومواقع وخطوط اعمدة ضغط عالي للكهرباء وخط انابيب الماء المالح الممتد من البصرة الى حقل نفط الغراف في الناصرية"، مؤكدا "تسليم المواقع نظيفة من المخلفات الحربية للدوائر المعنية".

وتحدث، عن عدد المقذوفات التي تم رفعها من قبل فرق الدفاع المدني منذ عام 2003 وحتى عام 2022، وتابع، أن "عددها بلغ 278 ألف و578 مقذوفاً حربياً من مختلف الانواع والعيارات".

ويسترسل أبو سهير أن "محافظة ذي قار لا تضم حقول الغام وانما مخازن سلاح كانت مخصصة لتخزين الالغام في عهد النظام السابق وان أكثر المقذوفات تتمثل بالقنابل العنقودية".

ويواصل، أن "المساحة المتبقية تقدر بـ 100 مليون متر مربع من الاراضي الملوثة بالمخلفات الحربية".

وقال أبو سهير، إن "هذه المساحة تتوزع على مناطق سوق الشيوخ والجبايش والمناطق الصحراوية في تل اللحم التي تضم الرقعة الاستكشافية العاشرة والمناطق الممتدة على طول طريق المرور السريع بين الناصرية والبصرة".

ويسترسل، أن "تلك المنطقة كانت تضم معسكرات لقطعات قتالية وشهدت اعمال قصف جوي اثناء الحروب ولاسيما القصف بالقنابل العنقودية".

ودعا أبو سهير، إلى "زيادة فرق معالجة المخلفات الحربية ليتم تطهير مناطق اوسع"، مبينا ان "اعداد الفرق العاملة حاليا لا تتناسب مع سعة المساحات الملوثة بالمخلفات الحربية والقنابل غير المنفلقة".

وشدد، على أهمية "دعم الفرق الحالية بآليات تخصصية ورفدها بفرق اخرى لغرض التسريع بعمليات التطهير وانقاذ السكان المحليين من مخاطر المخلفات الحربية".

ونبه أبو سهير، إلى "وجود مناطق ملوثة وعرة كمخازن عتاد الخميسية التي تعرضت للقصف والتفجير قبل عام 2003 ومناطق اخرى كبحيرة الاسماك والمناطق المتاخمة لمطار الناصرية".

ويواصل، أن "تطهير هذه المناطق يتطلب آليات ومعدات ثقيلة خاصة كالرافعات والحفارات وبلدوزرات وهذه الآليات غير متاحة للفرق العاملة حاليا".

وأكد أبو سهير، أن "المناطق الصحراوية شهدت عمليات وانتشارا عسكريا واسعا ابان الحروب السابقة ومازال قسم كبير منها بحاجة الى جهود وامكانيات أكبر لتطهيرها بصورة تامة".

وأفصح عن، "تبني خطة توعوية بالتعاون مع الهلال الاحمر في محافظة النجف للتعريف بمخاطر المخلفات الحربية والجهات المطلوب الاتصال بها لطلب المساعدة من خلال هواتف الدفاع المدني".

ومضى أبو سهير، إلى "نشر ملصقات ونشرات توعوية وغيرها من وسائل التواصل مع المواطنين".

وانتهى أبو سهير، إلى "التواصل المباشر مع سكان البادية وطلبة المدارس القريبين من المناطق الملوثة لتعريفهم بأنواع المخلفات والمقذوفات التي ينبغي تجنبها والابلاغ عنها للحفاظ على حياتهم".

وفي ذات السياق اعلنت شرطة ذي قار عن اصابة امرأة وطفلة بجروح إثر انفجار لغم أرضي من المخلفات الحربية في مناطق البادية الجنوبية.

وقال مصدر في الشرطة في تصريح لوسائل الاعلام المحلية تابعته (المدى)، إن "لغماً أرضياً من مخلفات الجيش السابق، انفجر في منطقة ابو غار جنوبي الناصرية واصاب امرأة وطفلة بجروح مختلفة".

وأكد المصدر، "نقل المصابين الى المستشفى لتلقي العلاج، ومباشرة الجهات الامنية المختصة بالتحقيق في الحادث".