بغداد/ تميم الحسن
انتقد قيادي في التيار الصدري ما وصفه بـ «تزييف الحقائق» الذي تمارسه قوى شيعية ضد الحكومة السابقة وخاصة في قضية القوات الامريكية.
ويلمح القيادي الى ان زعيم التيار مقتدى الصدر قد يتدخل في «الوقت المناسب» في المشهد السياسي، الا انه الان في مرحلة «الصبر».
ويبدو الإطار التنسيقي قد تراجع عن تصعيده المعروف ضد القوات الامريكية بعد تصريحات وصفت بـ»النادرة» لرئيس الحكومة محمد السوداني بشأن وجود تلك القوات.
وبدأ التحالف الشيعي يتحدث عن «موافقة» ببقاء قوات غير قتالية، فيما كان أحد أبرز قادة الإطار التنسيقي الان، قد رفض في وقت سابق بقاء الامريكان حتى لو بصفة مستشارين.
ويعيش الإطار التنسيقي منذ اسابيع في انقسامات حادة – ينفيها الإطار بدوره-وصلت الى تهديد بانشقاقات داخل فريق نوري المالكي (دولة القانون) واستقالة وزراء.
وبحسب ما تم تسريبه ان الجنرال الايراني اسماعيل قاآني الذي وصل بغداد قبل يومين، بدأ اتصالات مع القوى الشيعية لتدارك الازمة.
وكانت وسائل اعلام ايرانية قد نشرت اول أمس، صورا لرئيس قوة القدس التابعة لحرس الثورة الايراني في بغداد، ثم لقائه مع زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم.
ويقول قيادي في تيار الصدر في حديث لـ(المدى) ان «صراع الاطار التنسيقي هو اقتصادي اكثر مما هو سياسي.. هناك تنافس على العقود وعلى المواقع التي فيها إيرادات».
وكانت تسريبات قد اشارت الى تقديم وزير النفط عبد الغني حيان مرشح المالكي، استقالته بسبب فرض عصائب اهل الحق تعاقدات على الوزارة دون موافقة الوزير.
ويضيف القيادي الصدري الذي طلب عدم نشر اسمه: «كنا نحذر من تدمير ما تبقى من البلاد وتركنا لهم السلطة وننتظر ماذا سيفعلون.. السيد القائد (ويقصد مقتدى الصدر) في مرحلة الصبر وسيتدخل في الوقت المناسب».
وكان التيار قد استأنف مؤخرا، صلاة الجمعة الموحدة بعد توقف منذ الاشتباكات المسلحة التي جرت في آب الماضي داخل المنطقة الخضراء.
ويعتبر القيادي في التيار ان «الإطار التنسيقي يقوم بتزييف الحقائق ضد حكومة مصطفى الكاظمي السابقة بسبب قضية الدولار وبقاء القوات الامريكية».
ويعلق التحالف الشيعي ازمة ارتفاع سعر صرف الدولار على سياسات حكومة الكاظمي، كما يتهمه بعدم الوضوح في قضية تواجد القوات الامريكية.
وينفي عضو الإطار التنسيقي وائل الركابي في حديث لـ(المدى) الانباء عن وجود انقسامات او انشقاق نواب او انسحاب وزراء.
ويقول الركابي ان «الإطار التنسيقي داعم لحكومة السوداني لكن على الاخير ان يقدم اجابات بشأن تصريحاته الاخيرة».
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال في مقابلة نشرتها يوم الأحد الماضي، قالت إن رئيس الوزراء محمد السوداني دافع عن وجود قوات أمريكية في بلاده ولم يحدد جدولا زمنيا لانسحابها.
ويشير الركابي وهو عضو في دولة القانون الى ان «الإطار التنسيقي ليس لديه موقف عدائي من الولايات المتحدة لكنه يرفض وجود قوات امريكية قتالية».
وفي نهاية 2021 كان مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء السابق، قد أعلن انتهاء المهام القتالية من العراق.
لكن عضو الإطار التنسيقي يقول ان «الكاظمي لم يكن واضحا وتهرب من الاسئلة حول عدد ومكان ومهمات ماتبقى من القوات».
وعن سياسة التحالف الشيعي الان مع التواجد الامريكي يؤكد الركابي: «اتفقنا اثناء تشكيل ائتلاف ادارة الدولة على ان بقاء القوات مرهون بحوار تقوده الحكومة مع الجانب الامريكي».
وكان السوداني قد ذكر في مقابلة مع وكالة ألمانية اثناء زيارته برلين الاسبوع الماضي، بان لديه تفويضا من القوى السياسية لتحديد مهام القوات الامريكية.
ويؤكد الإطار التنسيقي بانه «مع بقاء قوات امريكية غير قتالية للتدريب والاستشارة»، بحسب كلام الركابي الذي يشير الى ان «هذا موقف حتى الفصائل او المقاومة».
لكن في اواخر 2021 كان هادي العامري قد رفض وجود القوات الامريكية حتى لو بصفة مدربين ومستشارين.
وقال العامري وهو زعيم تحالف الفتح في مؤتمر لتأبين ضحايا تحرير الضلوعية في معسكر أشرف بديالى: «لقد صبرنا طويلاً وتحملنا كثيرا على خروج القوات الاجنبية من العراق ووافقنا بعد كل المماطلات على أن تكون نهاية العام الحالي موعدا لخروج كل القوات القتالية الاميركية من ارض العراق وهذا هدف لا تمكن المساومة عليه».
وتابع «لا نقبل ان تكون سيادة العراق منقوصة، ولا نقبل بقاء جندي واحد لا بقاعدة عين الاسد ولا في حرير لا قوات تدريب ولا استشارة».
وكانت (المدى) قد كشفت في وقت سابق، عن حصول السوداني على تفويض من الفصائل لتحسين صورتها امام الولايات المتحدة مقابل التعهد بوقف الهجمات على السفارة.
وفي السنوات الثلاث الماضية، كانت هذه الفصائل قد نفذت 120 هجوما بـ 300 صاروخ وعبوة ناسفة وطائرة مسيرة على بعثات دبلوماسية ومطار بغداد ومعسكرات.
ويقول وائل الركابي: «ننتظر من رئيس الحكومة ان يوضح في اجتماع للإطار التنسيقي اعداد واماكن ومهام القوات الامريكية».
وبين ان «العراق سيطلب رسميا بقاء قوات للتدريب لان اسلحتنا وتجهيزاتنا العسكرية من الولايات المتحدة».
واضاف الركابي: «قد يظن البعض ان تحركات السوداني تشبه ما فعله الكاظمي لكنها في الحقيقة تختلف في المضمون».