 ذي قار / حسين العامل

كشفت حصيلة الحوادث المرورية التي شهدتها محافظة ذي قار على ما بات يعرف بطرق الموت عن مصرع 17 شخصاً واصابة 28 آخرين خلال الايام السبعة المنصرمة، فيما عزا مسؤولون محليون اسباب الحوادث الى السرعة الجنونية وضعف الرقابة المرورية على الطرق الخارجية التي ما زال عدد غير قليل منها يعاني من الإهمال.

ويطلق الاهالي في محافظة ذي قار تسمية "طرق الموت" على عدد من الطرق الخارجية من بينها طريق ناصرية – جبايش وطريق ناصرية – سوق الشيوخ وطريق المرور السريع الرابط بين محافظات البصرة - الناصرية - بغداد وغيرها من الطرق التي ارتفعت فيها معدلات الحوادث المرورية المروعة نتيجة الاستيراد العشوائي للمركبات في مرحلة ما بعد عام 2003.

وفي حصيلة معلنة للحوادث المرورية التي رصدتها (المدى) من يوم 9 – 16 من الشهر الجاري كشفت مصادر طبية وأمنية عن مصرع 5 اشخاص واصابة 21 آخرين في حادث مروري مروع وقع يوم اول امس الاثنين على طريق المرور السريع لشاحنة مع باص يستقله مشجعون متوجهون الى محافظة البصرة لحضور مباراة العراق وقطر، كما شهد اليوم ذاته مصرع شخص واحد واصابة شخصين بحادث مروري على ذات الطريق ناجم عن انقلاب عجلة (كيا ما هافي) بسبب السرعة الفائقة.

فيما كشفت حوادث يوم الاحد المنصرم عن مصرع شخص واحد واصابة ثلاثة اشخاص بحادث مروري في منطقة ابو غار جنوب الناصرية.

قال قائممقام قضاء الجبايش كفاح محمد في يوم الجمعة متحدثا عن مصرع 7 اشخاص بحادث مروري على طريق ناصرية – سماوة، جراء اصطدام باص بشاحنة انشائية.

فيما شهد يوم الخميس مصرع سائق عراقي واصابة 3 اشخاص عمانيين إثر تعرض عجلة صالون لحادث مروري على الطريق الرابط بين الناصرية والبصرة. بينما شهد التاسع من الشهر الحالي حادثين مروريين منفصلين أسفر كل منهما عن مصرع شخص واحد.

ومن جانبها اعربت الحكومة المحلية في ذي قار عن قلقها من تنامي معدلات الحوادث المرورية على الطرق الخارجية التي اودت بأرواح المئات من المواطنين خلال الاعوام الاخيرة.

وقال مستشار محافظ ذي قار لشؤون المواطنين حيدر سعدي في تصريح إلى (المدى)، إن "ما يحدث على الطرق الخارجية من حوادث مرورية امر مؤلم ومقلق ويستدعي جملة من المعالجات الطارئة والفاعلة"، عازيا "اسباب الحوادث المرورية المروعة الى ما وصفه بطرق الموت اضافة الى جملة من الاسباب من بينها السرعة العالية واختناق الطرق بالمركبات بعد تنامي اعدادها منذ عام 2003 وضعف الرقابة المرورية".

واوضح سعدي، أن "الحوادث المرورية التي كانت تحصل سابقا ناجمة عن رداءة الطرق اما اليوم فبات الكثير منها يحدث على الطرق الخارجية نتيجة السرعة الفائقة"، مبينا ان "عدم التزام السائقين بقواعد السلامة والامان يعد واحدا من اهم الاسباب التي تؤدي الى حوادث مروعة".

ونوه، إلى أن "الطرق السريعة بدون رقابة مرورية من شأنها ان تغري بعض السائقين بزيادة السرعة".

ويرى سعدي ان "ضعف الرقابة المرورية ولاسيما منظومة الرادار على طرق المرور السريع جعلت الكثير من السائقين يتجاوزون الحد المقرر للسرعة ناهيك عن التجاوز الخاطئ اثناء اكتظاظ الطريق بالمركبات وفي ظروف جوية غير ملائمة خلال موسم الشتاء".

وشدد سعدي، على "ضرورة تفعيل دور مديريتي الطرق الخارجية والمرور في مجال مراقبة الطرق عبر نشر منظومة فاعلة للرادار ونشر مفارز ودوريات مرورية لمتابعة حركة المرور"، مشيرا الى "نجاح مثل هذه التجربة في مدن اقليم كردستان العراق".

وبين، أن "اموال الغرامات والرسوم المرورية التي تستحصلها الدوائر المرورية والتي تقدر بمليارات الدنانير قادرة على تأهيل الطرق بمنظومات مراقبة فاعلة وتأهيل الطرق الخارجية".

ويواصل سعدي، أن "ادارة المحافظة سبق وان طالبت وزارة المالية بإطلاق هذه الاموال لغرض تأهيل الطرق وتفادي الحوادث المرورية لكن لم يحسم الامر لغاية الوقت الحاضر".

وكانت ادارة محافظة ذي قار طالبت في منتصف العام الماضي بنحو 20 مليار دينار من اموال غرامات المرور المحجوزة لدى وزارة المالية لغرض انفاقها في تأهيل وتأثيث طرق الموت. فيما اشارت الى امكانية الحد من الحوادث المرورية على الطرق الخارجية عبر توفير وسائط نقل رخيصة من خلال انشاء مشروع استثماري للربط السككي بين وحداتها الادارية.

وعاد مستشار محافظ ذي قار للحديث عن جانب آخر من اعمال الصيانة التي جرت مؤخرا على الطرق الخارجية والمتمثلة بإعادة الاكساء وتأثيث طرق المرور السريع بالأسوار التي تمنع تجاوز الحيوانات والحواجز التي تفصل بين طريقي الذهاب والاياب في مقاطع من طريق بصرة – بغداد المار بمدينة الناصرية.

وقال سعدي، إن "ذلك أسهم الى حد ما بالتخفيف من الحوادث المرورية في الطرق المؤثثة بالحواجز والعلامات التحذيرية".

وشدد، على "ضرورة تنظيم دوائر المرور حملات اعلامية لإرشاد وتوعية السائقين بقواعد السلامة والامان ومخاطر السرعة الجنونية".

ومضى سعدي، إلى أن "بعض سواق المركبات يتجاوز بسرعته حاجز الـ 180 كم بالساعة وهذه سرعة قاتلة".