بابل/ جليل الغزي
انخفضت نسبة أعداد العاملات في معمل السجاد اليدوي في بابل، أحد تشكيلات وزارة الصناعة والمعادن إلى 10 أضعاف ما كانت عليه قبل 7 سنوات تقريباً، بسبب إهمال المصنع وتراجع نسبة المبيعات التي أثرت على المخصصات المالية للعاملات.
وينتج المعمل أنواعا فاخرة من السجاد اليدوي الذي يضاهي السجاد المستورد اضافة الى انتاج الجداريات التي تضم أشكالا تراثية ولوحات فنية عالمية. وقالت مديرة المصنع نعيمة عيسى لـ(المدى)، إن "نسبة العاملات تراجعت إلى 70 عاملة، بعد أن كان يقدر بـ700 عاملة خلال الأعوام الماضية تحديدا، الأمر الذي جعله يصارع الموت من اجل البقاء لتقديم منتوجات هذه المهنة بالمستوى المطلوب".
وأشارت إلى أن "المهنة تتعرض للاندثار بسبب قلة الخبرات وغلق باب التعيين الذي يمكن أن يصنع خبرات جديدة تواصل العمل لإدارة المصنع"، لافتة الى أن "غالبية العاملات من النساجات الماهرات اقدمن على النقل من المصنع إلى دوائر أخرى بحثاً عن المرتبات الشهرية التي تغطي النفقات المالية اللازمة". العاملات يتحدثن عن خوف من احتمال انقراض او اندثار المهنة بسبب ما تتعرض له من إهمال مستمر منذ عام 2003 تقريباً مع أنها مهنة تمتد في عمق تاريخ مدينة الحلة إذ كان يزاولها الآباء والأجداد.
النساجة اشواق حمزة أكدت لـ(المدى)، ان "حرفة صناعة السجاد اليدوي في بابل التي كانت في يوم ما تسد جزء كبيراً من حاجة السوق المحلية لكنها تراجعت كثيراً بسبب غياب الخطط والبرامج التي تنهض بالمنتج المحلي".
بدورها طالبت النساجة نبراس صادق، بضرورة صرف مخصصات مالية بدل الخطورة التي يتعرضن لها من خلال أدوات العمل الجارحة، اضافة الى الآثار الصحية التي يعانين منها من قبيل ضعف البصر ومشاكل المفاصل بسبب طبيعة العمل.
وأشارت إلى أن "المرتبات المالية قليلة ولا تكفي لسد النفقات العائلية قياساً بحجم العمل".
وترجح العاملات في معمل السجاد اليدوي احتمال إغلاقه بسبب الأوضاع التي يمر بها والتي أثرت بشكل كبير على طبيعة العمل في المعمل مع أنه يصنف من أهم المعامل في البلاد.