TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > السامر الخليجي.. برياح تنموية

السامر الخليجي.. برياح تنموية

نشر في: 18 يناير, 2023: 10:21 م

ثامر الهيمص

عيد وعرس وزيارة , كان السامر الخليجي عيدا بفرحة اللقاء اولا , لتتحول التنافسية وكأنها ودية , ليصبح العرس عناقا لم يحصل في المونديالات الاقليمية او الدولية عادة لمتنافسين , بل يكون الكأ س معيارا. ولكن مونديال البصرة لم يكن كذلك ,

وكانت الزيارة لاحفاد عتبة بن غزوان مؤسس البصرة لمركز جدهم وعمهم الجاحظ وخالتهم رابعة العدوية , وليتفاعلوا مع اسلافنا المعتزلة , بعقلانيتهم , بعد تجربة مريرة للمتزاورين من تجربة التطرف اللاعقلاني المتأسلم العقيم ’ وبضاعة ايديولوجية عروبية كما جسدها وختمها النظام السابق.

تجربتنا لاربعين او اكثر خلت لم تلد او تثمر , بل كان حصاد الحرب والسلم للسنوات العجاف , مرا وهذه طبيعة تلك الامور.

تنمويا الان ونحن في اخر لحظة هي ملف المياه ’ خاتمة السوء هذه وضعتنا مع اطرافها في الخانق , نعم زراعتنا لانها غير حديثة وليست مكتملة بهندستها الاروائية. ولكن الذي استجد ان دولتي المنبع ’ بعد تسلم طبق الذهب العراقي من الحليف الستراتيجي بقدرة قادر ’ تبين ان الجارين وجدا الامر غير مكلف رغم عدم توازنه على المدى الستراتيجي , اذ التنمية الزراعية عندما تتعشق مع صناعتها ’ يعني اكتفاء يغني عن منتجات الجارين زراعة وصناعة , كأي علاقة عرجاء , فتشحيح المياه او قطعها , هي الضامن لمزيد من التصدير للعراق , ناهيك عن عوامل المناخ والديموغرافيا , ولكن يبدو ان الاولوية والاهمية التقليدية في البعد الستراتيجي والبعد التاريخي والجيو سياسي لم تكن حاضرة عند دولتي المنبع. بدليل بسيط هو العودة للشرعية الدولية كدول متشاطئة , حيث لم تجد المحبة. اذ حتى الان عمليا لازال الطين والعجين في الاذان , هذا ورغم ان للعراق متخادمين احرجتهم دول المنبع في هذا الحيص بيص بالنسبة لهم. قد يكون امرنا في الملف غريبا قياسا لمشكلة سد النهضة الاثيوبي ’ حيث يختلف الاداء بالنسبة للمتضررين , رغم التشابه في حده الادنى على الاقل. ليتركونا للامطار واستسقائها , وهكذ دمرت زراعتنا وصناعتنا من خلال الكهرباء لترفع كلفتها كون كهرباء السدود تراجعت لنرضع من غاز الجيران لاجل غير مسمى , ليبقى لحد الان الاستسقاء رهاننا , بالاضافة لغياب السيطرة النوعية على الحدود ليصل الينا النطيحة والمتردية , والمنتج العراقي يحدد مصيره سوق العملة واجازة الاستيراد بعد تطبيق شروط السيطرة النوعية والصحية بحذافيرها و التي سحبت قواتها متراجعة من الحدود , بالاضافة لعدم الزامية دوائر الدولة بشراء المنتج العراقي على بتحد وقح من ذوي العلاقة للحكومة الاتحادية.

فهل يمكن الرهان على هذا النموذج في علاقات الجيرة؟ ليس لانهم كذلك بل كل عقل برغماتي غالبا ما تشكل المنفعة المباشرة استجابة فورية سيما اذا كان تحت ضغوط لا تسمح بأخذ النفس , وهكذا حسم الامر طرف بعيد , ليملأ فراغا سياسيا وستراتيجيا , ويستمر بعزل اطراف اخرى , وهكذا تأسست وتمأسست الاخطاء والهفوات التاريخية باطر الفساد التاريخي , ككرونا الذي امتد من البرلمان الاوربي مرجعية الديمقراطية التاريخية ’ ليصل الى صندوق أمانات هيئة الضرائب العراقية , لنفوق الاوربيين كميا ونوعيا ’ بفارق الشفافية ومن ورائها بشكل غير مباشر.

هذا ببساطة الموقف الاقليمي غير العربي , ولا يعني ان عرب الجوار ملائكة , ولكن ظروفهم المختلفة تاريخيا واقتصاديا وجغرافيا , قد تتناغم مع هاجسنا التنموي المستدام (المخدر في على الرفوف العالية في وزارة التخطيط) , نظرا لاختلاف رؤئ التحاصص المستعصي كما تجسده على الاقل الموازنة السنوية وعراكها, التي ترفض دخول بيت الطاعة للتنمية المستدامة حتى بابسط ستراتيجيات الافق المنظور وغير المنظور.

دول الجوار غير العرب لنا معهم على الاقل تجربة 20 عاما , تكفي لوضع استنتاجات غير متحيزة او موتورة ’ نظرا لظروفهم الجيوبولكتيكية , المفهومة لدينا , المحصورة بين الغرب وامريكا وضغط الداخل لكل منهما. وهذة طبيعة الامور , ولكي لا يكونوا شماعتين لفشل الداخل. كما يعكسه الفشل في الاستثمار عموما وانعكاسات ذلك , كما تفقس عيوننا الموازنة السنوية بايقاعاتها والهرولة بين البرلمان والوزارة , لتكون مؤشرا جليا لاي مستثمر عراقيا او غير عراقي. البعض يعتقد ان فشل الاستثمار هو خارجي اي اقليمي , وهذا خطأ شائع لاعتبارات التحاصص , فكل دولة او تاجر يبيع للشيطان والملاك بعيدا عن مثاليات وادلجات , ولكن العيب بالمشتري ’ الذي اغراه الريع النفطي رغم سرابه الذي بات واضحا حيث التراجع حتميا ’ وسعيد من يقتنص الفرصة الاخيرة. اي باستجلاء نقطة الصدع الداخلية وريادة تلافي ارتداداتها ومضاعفاتها.

بعد مرارة التجربة لا يسعنا ان نلدغ ثانية من ذات الجحر , اي بادوات الصدع ذاتها , فالآن بات لنا خيار من جوار يكاد يكون جديدا ’ بعد ذوبان جليده , يواكبه نظرة مجربة مع نظرائهم , تبدأ من رعاية التفاوض السعودي الايراني في بغداد حتى السامر الخليجي في البصرة , ومن غير المتوقع ان (يفض السامر) هذا ’ بل سيكون له عقد كاثوليكي بموجب المعطيات الحالية والمتوقعة لخرائط العالم المتوقعة ’ بموجب المخاضات الحالية وتبعاتها. ولعل ابرز ما في العلاقة العربية الجديدة ان تخلو من شوائب القومجية والاسلمة السياسية , اي طاهرة من اتجاهات جربناها داخليا واقليميا وتنمويا , والمجرب لا يجرب. الابعد ازاحة اجهزة التجريب السابقة , ومع ذلك ستكون الشرعة الدولية مرجعا اساسيا , بدونه لا تثمر اي علاقة كانت دولية او بينية. مع ذلك سيكون الخليج (ببصرته كعاصمة تاريخية له واقتصادية للعراق)’ من هذا المبدأ نستطيع بناء افضل العلاقات البينية والاقليمية والدولية , بدون ادلجات مجربة.

فالعلاقة مع امريكا و المتحالفين معها ’ لها حدود , فاستثماريا لا زلنا ننتظر البركات التي على الحد الادنى ’ لا زالت الكهرباء تراوح في خانة مذكرات التفاهم , والامريكان هم المتهم الاول بتدميرها منذ عام 1991 , بالتظافر مع فساد انبثق مع مجلس بريمر. فايضا جربنا الامريكان , اذ لا دور لهم الا من خلال صندوق النقد الدولي , الذي لم نشهده بنجاح اقليمي او دولي سوى بدور مسعف في ردهة الانعاش بابتزار يحاول تأبيده, يرافقه الان انسحاب امريكي تدريجي من الشرق الاوسط , اذ لم تعد الطاقة هاجس اساس , وعسكريا انتهت الحرب الباردة وادواتها التقليدية , اما اسرائيلها , فقد شبت من الطوق لتهاجم بعد مغادرة الموقع الدفاعي , علينا ان نفهم ان افقنا التنموي هذه محدداته , اي باقامة علاقة يرغماتية كما غيرهم وحسب معطيات ثابتة في الافق. حيث امريكا تتراجع امام اوبك بلص عربيا ودوليا اذ شب الخلايجة عن الطوق ’ حسب المعطيات في تجارة النفط والنفس الامريكي المهزوز بانشغالات الحرب الاوكرانية وازمة الكونغرس.

ولكن لا يعني ان امريكا تخلت على الاقل عراقيا فهي متحالفة معنا (نقديا وعسكريا) ’ برعاية اكبر سفارة في العالم.

اما الصين فليست في عجلة من امرها عموما وستراتيجيا , وتتناغم او تتخادم اجمالا في الشرق الاوسط في ضوء ذلك من خلال هدفها الاعظم الحزام والطريق , فاستقرارنا ووقوفنا موحدين ’ يؤهلنا لمشروع الفاو الكبير المتعثر (ككبير) , لا عتبارات ومقتضيات اقليمية ودولية او امريكية بشكل ادق , ولكن الصين كأي مستثمر تبحث عن استقرار خليجي في علاقاتنا معها على الاقل ’ وهذا يعتمد على ارادة وطنية ’ كما ان الداعمين العرب وغيرهم يصبحون عادة كشركاء في القرار , وهذا له علاقة مباشرة بقوتنا الناعمة , التي عزز رصيدها مونديال البصرة الذي رسم خارطة طريق لافق واضح تنمويا باستدامة بالاضافة لكنزها الاحفوري ’ بعد تحريرها من غيومها السوداء السامة المسرطنة اولا , وبعد الاستجابة لتشرينهم وتشارين الناصرية وبغداد واشقائهم العراقيين, لتصبح القاعدة التنموية تستحق التعشيق مع ما كشف عنها السامر الخليجي. و لكل هذا ينبغي ان يكون منسجما بايقاع موحد (اذا تيسر امر الوحدة الوطنية) كلغة للتفاهم مع الجارتين التاريخيتين الشمالية والشرقية , كون التحليق عادة لا يتم بجناح واحد , اذ على الرامي من قوسنا ان يكون حكيما ايضا ’ اذ شبكة النصوص المعدة لا تضمن عدم تكرار الخطأ.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

"قوانين جديدة".. طالبان تعتبر وجه وصوت المرأة "عورة"

تشكيلة ريال مدريد المتوقعة لمباراة لاس بالماس اليوم في الليغا

اسقاط مسيرة تركية وسط كركوك

الضفة الغربية.. الاجتياح يتواصل لليوم الثاني وارتفاع حصيلة الشهداء

الصحة: لا توجد مبررات كافية لإدخال لقاح جدري القردة إلى البلاد

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

 علي حسين ظل السادة خضير الخزاعي وأسامة النجيفي وصالح المطلك وإبراهيم الجعفري وفؤاد معصوم وعباس البياتي وعتاب الدوري وحسن السنيد وغيرهم يهلّون علينا كلَّ يوم قبل الغداء وبعد العشاء من خلال الصحف والفضائيات،...
علي حسين

كلاكيت: البحر الأحمر في فينيسيا

 علاء المفرجي بعد مشاركتها في الدورة السابعة والسبعين من مهرجان كان السينمائي لعام 2024م، من خلال أربعة أفلام سينمائية وعدد من المبادرات والفعاليات. وتتضمّنت قائمة الأفلام التي حصلت على دعم المؤسسة: "نورة" للمخرج...
علاء المفرجي

تدهور الرعاية الصحية الراهن لا تُعالجُه الوعود المعسولة!

د. كاظم المقدادي أنتجت المنظومة السلطوية القائمة على المحاصصة الطائفية والإثنية، وتقاسم النفوذ والمليارات، والمناصب والإمتيازات، ظواهر بغيضة، كالتسلط والهيمنة على مقدرات البلد، بدأتها بإفراغ الوزارات ومؤسسات الدولة الأخرى من الموظفين الكفوئين إدارياً وذوي...
د. كاظم المقدادي

عن المرجعية الدينية

حيدر نزار السيد سلمان كتب ويكتب الكثيرون عن خليفة المرجع الديني اية الله العظمى السيد علي السيستاني بالإضافة إلى جهود بعض مراكز البحوث المهتمة بالشأن العراقي، وهذا دلالة على أهمية المرجعية الدينية من النواحي...
حيدر نزار السيد سلمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram