 صفاء العبد

هذا ليس انتقاصاً من قيمة الجهد الإداري والتنظيمي المبذول حتى الآن في "خليجي 25" .. فليس من الانصاف أبداً تجاهل حجم النشاط والمثابرة والعناء الكبير الذي اتسمت به تحرّكات عدّة جهات حرصت وما زالت تحرص على تقديم كلّ ما يُمكن تقديمه من أجل الاسهام، كلّ من موقعه،

في الخروج بهذه البطولة بأفضل صورة خصوصاً وأنها تأتي بعد كلّ هذا الانقطاع الطويل الذي أبعدنا، بفعل أكثر من فاعل، عن عالم التنظيم الرياضي لنصبح في مؤخّرة الركب إدارياً حتى على المستوى العربي بعد أن كان العراق يوماً قد تقدّم بطلب تنظيم دورة الألعاب الأولمبية الشتوية العالمية في شمالنا الحبيب في أربعينيّات القرن الماضي، وتلك حقيقة قد لا يعرفها أو يسمع بها الكثيرون ..

نقول، ابتعدنا كثيراً وصرنا بسبب هذا الابتعاد نفتقر الى العديد من المقوّمات التي تتطلّبها عمليّة تنظيم حتى بطولة بحجم "الخليجي" برغم أنها لا تضمّ سوى ثمانية منتخبات لا أكثر !

والأمر هذا هو من كان قد تسبّب في حدوث بعض الأخطاء التنظيميّة التي رافقت انطلاق هذه البطولة برغم أن الأخطاء تبقى واردة مع أي بطولة حتى في تلك البلدان المتقدّمة على الصعد التنظيميّة الرياضيّة

ولكن، وبرغم كلّ هذه الحقائق، دعونا نتساءل هل افتقد العراق فعلاً للكوادر التي كان يمكن أن تسهم في تجاوز ما حدث من مثل تلك الأخطاء ..؟ هل بتنا نفتقر للكفاءات التي تمتلك القدرة الحقيقيّة على ترسيخ مقوّمات النجاح في هذه البطولة أو تلك؟

شخصياً أقول كلا وبملء الفم .. فلدينا بعض الطاقات التي يمكن أن تكون من بين أهم عوامل النجاح متى ما وظّفناها بالشكل الأمثل واستفدنا فعلاً من درايتها وخبراتها وتجاربها الطويلة .

لست بصدد اختزال هذا الأمر باسم أو اثنين لكنني اسألكم فقط هل كان يمكن أن يحدث ما حدث لو كنّا قد استفدنا فعلاً من كفاءة رجل إداري محنّك مثل أحمد عباس ..؟ هل كان بالإمكان أن تمرّ مثل تلك الأخطاء بوجود إداري متألّق مثل باسم جمال ..؟ وأيضا هل كان سيحدث ما حدث في منصّة كبار الزوّار لو تم تكليف رجل ناجح بامتياز وبشهادة الجميع مثل حازم القيسي أبو نور بتولّي مسؤوليّة الاشراف على تلك المنصّة؟!

لا أنتظر إجابة على مثل هكذا تساؤلات لأنني أدرك جيّداً ماهيّة تلك الإجابة، لكنني وددتُ فقط أن ألفت نظر اتحاد الكرة الى ضرورة أن يصار، في مثل هكذا مناسبات ذات بُعد وطني خالص، الى وجوب تسخير كلّ الطاقات وترجمة كلّ الجهود بالشكل الذي يخدم مهمّة البحث عن النجاح الذي نتطلّع اليه عندما ننبري لاحتضان مثل هذا الحدث الرياضي المهم وأن نتجاوز في ذلك حتى الخلافات، إن وجدت، لأن الأمر يصبّ أوّلاً وأخيراً في نجاح يُحسب للعراق وليس لشخص أو جهة أو مؤسّسة بعينها .

**خطوة واحدة فقط تفصلنا اليوم عن التأهّل بالبطاقة الأولى عن مجموعتنا الأولى .. فأمامنا أكثر من فرصة لحسم الأمر من خلال مواجهة المنتخب اليمني .. فالفوز والتعادل وربّما حتى الخسارة إذا ما جاءت بمعيّة نتيجة أخرى تخدمنا، يفتح لنا أبواب التأهّل .. بمعنى أننا اليوم نخوض ما يفترض أن تكون أسهل مبارياتنا في الطريق الى دور الأربعة .. غير أن ذلك يجب أن لا يكون مُدعاة للتراخي أو استسهال الفريق المقابل، بل الحذر الحذر من ذلك، فالتجارب علّمتنا أن اللعب بأكثر من فرصة قد يكون مُدعاة للكثير من القلق!