نامق سلطان
منذ ليلة الحزن الأولى
وأنا أركضُ
ولم أصل الجسر الذي يفضي
إلى ليلة الحزن الأخيرة
برغم أنّي عبرتُ جسوراً لا تحصى...
كثيرون كانوا يركضون معي
مغنون وشعراء
ومروضو نمور
وحالمون هاربون من أحلامهم
عرفتُ كثيراً منهم
خصوصاً أولئك الذين يحملون جروحاً
من حروبٍ سابقة
والخارجين من حرائق اللغة
والمخنوقين بدخان الكلام
أما الذين يقفون على الأرصفة
فكانوا يصفّقون بحماسةٍ
ومنهم من كان يصيح: أركضوا، أركضوا...
ومازلنا نركضُ
بين أعمدةٍ أثريةٍ سقطت تيجانُها
وتماثيلَ بلا ملامح
وأصوات بنادق تصطك على الشرفات
والصدى ينادي من ورائنا
ومن فوقنا: أركضوا...
ونحن نركضُ
ونلهثُ
ونخلّفُ في الهواء رائحةَ الخسائر
ونمطرُ على الأرض أزهاراً ذابلة
يلمّها أطفالٌ
لا يعرفون ماذا يحدث