 صفاء العبد

لن نستكثر على أحّد حقّ التطلّع للفوز بلقب بطولة الخليج العربي في نسختها الحالية التي نخوض فيها اليوم مباراة نصف النهائي أمام منتخب قطر.. فالتطلّع هذا أمر طبيعي جداً لأكثر من سبب وفي مقدّمتها أن البطولة تقام على أرضنا وبين جمهورنا المتعطّش جداً لمثل هذا الفوز الذي غاب عن ملاعبنا منذ فترة ليست بالقصيرة ..

غير أن تطلّعات كهذه ينبغي أن تكون في غاية الحذر وخصوصاً في الجانب الإعلامي الذي اتسع في السنوات الأخيرة ليمتدّ نحو ما يسمى بوسائل التواصل الاجتماعي ، تلك الوسائل التي صارت تتلاعب في عالم الكلمة دون تحفّظ أو خشية أو ربّما حتى دراية وحذر من نتائج غالباً ما تكون سلبيّة إن لم نقل أنها قد تتحوّل الى حبال تشدُّ الى الوراء وتحديداً عندما تبدأ بممارسة الضغوط النفسيّة التي يمكن أن تأكل من جرف الاستعدادات الفنيّة والمعنوية للاعبينا ..

نقول ذلك ونحن نتطلّع قبل كلّ شيء الى دور إيجابي يبدأ من صفحات الجرائد والبرامج الرياضيّة التلفازيّة ويمتدُّ الى مدرّجات الملعب، إذ سيكون علينا جميعاً أن نعي حجم المسؤوليّة المُلقاة علينا ونحرص كلّ الحرص على أن يكون دورنا بنّاءً وإيجابيّاً ويصبُّ في مصلحة المنتخب ولاعبيه ..

وقد يكون مهمّا هنا الإشارة الى أن اللاعب العراقي تحديداً أكثر تأثّراً بمثل هكذا أجواء في السلب كما الإيجاب مثلما حدث في إنجاز 2007 الآسيوي بعد أن ابتعد لاعبينا يومها عن أي مؤثّرات أو ضغوط وهو ما عزّز الروح القتاليّة والإصرار على النجاح كما هو الحال اليوم عند لاعبينا تحت قيادة جهاز فني أثبت حتى الآن جدارة ملحوظة بمؤشّرات تبعث برسائل مبشّرة على مستوى المستقبل القريب ..

وفي هذا الجانب نقول أن ليس من الحِكمة أبداً التدخّل في الأمور الفنيّة بمثل هذا التوقيت .. فالمدرّب هو الأدرى بمصلحة المنتخب وهو الأكثر حرصاً على النجاح لأنه هو من سيُسأل قبل غيره عن أي اخفاق إذا ما حصل لا سمح الله .. لذلك فإن المُبالغة في الحديث عن بعض الاسماء وعن صلاحية هذا أو أفضليته على ذاك لا يمكن إلا أن يكون تدخّلاً سلبيّاً لأنه قد يصيب اللاعبين بالاحباط من دون أن يصل الى المدرب الذي لا يسمع برامجنا ولا يقرأ صحفنا لأنه لا يجيد لغتنا أصلاً..

نقول ، لندع الخبز لخبّازته، ولنحرص جميعاً على منح جهازنا الفني فرصته كاملة لا سيما واننا نتطلّع من خلاله الى مرحلة طويلة فيها العديد من المحطّات المهمّة لمسيرة منتخبنا ومشاركاته الخارجيّة دون أن نلغي حقّنا الكامل في إبداء كلّ الآراء، ولكن عندما يحين الوقت المناسب لذلك ..

** يمكن أن نجد ألف مبرّر لاتحاد الكرة أو اللجنة المنظمة لـ "خليجي 25" إذا ما تناست، لسبب أو لآخر، دعوة بعض الاسماء لحضور البطولة.. لكن المبرّرات هنا تتلاشى تماماً عندما نتحدّث عن شخصيّات بعينها كان يجب أن تكون حاضرة منذ البداية بحكم ما تمثّله من ثقل كبير على مستوى الرياضة أو الكرة العراقيّة على وجه التحديد ..

نتحدّث هنا عن اسم مهمّ مثل الكابتن رعد حمودي ليس فقط لكونه رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية وانما أيضاً لما له من تاريخ كبير جداً على مستوى البطولة الخليجيّة ذاتها.. نتحدّث عن الكابتن حسين سعيد هذا الاسم اللامع والكبير، بطل إنجاز عام 2007 وصاحب الحضور الأكبر في تاريخ البطولة على مستوى الهدّافين، وأحد ألمع من أنجبتهم ملاعب الكرة عراقيّاً وخليجيّاً وعربيّاً أيضاً ..

ترى ، هل من سببٍ وراء " تجاهل " حضور هكذا اسماء كبيرة .. هل من " خلافات " شخصيّة حالت دون ذلك ، أم أنها مجرد هفوة من هفوات أخرى رافقت البطولة التي كان يمكن أن تكون أجمل بوجود مثل هذه الاسماء وأخرى غيرها يعرفها المعنيّون في اتحاد الكرة أكثر من غيرهم..؟!