اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > موسيقى الاحد:في مئوية الملا عثمان الموصلي

موسيقى الاحد:في مئوية الملا عثمان الموصلي

نشر في: 28 يناير, 2023: 09:59 م

ثائر صالح

لم يأت القرن التاسع عشر ومطلع العشرين بشخصية موسيقية فذة ومثقف متنوع الإهتمام مثل الملا عثمان الموصلي. نتذكره كلما استمعنا إلى عدد من أجمل الأغاني العربية وأكثرها انتشاراً ليس في المحيط الناطق بالعربية فحسب،

بل وصلت ألحانه الجميلة بلداناً تتكلم لغة موسيقية مشابهة للغتنا مثل تركيا وإيران واليونان، وأخرى موسيقاها مختلفة مثل الهند وفرنسا.

لو كان الموصلي أوروبياً لأحتفلوا بذكرى وفاته المئوية بتخصيص العام 2023 كله باسمه، وأقاموا المهرجانات الموسيقية لتقديم أعماله والمؤتمرات العلمية لتقديم آخر البحوث والدراسات التي تتعلق بفنه وسيرته وحياته الشخصية، ولربما ظهرت صورته وهو يلبس عباءة وطربوش المتصوفين على واحدة من العُمل النقدية أو الطوابع البريدية التذكارية.

ذكرت الملا عثمان الموصلي في كتابة سابقة عند الحديث عن ذكريات سينسانص عن الإسماعيلية (المدى 22/5/2022)، واحتمال لقاء الرجلين هناك أثناء زيارة الملا لمصر سنة 1895، واستعمال سينسانص لموسيقى موشح “يا عذولي لا تلمني فالهوى قتّال” في عمله المذكور. هذا يدل على أصالة وعذوبة الألحان التي أبدعها الموصلي بحيث أثّرت في فنان متميز مثل سينسانص. وإذا استعرضنا أعمال الموصلي فسنجد أن الكثير من ألحانه تتسم بهذه الصفات وهي أحد أسباب نجاحها الفائق وديمومتها في الذاكرة الجمعية حتى بعد مئة عام من وفاة مؤلفها، ويمكننا وضعها دون تردد في مصاف الأعمال الموسيقية الأوروبية الخالدة التي تراكمت على مر القرون.

تراث وسيرة حياة هذا العبقري البصير الذي ملأ صيته الموصل وبغداد وحلب واسطنبول والقاهرة لا تزال تحتاج البحث العلمي، يكفي هنا ذكر تكرار خطأ واحد في جميع السير ومن قبل باحثين معروفين وأصحاب مواقع انترنت على السواء. تقول السيرة: “ولد عثمان الموصلي عام 1854م في الموصل … توفي والده وهو في السابعة من عمره … فضمه جاره محمود بن سليمان العمري إلى أولاده … وعندما توفي محمود أفندي العمري عام 1865 ترك عثمان مدينة الموصل إلى بغداد وكان في العقد الثالث من عمره، وتلقاه بالتكريم أحمد عزة باشا العمري ابن محمود أفندي، وأسكنه عنده واشتهر هناك بقراءة المولد فحفّ به الناس”. فكيف كان في العقد الثالث من عمره وهو في الحادية عشرة؟ هذا ما دفع أحد الباحثين إلى الحديث عن احتمال ولادة الموصلي قبل 1854 بعقد على الأقل.

وحتى ذلك الحين لنتذكر ألحان ابتهالات ومدائح وموشحات الموصلي الصوفية الرائعة “زوروني كل سنة مرة” و”فوق النا خل فوق” و”البنت الشلبية” و”طلعت يا محلا نورها” و”يا عذولي لا تلمني” و”قدك المياس” أو نستمع إلى التسجيلات التركية بصوته وغيرها الكثير. وتشير هذه الألحان إلى نمط جديد من الموسيقى تلقفه سيد درويش تلميذ الموصلي، وهو ما بث في الموسيقى المصرية روحاً جديدة طورها عباقرة مثل القصبجي وعبد الوهاب وزملائهم قبل أن يبدأ الانحدار نحو الرداءة في العقود الأخيرة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. كنعان محمد

    واغنية على الروزانة الروزانة

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

رمل على الطريق

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

موسيقى الاحد: جولة موسيقية في فيينا

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram