عمـار سـاطع
لا أرغب بالتسرّع في إطلاق الحُكم بشأن ما يتبع الإنجاز الخليجي المميّز الذي حقّقهُ أسود الرافدين في مسك ختام النسخة 25 بمدينة البصرة.
أقول لا أرغب لأنني أودُّ هنا أن أؤكّد بأن التسرّع لن يأتي بنتيجة مثاليّة تخدم مسيرة منتخبنا الوطني لكرة القدم، فيما سَيلي المُنجز الكبير الذي خطفه فتية المدرب الإسباني خيسوس كاساس، بعد مخاض عسير وَفترة ابتعاد وخمول تركت آثارها وأبعدت العراق عن منصّة التتويج باللقب الإقليمي ولـ 35 عاماً.
أعتقد أنه من المهم جداً البدء من الآن في التحضير والتخطيط لفترة إعداد مناسبة وملائمة تنسجم مع حجم المسؤوليّة الكبيرة المُلقاة على عاتق اتحاد الكرة من جهة أساسيّة ولاعبينا من جهة، وجهازهم الفني أيضاً، لأن منتخبنا وبعد عودته الى الواجهة أصبح مطالباً بشكلٍ أو بآخر أن يحقّق ما عجز عن تسجيله في بطولات مضت، وبات يُنظر اليه على أن بطل الخليج وحامل اللواء الكروي فيها.
قد يذهب البعض الى القول أن الوصول الى القمّة أسهل من الحفاظ عليها، وأنا اعتبر ذلك من بين الأجزاء الأساسيّة والمهمّة التي يفترض أن ننطلق منها وأن تكون نقطة شروع يتوجّب من خلالها الإعداد لفترة تحضيريّة تتناغم مع الواقع الكروي الجديد الذي نعيشه والتطوّر الكبير الذي أصاب اللعبة، وما وصلت اليه من حيث الاهتمام والأهميّة.
نعم.. من المهم جداً أن يتم تجميع لاعبي المنتخب الوطني بين فترة وأخرى وزجّه بمباريات دوليّة تجريبيّة أو بطولات وديّة تكون الفرصة منها هو متابعة اللاعبين ومستوياتهم بالتزامن مع سير منافسات الدوري الممتاز ومشاهدة المواجهات من قبل الجهاز الفني مع التأكيد على خوض لقاءات مع منتخبات عالية المستوى أو مع منتخبات تقترب من مدارس الكرة التي سَنُلاعبها سواء في المنطقة أم القارة، ولا ضير أبداً في أن نلاقي منتخبات تفوقنا من حيث التصنيف والأداء، لكونها ستكون تجربة تصبُّ في نهايتها لصالح منتخبنا الوطني وهو ما يهمّنا أولاً وأخيراً.
أيها الإخوة.. لقد سُلِّطت الأضواء على منتخبنا الوطني بالشكل الذي بات حديث الأوساط الكرويّة ليس في المنطقة والوطن العربي فحسب، بل في العالم كُلّه واضحى المنتخب في واجهة الأخبار والأحداث الأبرز، في ظل الدعم الكبير الذي يناله من قبل المؤازرين والمشجّعين من جهة ووسائل الإعلام بمختلف مسمّياتها وأنواعها والتي أكّدت على أن المنتخب الوطني سيكون مطالباً أمام حقيقة واحدة فقط.. وهو الفوز واسعاد الجماهير، بعد أن خطف كأس الخليج للمرّة الرابعة ونفض غبار فترة الركود التي جعلته بعيداً عن منصّات التتويج ومغادراً لمواقعه المتقدّمة التي حقّقها في السنوات التي مضت.
وفي تصوّري الشخصي أن دعم المنتخب الوطني في الفترة المقبلة أصبحت واجبة على الجميع، بعيداً عن قضيّة التناول السلبي أو التداول بالضغط على مصلحته، بمقابل مساندته ومساعدته في كلّ الاشكال من أجل أن يصبح لدينا فريقاً قادراً على مقارعة أقوياء القارة الآسيوية في الطريق بنهائيات كأس الأمم أوّلاً وتصفيات مونديال 2026.