TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > المرأة النائبة بين كثافة التمثيل وضعف في الأداء

المرأة النائبة بين كثافة التمثيل وضعف في الأداء

نشر في: 28 يوليو, 2010: 06:14 م

ميعاد الطائيلقد كان للنظام الدكتاتوري في العراق قبل 2003 الكثير من الضحايا و كانت المرأة واحدة من ضحايا ذلك النظام الشمولي والاستبدادي حيث عانت عبر عقود طويلة من التهميش ومصادرة الرأي وتغييبها عن المشاركة في اتخاذ القرارات بما فيها القرارات الخاصة بتنظيم حياتها ما انعكس سلبا على وضعها داخل المجتمع.
ولقد تحملت أخطاء الحكام وحروبهم التي زجوا فيها البلاد فدفعت الثمن غاليا بفقدها الزوج والأب والابن لتكون الخاسر الأكبر بفعل الأضرار المادية والمعنوية والبشرية التي تعرضت لها في تلك الحقبة المظلمة وازدادت بذلك أعداد اليتامى والأرامل ,وازدادت معاناتها بعد حقبة سقوط النظام المباد حيث طال الإرهاب جميع مجالات الحياة واستهدف الرجال والنساء معا ما ولد نكبات جديدة ضاعفت من أعباء المرأة العراقية دون أن تجد من ينصفها كمتضررة كبيرة في ساحة الصراعات والتناحرات والأجندات الخارجية، وقد كانت تنتظر من البرلمان العراقي ان يفعل  قوانين مهمة لصالح المرأة حيث يمكن ان يلاحظ المتابع غياب اي جهد تشريعي ملحوظ أو ايجابي يمكن ان يسجل لصالح قضية المرأة الأرملة أو حتى التفكير بتحسين أحوالها الاقتصادية و محاولة تأمين حقوقها أو دعمها بخدمات اجتماعية لها ولأيتامها، فقد ترك هذا الأمر لمنظمات المجتمع المدني ذات الدعم المحدود واليسير والمتباعد، لذلك لابد من التفكير بحلول تمكن المرأة من مواجهة الحياة وتربية أولادها من دون الحاجة إلى احد ودون الوقوع في شرك الحاجة المذلة. وتوضح إحصائية لوزارة شؤون المرأة إن هناك ثلاثمائة ألف أرملة في بغداد وحدها، حيث يعلم الجميع إنه بعد سقوط النظام في 2003 كان على المرأة أن تدفع ثمنا إضافيا لتخسر ما تبقى لها من الأولاد ضحايا للإرهاب والتحالف القذر بين القاعدة والبعث من بقايا النظام السابق لتستمر رحلة التضحيات الغالية ولتبقى المرأة تؤدي واجبها نحو الوطن من دون أن تنال أي حق لها وهذا خلل كبير في مبدأ المواطنة التي يجب أن تكفل الحقوق للمواطن الذي يؤدي واجباته تجاه وطنه بل ويقدم التضحيات تلو الأخرى. من هنا نجد إن المراة العراقية يجب أن تكون لاعبا مهما في العملية السياسية لأنها يجب أن تمارس دورها في انتصار التجربة الديمقراطية في العراق الجديد، وعلى السلطتين التشريعية والتنفيذية تقديم يد العون للمرأة لضمان عدم عودة الظلم والاستبداد الذي لحق بالعائلة العراقية بوجه عام والمرأة بشكل خاص. ورغم إن الدستور العراقي منحها نسبة 25% في البرلمان ومجالس المحافظات، الشيء الذي كرس التحدي الحقيقي لدور المرأة في العملية السياسية في العراق، ولكننا وجدنا ان التجربة السياسية الأولى للمرأة خلال السنوات القليلة الماضية كانت ضعيفة بشكل عام إذا ما استثنينا بعض التجارب الفردية التي برزت ونجحت بها بعض الشخصيات النسوية ويعتقد البعض ان هذا الضعف في الأداء (رغم كثافة التمثيل) جاء لأسباب عديدة منها القائمة المغلقة التي أوصلت بعض المرشحات غير الكفوءات واللواتي كن يمثلن أحزابهن بالدرجة الأولى ويحرصن على مصلحة الحزب دون الأخذ بعين الاعتبار مشاكل المرأة او المجتمع.وربما هناك سبب آخر وهو طغيان ثقافة (العيب الاجتماعي والحرام الديني) لدى المجتمع تجاه قيادة المرأة له، لذلك نجد إن هكذا مجتمع لا يؤمن بصورة عامة ورجاله بصورة خاصة بقدرات المرأة على ممارسة دورها في قيادة المجتمع والمشكلة إن هذه القناعة مترسخة لدى البعض من النساء اللواتي يرفضن الخروج من وصاية الرجل والتبعية له. ويعتقد البعض ان سبب الضعف في أداء المرأة (النائبة) يرجع إلى حداثة التجربة وغياب الخبرة السياسية لدى المرأة والرجل معا فقد شهدنا إخفاقات عند بعض السياسيين من الرجال أيضا.اليوم ونحن على أعتاب تشكيل برلمان جديد على المرأة أن تقرر وتختار التصدي لمواجهة التحديات من اجل الوصول الى مراكز القرار وإيقاف نزيف التضحيات والتهميش الذي تعاني منه والذي دام لعقود طويلة، فاليوم أثبتت المرأة العراقية للجميع إنها رقم مهم وستكون مثالا يحتذى به في تجارب الدول الأخرى التي بدأت تتأثر بالنجاحات التي تحصل عليها المرأة العراقية من خلال تمكنها من الحصول على مناصب وزارية ومراكز مهمة في الحكومة العراقية لتشارك مع الحكومة الجديدة والبرلمان الجديد في مناصرة قضايا المرأة وتساعد الرجل في بناء العراق الجديد الذي سيضمن حقوق الجميع.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram