بغداد/ سيف الحر
رغم تضييق دائرة البعثات في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، على منح الاعتراف بالجامعات في العديد من البلدان التي تتضمن دراسة الماجستير والدكتوراه بتخصصات متعددة، إلا أن هناك تزايداً كبيراً في أعداد الطلبة الحاصلين على شهاداتهم من خارج العراق.
وحصل آلاف الخريجين على الشهادات العليا من داخل العراق وخارجه، غير أن مختصين يؤكدون عدم الاستفادة من تلك الشهادات سوى في مسألة زيادة رواتب الموظفين الحاصلين عليها، ودعوا إلى وضع ضوابط صارمة وإجراء اختبارات ومنافسات للمتقدمين للحصول على الشهادات العليا.
وفي هذا الصدد، أوضحت التدريسية في جامعة بغداد/ كلية التربية للبنات، الدكتورة شيماء عبد الحميد أسباب هذه الظاهرة، مبينة أنها تعود الى وجود تخبط وسوء تخطيط، وهو ما أدى الى جعل الدراسات العليا عشوائية، في حين يفترض أن لا تكون متاحة للجميع.
وقالت عبد الحميد في حديث خاص لـ(المدى)، إن "الغرض من الدراسات العليا أصبح من أجل رفع الرواتب لا أكثر، وهو ما أدى الى دخول الموظفين على خط الدراسة وللهدف نفسه".
وشخصت عبد الحميد، وجود "خلل في التخطيط وشروط القبول ومواصفات القبول، حيث لم تكن الدراسات سابقاً متاحة للجميع إنما كانت للأوائل، وبعد اجتياز اختبار ومنافسة لفرز الأفضل منهم".
من جانبه، بيّن الخبير الاقتصادي ملاذ الأمين، أن موضوع الحصول على الشهادات العليا أصبح ظاهرة مؤخراً، والدليل ما نراه من وجود فائض في سوق العمل لحملة الشهادات العليا".
وقال الأمين في حديث خاص لـ(المدى)، إن "هذه الشهادات تترتب عليها تخصيصات مالية كبيرة، وقد تشكل عبئا كبيرا على الموازنات العامة دون الانتباه لها، والتي أثرها لا يقل عن إطلاق درجات وظيفية جديدة".
وتساءل المشهداني: "لو استمر منح الشهادات العليا للجميع، فإن الغالبية ستكون في موقع الإدارة وبالتالي من سيكلف بالأعمال الإدارية والفنية الأخرى؟".
الى ذلك، ترى رئيسة قسم الصحافة في كلية الإعلام / جامعة بغداد الدكتورة سهام الشجيري، أن الموظفين الذين يقدمون على الدراسات العليا، فهؤلاء لا يهمهم سوى زيادة الراتب.
وقالت الشجيري في حديث خاص لـ(المدى)، إن "التفكير بزيادة الراتب لأصحاب الشهادات العليا خطأ كارثي، ففي السابق كان هناك اهتمام بالإمكانية العلمية التي يحملها طالب الماجستير أو الدكتوراه من خلال اختباره قبل دخوله للدراسة واختباره خلال وبعد السنة الدراسية".
وشددت الشجيري على ضرورة وجود "بناء علمي وإنساني للشهادات العليا وليس لأجل زيادة الأموال".