اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملاحق > تقرير اخباري ..خطوة البرازيل الدبلوماسية غير الصائبة

تقرير اخباري ..خطوة البرازيل الدبلوماسية غير الصائبة

نشر في: 26 يوليو, 2010: 06:21 م

كتبه : أوليفيَّه دابين ترجمة : سلام العبوديبعد شهر من التوترات، صوت مجلس الأمن الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة، في 9 حزيران 2010، لصالح مشروع القرار رقم 1929 الذي فرض عقوبات جديدة على إيران. وكانت نتيجة التصويت: 12 صوتاً مؤيدة للقرار، 2 ضده (تركيا والبرازيل)
 وامتناع لبنان عن التصويت. وقد عبرت نتيجة التصويت هذه عن عزلة البرازيل خاصة بعد أن أوردت وكالة الاسوشييتدبريس بأن مسؤولاً أمريكياً اشترط عدم ذكر اسمه قال إن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد طلبت من نظيرها التركي احمد داود اوغلو في محادثة هاتفية أجرتها معه ترك موضوع الملف النووي الإيراني لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإن داود اوغلو وافق على الطلب الأمريكي. أية فائدة كان بمقدور الرئيس  البرازيلي انتظارها من الاتفاق الذي وقعه  في 17 أيار مع إيران وتركيا؟ وكيف تفسير هذه الخطوة غير الصائبة والمفاجئة، في حين كانت الدبلوماسية البرازيلية تحلق حتى ذلك الحين من نجاحٍ إلى نجاح؟ إن إيران تسعى جاهدة منذ بضع سنوات لغرض إقناع المجموعة الدولية برغبتها في التمكن من الحصول على التكنولوجيا النووية، مبررة ذلك بنواياها وهي الاستفادة منها للاستخدام المدني الصرف. والبرازيل، من جانبها، قد واصلت طوال الثماني سنوات من رئاسة لولا، سياسة خارجية جريئة ووفق إرادتها، بحيث منحتها هذه السياسة كيان محاور لا يمكن التغلب عليه على الصعيد الدولي. وإن قدرتها على مفصلة تحالفات جديدة قد ساهمت في تعديل قواعد مبدأ تعددية الأطراف. ففي منظمة التجارة العالمية بصفة خاصة، عرفت الدفاع عن مصالحها وتعديل مستوى كفة الهيمنة المشتركة من قبل الولايات المتحدة وأوروبا على هذه المنظمة. مع ذلك، فإن الملف النووي بطبيعة أخرى. فالبرازيل بعد أن داعبتها دون شك بعض الطموحات بأن تغدو قوة نووية، آثرت اتباع سياسة الشفافية، خاصة تجاه جارتها، وخصمها لزمن طويل،الأرجنتين. وفي عام 1998، وقعت البرازيل على معاهدة الحد من الانتشار النووي. وغالباً ما تقدم البرازيل نفسها بالذات كمثال للدولة الكبرى القادرة التي تخلت عن طموحاتها في هذا المجال. إزاء إيران، سعت البرازيل لأن تظهر بمثابة مجرب بارز تخلى عن الغطرسة التي يمنحه إياها امتلاكه السلاح النووي. وشعوراً منها بقوة نفوذها المتزايدة على المشهد الدولي، سعت البرازيل لفرض نفسها كوسيط. وبتناولها من جديد الأفكار الأمريكية بشأن اتفاق يقضي بأن يجري تخصيب اليورانيوم الإيراني من قبل بلد ثالث ثم إعادته من أجل أن تستخدمه إيران في مفاعل البحث النووي لديها، برهنت البرازيل في بداية الوقت على مقدرتها. عند ذاك الحد، حيث كانت «المجموعة الدولية»، وهي الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها، تتمنى فرض حل، أبدت البرازيل قدرتها على التحدث مع إيران ومناقشة بنود اتفاق ينهي النزاع بين الطرفين. ولكن النص الموقع في 17 أيار من قبل إيران، تركيا والبرازيل لم يتضمن شيئاً جديداً ذا أهمية. في حين لم تكن البرازيل تجهل مع ذلك أن الولايات المتحدة توافق على ترتيب مؤخر يمكن إيران لمرة جديدة من «كسب الوقت». إن الـ1200 كيلوغرام من اليورانيوم المنصوص عليها في الاتفاق كانت تمثل 70% من خزين إيران من اليورانيوم في تشرين الأول 2009، لكنها تمثل أقل من 50% من خزين إيران في حزيران 2010. إثر التوقيع على الاتفاق، أظهرت البرازيل قدراً من الحساسية، وحتى من الغطرسة، عندما جرى التعبير عن انتقادات وجهت لها بصفة خاصة من قبل الإدارة الأمريكية. وبعد شهر من التوترات، جاء التصويت في مجلس الأمن الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة، ليبرهن على عزلة البرازيل مع أنها متوقعة. فلماذا ارتكبت البرازيل خطأ كهذا، والذي جاء ليشوه الحصيلة الإيجابية جداً حتى ذلك الحين لسياسة لولا الخارجية؟ هناك عدة افتراضات تدور في خلدنا: هل   الدبلوماسية البرازيلية فقدت فجأة مغزى موازين القوة؟ قبل هذه السنوات الأخيرة الماضية التي احتوت كثيراٌ من النجاح، هل اعتبرت نفسها بمستوى أن تفرض ذاتها في الميدان النووي، كما فعلت ذلك في الميدان التجاري؟ وهل الرئيس لولا قد تمنى أن ينهي فترة رئاسته بعمل له دوي، أن يبدو كصانع للسلام؟ من المبكر طبعاً الإجابة على هذه الأسئلة. ويبدو من الصعب مع ذلك اتهام الدبلوماسيين البرازيليين، الكفوئين بصفة خاصة، بالجهل والسذاجة. إن الخطة الشخصية للولا وحاشيته هي في الواقع الأكثر استحقاقاً للإدانة. وإن نوعاً من نشوة النجاح ربما كان الحافز لذلك، والذي ترافقت معه الرغبة في إظهار سعة نفوذ البرازيل على الصعيد العالمي في اللحظة التي تتسارع فيها الحملة الانتخابية في البرازيل. فجرعة صغيرة من الاحتكاكات مع الولايات المتحدة قادرة على الدوام من جلب أرباح للأسهم السياسية داخل وخارج البرازيل. ويذهب بعض المراقبين حتى إلى الشك في أن لولا يغذي طموحات دولية لديه لصالح مستقبله بعد «تقاعده» من وظيفته الحالية. وعلى أي حال، فإن الخطأ الذي ارتكبته البرازيل حيال إيران يتسبب حالياً وإلى حين غير معلوم بنتا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram