TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > اقتراح للصحافة

اقتراح للصحافة

نشر في: 19 نوفمبر, 2012: 08:00 م

السياسة مهمة كل الأهمية، لأن وظيفتها الإهتمام بتلبية حاجات الناس والسهر على مصالحهم. لكن المعرفة أهم منها، لأن المعرفة قوة تجبر السياسة على الاعتدال، وسلوك الطريق القويم. المعرفة هي"التنوير" بحاجات الناس ومصالحهم الحقيقية، والتأكيد عليها المرة تلو الأخرى، وصناعة وعي شعبي بأهميتها، وتكوين رأي عام يلتف حولها، ويركز عليها، ولا تصرفه عن العمل لتحقيقها خرافات وأكاذيب يصطنعها تجار السياسة، ووعاظ السلاطين، الذين تنهض استثماراتهم على تلال الفقر والجهل.

إن الجهل والأمية والفقر هي أسلحة كل سياسة لاديمقراطية، وكل عقيدة لاديمقراطية. فالقاعدة الذهبية لهذه السياسات والعقائد هي"جوِّع كلبك يتبعك". انها مرتكز مناهج الاستغلال والظلم. وهي آلة إبطال "التنوير". فالفاقة تعدم إمكانية المعرفة. والعقل لا يعمل بمعدة جائعة. وتعطيل العقل هدف كل فكر ظلامي. بينما إعمال العقل هدف كل فكر تنويري.

يقول برتولت بريخت إن" الأكل أولا، ثم بعد الأكل تأتي الأخلاق". وهذه قاعدة تنوير يمكن ترجمتها بهذه العبارة: شبِّع الإنسان يتحرر. فلا سبيل لتحسين شروط حياة الانسان وترقيته اذا ما لخصته بمعدة، أو سجنته عموما في قفص الضرورات، لأنها كما نقول في دارجتنا "تعميه عمي". وعندنا في مثل هذه الحال البائسة خدمة طويلة نستحق عليها التقاعد. فقد عشنا سنوات طويلة في ظل ضرورات كثيرة غير ملباة، وقد أذلتنا فردا فردا، فوق ما ألحقته من أضرار عظيمة باقتصاد البلد وحياته.

والكهرباء واحدة من أهم تلك الضرورات. واقتراحي بهذا الخصوص هو أن تعرض كل فضائية واذاعة وجريدة ورقية أو الكترونية ووكالة انباء عراقية، وبصورة يومية، جدولا يوضح مفردات هذه المحنة، بالطريقة الآتية، أو بطريقة أفضل منها اذا وجدت:

كمية الانتاج الحالية من الكهرباء (2012)

 

8550 ألف ميغاواط

 

كمية الحاجة الحالية من الانتاج (2012)

 

17 ألف ميغاواط

 

وعود الانتاج الرسمية حتى نهاية 2013

 

14 ألف ميغاواط

 

كمية انتاج الطاقة الكهربائية عام 2005

 

3561 ألف ميغاواط

 

الزيادة في الانتاج بين 2006 – 2012

 

4989 ألف ميغاواط

 

النفقات المخصصة للإنتاج 2006 – 2012

 

21 مليار دولار

 

الهدر بحساب كلفة مليار دولار لكل ألف ميغاواط

 

16 مليار و11 مليون دولار

 

 

 

هذه الأرقام مأخوذة من مصادر رسمية، الا ان احتمالات الخطأ واردة فيها، وبالتالي يمكن للمختصين مراجعتها وضبطها. كما انها بعد التثبت من صحتها يجب أن تعدل باستمرار تبعا لما يطرأ عليها من متغيرات، الى أن يكتب الله أمرا كان مفعولا.

المهم في هذا الجدول هو التنوير بواقع حال هذه الخدمة، ومعرفة من أين بدأ "العراق الجديد" معها، وماذا وكم عمل فيها، والى اين يتجه بها، وحجم الأموال المهدورة، وتكوين رأي عام "يشعر" بقيمة مال الشعب المنهوب، ويطالب مطالبة ذات وزن بتحقيقات لكشف الأسباب وتحديد المسؤوليات، ويحتج على التلكؤ في انجاز هذه الخدمة الحيوية، ويعتبر الصراعات الطائفية والقومية سخافة بالقياس الى أهميتها، ويطرق بها على رؤوس المسؤولين يوميا بلا هوادة في كل وسائل الإعلام، لتشديد الضغط وتعميمه من أجل حل المعضلة.

إنه مجرد اقتراح. ويمكن استنساخ أشباه ونظائر له في كل الخدمات، الأمن ومياه الشرب والصحة والتعليم والعمالة والبطالة والبيئة والى آخره. والأرقام حاسمة الأهمية في جلاء حقائق أوضاع هذه الخدمات المنكوبة. فلاشيء يمكن ان يكون مفيدا مثل الأرقام اذا صَحَّت وأعتيدت وهُضِمت و..نَطَقت.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. بطران

    الاستاذالمهنا..عندما نكتب85566 الف ميكا واط فهذا يعني واستنادا الى دروس الحساب للثاني ابتدائي اكثر من ثمانية ونصف مليون ميكا واط ..واترك للسادة مدققي التحرير في صحيفتكم فرز معنى هذاوعلاقته بدقة السرد اعلاه.. اما المقترح فارجو خالصاان نغض الطرف عنه ولاسب

يحدث الآن

الذين يتمسحون بأذيال السيستاني

هل تنجح أسواق الهايبر ماركت في العمل في بيئة العراق؟

ماذا تبقى من القانون الدولي؟

اتحاد مقاولي ذي قار "غاضب" من تضرر 250 شركة: تخصيصات المشاريع الحكومية "غائبة"

ديالى تتجه نحو الطاقة الشمسية لمواجهة "أسوأ أزمة" كهرباء مرتقبة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: جوبز ولعبة التصريحات

العمود الثامن: صيف المالكي

العمود الثامن: تزوير ترامب !!

صمت!

العمود الثامن: مستشار كوميدي!!

العمود الثامن: نشيد عالية وأخواتها!!

 علي حسين في العام 1965 قرر رئيس وزراء ماليزيا آنذاك، تونكو عبد الرحمن، أن يطرد سنغافورة من الاتحاد الماليزي، في ذلك الوقت سأل أحد الصحفيين رئيس وزراء سنغافورة ماذا سيفعل؟ كانت الجزيرة بلا...
علي حسين

باليت المدى: من يتذكر سعيد شنين؟

 ستار كاووش من سنحت له فرصة متابعة الفن التشكيلي العراقي بشكل جيد، سيعرف لماذا أتساءل عن سعيد شنين، هذا الفنان الذي كان في الثمانينيات يملأ الوسط الفني بجمال خطوطه وقوة تكويناته المبتكرة وإحساسه...
ستار كاووش

الذين يتمسحون بأذيال السيستاني

غالب حسن الشابندر وأنت متوجِهٌ إلى الكرادة الشرقية ـ داخل بمقدمك من الباب الشرقي تستوقفك لوحة كبيرة قد عُلّقت على أحد أعمدة الكهرباء المنتصبة قبال جامع الجندي المجهول... لوحة مزدانة بإطار تمّ إختياره من...
غالب حسن الشابندر

هل تنجح أسواق الهايبر ماركت في العمل في بيئة العراق؟

علي الشرع الهايبر ماركت العراقي ليست ببدعة جديدة، فهي اسواق منتشرة مثيلاتها في العالم منذ عقود تجمع للزبائن في مكان واحد كل ما يحتاجه من سلع متنوعة (اما في العراق فسوف يستغني عن الذهاب...
علي الشرع
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram