TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: خليج عراقي بامتياز

العمود الثامن: خليج عراقي بامتياز

نشر في: 11 يناير, 2023: 12:53 ص

 علي حسين

الوطن أولاً.. قالها عظيم الفرنسيين فولتير، وأعتذر للقرّاء الأعزاء، عن كثرة الاقتباسات من الكتب وصدع رؤوسكم بالتفلسف، وكان غريمه جان جاك روسو يجد أن الدولة العادلة هي التي تحترم قيمة الحياة، عاش فولتير مطارداً، ومثله روسو، لكن بعد سنوات حمل رجال الثورة توابيت روسو وفولتير على الأعناق ليُدفنوا في مقبرة العظماء .

نقرأ فولتير فنرى كيف تتقدم الأمم وكيف أننا لا نزال "محلك سر". وإذا قمنا فلكي يشتم بعضنا البعض. دائماً محملين بأطنان من الأكاذيب وأكوام الخطب. واصرار يشيعه البعض من اجل السبات في الجهل والتخلّف والطائفية .

ظل فولتير يرفع شعار "لا" لجميع أنواع الضغينة والخراب، فقد ولد الإنسان حراً ليس من أجل أن يصبح رهينة لمفاهيم حمقاء، أو لأشخاص ناقصي الخبرة والإنسانية.

منذ أن انطلقت فعاليات خليجي 25 المبهرة والمبهجة، تدور معركة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي حول تسمية الخليج العربي، وقد دلني موقع تويتر مشكوراً على أشخاص تحولوا بقدرة قادر إلى خبراء في التاريخ والجغرافيا، ومن يختلف معهم فهو بعثي ويجب طرده من جنة العراق الجديد!!، ولهذا كان لا بد لبعض المدونيين من أن يسخروا من تسمية الخليج العربي ويتهمون من ينادي بهذا الاسم بأنه عميل للاستعمار، أما كيف؟ فهذه وحدها تحتاج إلى أن يُقدّم هؤلاء المدونيين اللطفاء والظرفاء إلى القضاء بتهمة الإساءة لبلاد بحجم العراق .

قد نختلف أنا وأنت في تقييمنا للوضع السياسي ولما يجري في العراق خلال السنوات الماضية، لكن لا يمكن أن نختلف على أنّ العراق يمثل جوهرة الخضارة البشرية .

منذ عقود وحكوماتنا "الرشيدة" سخّفت موضوعة الوطنية، فلم يعد لها قيمة، ووجدنا من يسخر من العلَم ومن النشيد الوطني، وعشنا الموقف الدرامي الذي قدّمه لنا قبل سنوات المواطن البرازيلي ماجد النصراوي أيام كان محافظاً للبصرة، عندما رفض سماع النشيد الوطني العراقي بسبب استخدام الآلات الموسيقية، اعتقاداً منه أنها تسبب الضرر لعقيدته الدينية !

أرادت بعض الأحزاب السياسية أن يمشي العراقيون خلف شعارات التناحر الطائفي والتشتت، وأصرت على أن ترفع جميع أعلام دول الجوار نكاية بالعلم الوطني، فلماذا نتعجب عندما يشتم مدون "لطيف" وخفيف كل الذين يصرون على تسمية الخليج العربي أو بحر البصرة؟.

كان العراقيون ينتظرون نهاية حقبة الدكتاتورية، كي يخرجوا إلى النور، فقد أرهقتهم حروب صدام ومغامراته العبثية، فإذا بهم يجدون أن الوطن يراد له ان يُخطف من قبل البعض ممن يعتقدون أنهم الأوصياء على أحوال الأمة والعباد.

وأعود إلى فولتير لأجده يخبرنا أن الخطر الحقيقي الذي يطيح بالبلدان هو الجهل ، حيث تجد الناس ان البعض يحاولون أن يحققوا من خلال التزييف الحد الأقصى من الأرباح والمنافع الشخصية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram