اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > في ندوة الكترونية أقامتها (المدى): التشوه المعماري في العمارة العراقية.. أسباب ونتائج

في ندوة الكترونية أقامتها (المدى): التشوه المعماري في العمارة العراقية.. أسباب ونتائج

نشر في: 5 فبراير, 2023: 11:19 م

متابعة المدى

في باكورة الندوات التي تقيمها المدى اسبوعيا، اقام القسم الثقافي ندوة عن (التشوه المعماري في العمارة العراقية) شارك فيه المعماري والكاتب الدكتور خالد السلطاني، والاكاديمية د. غادة السلق.

في بداية الندوة عرّف الزميل علاء المفرجي الذي أدار الندوةبضيفيه المشاركين في الندوة، وأضاف: أن الحديث سيتناول المحاور التالية: اولا الملامح التي تتسم بها العمارة العراقية قديما وحديثا. ثانيا بما تفسر ان نهاية الاحتفاء بالعمارة العراقية كان مع الضمور القسري للطبقة الوسطى.أما المحورالثالث فكان التشوه المقصود للعمارة العراقية الان وعلاقته بالفوضى السياسية في العراق .عن الملامح الأساسية للعمارة أشار السلطاني بعد أن شكر المدى على اتاحة هذه الفرصة، الى أن الموضوع قريب جدا الى قلبه، مضيفا أن مفهوم الحداثة هو مفهوم حديث ظهر بعد الحرب العالمية الثانية، ليس في العراق حسب بل في كل العالم، ومفهوم الحداثة تزامن عندنا مع ظهور الحداثة في العمارة بالعالم.. فمع الحملة البريطانية على العراق عام 1917 استقدم البريطانيون معهم معماريون أكاديميين ومهنيين، وهم الذيم أسسو العمارة الحديثة في العراق، واستلم المعماريون العراقيون بعدهم راية العمارة في منتصف الثلاثينيات، وأصبحت جزءا من المشهد الثقافي العراقي، وامتازت العمارة في العراق كونها استفادت من الموروث المعماري العراقي الإسلامي وما قبل الإسلام.

وأشارت الدكتورة غادة السلق عن هذا الموضوع الى أن نهوض الحركة العمرانية ترافق مع مشاريع العمران في القرن العشرين، وما تتسم به العمارة العراقية أنه بعد عام 1958 أصبحت العمارة العراقية بيد معماريين عراقيين أكفاء، وكانت فرصة لابراز أفكارهم العمرانية، وأيضا خلقت تنافسا شريفا في العمل، وربما لهذا السبب تطورت العمارة خلال فترة الستينيات والسبعينيات من القرن المنصرم بشكل واضح، إضافة الى الامر الملح في خلق عمارة عراقية خاصة وواضحة المعالم، وبالتالي تنتمي الى عصرها. وعن تطور العمارة على يد الطبقة الوسطى وبحسب ما قاله المعماري المخضرم معاذ الآلوسي :»ان العمارة هي ابنة الطبقة الوسطى” قال د. السلطاني: أن العمارة هي ناتج امتزاج العلم والفن. من هنا تتبدى فرادة هذا الجنس الابداعي وصعوبته في آن، فهو وان اعتمد على العلم ومبادئه الواضحة والثابتة من جانب، لكنه ايضا يتكئ على المخيلة الواسعة التى يتيحها الفن، وهذا الامتزاج غير العادي في مفهوم العمارة، هو الذي يطبع العمارة بطابع خاص. ولهذا فانها تجمع ما لا يمكن جمعه. انها كما قلت مرة، “ الصيف والشتاء على سطح واحد!”. واعتقد ان هذه الخاصية التى تسم العمارة تجعل منها جنساً ابداعياً عابرا للتقصيات الواقعية والملموسة المشغول بها العلم، في الوقت الذي تجمح تصورات المخيلة الفنية وشرودها في عوالم متخيلة وغير واقعية. ولهذا فان المعمار الكف عليه الاطلاع على معارف متنوعة وعديدة، تتطلبها خصوصية المهنة التى نتحدث عنها.

فيما أشارت د. السلق أن بروز وأنكفاء الطبقة الوسطى في العراق هو بالضبط بروز وانكفاء العمارة العراقية.. وعن التشوه المعماري العراقي أشار د. السلطاني: نعم، ثمة انحسار في الثقافة المعمارية. وهذا الانحسار فاجع حقاً. انه، يا صديقي، انعكاس لما يحدث في الخطاب الثقافي بصورة عامة. فغياب الطبقة الوسطى ومبدعيها، وتغييبهم القسري عن المشهد، هو الذي أفضى وسيفضي الى ذلك الانحسار المعيب، ليس في الشأن المعماري، وانما فيما يخص الهم الثقافي بعامة. وتأثير هذا الانحسار، (او عدم المبالاة، اذا شئت)، لهو تأثير مزدوج، فهو من ناحية، يقود الى افقار المنجز الثقافي بعدم الاكتراث به وبعدم متابعته، ومن ناحية أخرى، يتيح وجود مثل هذا الانحسار او عدم المبالاة، الى تمرير الرديء في المنتج المعماري، وعدم قراءته نقديا او تبيان قيمته السلبية. وبمرور الوقت، سيقصي الرديء من العمارة جيدها، تماماً، مثلما تشير المقولة الاقتصادية إلى “إن العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة!”.

لقد عمل كثر من المعماريين العراقيين المجتهدين على غياب الاهتمام بمنجزهم. ولنا ان نتصور لو ان حركة نقدية جادة واكبت اعمالهم، لكانت تلك الأعمال اكثر بريقاً، وأعمق تأثيراً في الممارسة المعمارية المحلية. الممارسة التى حققت مع ذلك الانحسار النقدي، نجاحات مرموقة اجترحتها اجيال عديدة من المعماريين العراقيين.

فيما ذكرت د. السلق: قالت لم يشمل فقط فن العمارة كفن بل أمتد الى التشوه في تخطيط المدن، فليس غريبا أن نرة الانشطار في البيوت وفتح شوارع غير نظامية، والتي كانت يوما جزءا من جمالية المدينة، مشيرة الى أن ذلك يعود الى انعدام الرقابة أو عم فاعليتها في مراقبة القوانين والقرارات التي تحفظ للمدينة هيبتها المعمارية.

ولد والدكتور خالد السلطاني ولد في الصويرة عام 1941، و أكمل دراسته المعمارية عام 1966 من معهد موسكو المعماري مبعوثا من الحكومة العراقية . وأنهى دراسته العليا / الدكتوراه في المعهد نفسه عام 1973. وعين في قسم العمارة / كلية الهندسة – جامعة بغداد بداية عام 1974 ولغاية 1996 عندما غادر العراق احتجاجاً على النظام التوتاليتاري . وعمل في الجامعات الأردنية من 1996 ولغاية 2000 ، وشغل مدير المعهد العالي للعمارة والفنون الإسلامية في جامعة آل البيت ، كما عمل أستاذاً في إحدى جامعات السودان . وهو الأن مقيم في الدانمرك اعتبارا من عام 2002 ويعمل باحثاً في مدرسة العمارة /الأكاديمية الملكية الدانمركية للفنون في كوبنهاغن.صمم أعمالاً معمارية مختلفة الوظائف في العراق والأردن ، وحازت بعض أعماله على المراتب الأولى في المسابقات المعمارية.

أما د. غادة السلق: فهي أستاذة (رئيس سابق) قسم العمارة ، كلية الهندسة ، جامعة بغداد ، وتقوم بالبحث والإشراف على أطروحة حول موضوعات النظرية والمحافظة على العمارة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

رمل على الطريق

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

موسيقى الاحد: جولة موسيقية في فيينا

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram