TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > من خارج الحدود ..رجل الدولة الحريري

من خارج الحدود ..رجل الدولة الحريري

نشر في: 26 يوليو, 2010: 06:37 م

حازم مبيضين يؤكد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري،حين يعلن  أن الإجماع على وجوب الالتزام بتحقيق العدالة أمرٌ غير قابل للتأويل أو المساءلة، وأن قضية المحكمة الدولية الخاصة باغتيال والده  قضية التزام أخلاقي ووطني لحماية مجريات العدالة،
وقضية التزام شرعي يتم التعاطي معها بروح المسؤولية، ويشدد على انه لا مكان لنفاذ الفتنة إلى الوحدة الوطنية،مطالباً بعدم المضي في التأويل واستنفار عواطف المواطنين،يؤكد أنه رجل دولة يضع مصلحة وطنه فوق كل اعتبار، أنه رجل مبدأ لايتنازل عنه،خصوصاً وهو يؤكد أن هناك من يتمنى أو يتصور أو يتوقع أن تكون قضية اغتيال الرئيس الشهيد سبباً في اندلاع فتنة مذهبية داخلية،وأنه لا مكان في القاموس الوطني اللبناني لهذه المخاوف أو الادعاءات أو التمنيات، وأنه لا يبني أحكامه على أي معلومات لا تزال حبيسة أدراج المحققين الدوليين.الحريري الابن يقود تيار المستقبل الذي تتوضح ملامحه يوماً بعد يوم،بوصفه تيار النظام الديمقراطي لبنانياً، عربي الهوية والولاء، يسير على خطى الرئيس الشهيد، ويسعى  لأنّ يكون على صورته وهو الذي خاض حرباً على الحرب وأسقطها على أبواب بيروت،وحمل إلى لبنان رؤية الوطن الواحد ورسالة العيش المشترك، التي تعلو فوق نزاعات الطوائف، وهو الذي يفخر ورثته بحمله لواء الدفاع عن لبنان ومقاومة الاسرائيليين في كل العواصم والمحافل، لايمانه بأن إسرائيل لن تتمكن من لبنان إذا كانت الدولة فيه قويةً ومتماسكة وليست مجرد ملعب للطوائف، وهو على هذا الاساس تيار يقود المجتمع لتحمل مسؤوليته في الإنخراط في مشروع الدفاع عن الدولة ومؤسساتها وأن يعلو منطق الدولة على كل ماعداه مهما كانت الدواعي والاعتبارات.معروف أن قضية إغتيال الشهيد الحريري وما تبعها من اغتيالات لكوكبة من الشهداء، لم تعد قضيّة وطنيّة لبنانيّة فحسب،وإنما تحولت إلى مسألة عربية ودولية، ومعروف أيضاً أن الإجماع على وجوب الإلتزام بتحقيق العدالة مسألة غير قابلة للتأويل أو المساومة. وعلى من يتصورون أو يتخوفون أو يهولون أو يتمنون أن تكون قضية اغتياله سبباً في اندلاع أزمة لبنانية أو فتنة مذهبية، أن يتفهموا أن الحريري الابن ومعه تيار المستقبل لا يبني أحكامه أو وجهة نظره على أية معلومات أو وقائع موجودة في عهدة التحقيق بجريمة الاغتيال، وأن يتفهموا أيضاً أن هذه القضية مبدئية لا ترتبط بمسار التحقيق، وهي باختصار قضية التزام أَخلاقي ووطني بحماية مجريات العدالة، وقضية التزام شرعي وقومي يتعاطى معها هذا التيار بروح المسؤولية لمنع الفتنة من النفاذ إلى الوحدة الوطنية.في مواجهة حملات التصعيد الاستباقية المنطلقة من قيادات تنفذ أجندات غير وطنية يمكن بسهولة قراءة مواقف رجل الدولة الداعي للتهدئة والابتعاد عن الانفعال، والتزام الآداب السياسية والوطنية،خصوصاً وهو يستذكر سيرة والده الشهيد الذي قاوم الحرب الأهلية في حياته والذي لن تكون روحه الطاهرة سبباً لتجديد الفتنة،وهو رجل الدولة الذي يضع مصلحة بلده فوق كل اعتبار مؤكداً فتح صفحة جديدة مع القيادة السورية، ومع الرئيس بشار الأسد تحديداً، مبنية على الصدق والصراحة والأخوة وعلى احترام سيادة واستقلال الدولتين، مشددًا على إنهاء مرحلة لم يعد من المصلحة ولا من الجائز الاستمرار بها، ويجب طيها.حزب الله يواصل الترهيب معلناً أن  الفتنة تطل من جديد، وأن واشنطن جاهزة ومعها بعض الدول العربية وبعض الحمقى ليكونوا أجزاء في المشروع الجديد، والجنرال عون جاهز للشد على يد الفتنة معلناً  أن صدقية المحكمة الدولية سقطت،لأنها تبحث عمّن تلبسه طربوش الجريمة، وليس عن مرتكب الجريمة،ومعهما رجل المواقف المتذبذبة وليد جنبلاط الذي يتساءل اليوم عن المنفعة من المحكمة الدولية لو أنه طالب بها يوم اغتيال والده الشهيد كمال جنبلاط  الذي أورث زعامته لمن لم يحفظ قداستها وسرها. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram