TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > هجرة مسيحيي نينوى تتصاعد جراء البطالة والخوف والحصار

هجرة مسيحيي نينوى تتصاعد جراء البطالة والخوف والحصار

نشر في: 29 يوليو, 2010: 07:03 م

السومرية نيوز/ دهوك  يحاول لؤي ناظم، الذي يسكن حاليا في منطقة القوش بسهل نينوى، والتي تسكنها غالبية من الكلدان المسيحيين الكاثوليك، بيع ما تبقى من مقتنياته المنزلية بأسعار زهيدة جدا، من اجل أن يوفر مبلغ السفر إلى بلد آخر، ويتساءل بقلق "إلى متى أقضى حياتي في هذا البلد المتوتر؟".
ويضيف ناظم، 40 سنة، لـ"السومرية نيوز"، "لقد اضطررت إلى بيع معظم أغراض المنزل بأسعار لا تذكر، بعدما تمكنت من بيع سيارتي بأقل من عشرة آلاف دولار لأتمكن من الهجرة إلى إحدى البلدان الغربية، لأنني لم أعد قادراً على مواصلة العيش هنا".ويضيف أن "أهالي سهل نينوى (نحو40 كم شمال الموصل) في حكم المحاصرين، فنحن نخاف التجول بحرية في الموصل فقط لأننا مسيحيون".ويتابع بقوله إن "هجرة المسيحيين من المنطقة مستمرة بشكل غير معلن، وبوتيرة بطيئة"، مبيناً أن "معظم المسيحيين المقتدرين يحاولون الهجرة أو إرسال أبنائهم إلى الخارج".ويؤكد ناظم أن "غالبية مسيحيي المنطقة كانوا يعتمدون على مدينة الموصل في تأمين معيشتهم، لكنهم يخشون العمل فيها في الوقت الحاضر، ما اضطرهم إلى ترك أملاكهم حماية لأرواحهم"، متسائلاً في الوقت نفسه "إلى متى يمكن الاستمرار في العيش في حالة حصار وبطالة وخوف؟".  وبحسب المسؤولين المحليين، ومنظمات المجتمع المدني في منطقة سهل نينوى، فإن ظاهرة هجرة المسيحيين من تلك المناطق إلى خارج العراق مستمرة منذ العام 2003 بسبب أعمال العنف وعدم الاستقرار الأمني والسياسي، إلى جانب تهميش المنطقة خدمياً واقتصاديا.من جهته، يشدد رئيس المركز الثقافي الكلداني في ناحية القوش، غزوان الياس، على أن "هجرة المسيحيين مستمرة لكنها بدأت تتصاعد في الأشهر الأخيرة بشكل ملحوظ بحيث سجلت خلال الشهرين الماضيين هجرة أكثر من خمسين عائلة مسيحية من ناحية القوش فقط، فيما يستعد عدد آخر من العائلات من الناحية نفسها للهجرة خلال الأيام المقبلة، ويعملون حالياً على بيع مقتنياتهم".ويرى إلياس في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "هذه الظاهرة موجودة في جميع المدن والقرى المسيحية في سهل نينوى، بسبب عدم وضوح مستقبل المنطقة باعتبارها من المناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية، وإقليم كردستان، كما أنها تعاني تردي أوضاعها الاقتصادية وتهميشها خدميا".وينقسم مسيحيو العراق إلى أربع طوائف رئيسة هي الكلدانية "أتباع كنيسة المشرق المتحولين إلى الكثلكة"، والسريانية الأرثوذكسية، والسريانية الكاثوليكية، والطائفة اللاتينية الكاثوليكية، والآشورية أتباع الكنيسة الشرقية، إضافة إلى أعداد قليلة من أتباع كنائس الأرمن والأقباط والبروتستانت.ويشير رئيس المركز الثقافي الكلداني إلى أن "المركز يعمل حالياً بالتنسيق مع عدد من المنظمات الأهلية، على إجراء دراسة ميدانية لتحديد الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هجرة المسيحيين من المنطقة، تمهيداً لرفعها إلى الجهات المعنية لمعالجتها"، مبيناً أنه "تم توجيه دعوة لحكومة إقليم كردستان، ومؤسسات المجتمع المدني للتدخل للحد من حركة الهجرة، لأن المسيحيين هم إحدى المكونات العراقية الأصيلة في البلاد التي ينبغي الحفاظ عليها وحمايتها". ويتألف سهل نينوى الذي يقع ضمن محافظة نينوى من ثلاثة أقضية هي الحمدانية والشيخان وتلكيف وغالبية سكان هذه الأقضية من المسيحيين والكرد الإيزيديين والشبك، وشهدت المنطقة خلال الأشهر الماضية عمليات استهداف متكررة للمسيحيين والشبك، من قبل الجماعات المسلحة، ليس آخرها عملية تفجير حافلات الطلبة المسيحيين في قضاء الحمدانية.من جانبه، يعتقد عضو قائمة عشتار بمجلس محافظة نينوى، سعد طانيوس، إن "هجرة المسيحيين من سهل نينوى مستمرة، ولكن بوتيرة بطيئة، لأنهم لم يتلمسوا حلولاً حقيقية لحمايتهم من تهديدات الجماعات المسلحة".ويضيف طانيوس في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "المشاكل الأمنية والسياسية والاقتصادية التي يعاني منها العراق دفعت بالمسيحيين خلال السنوات الماضية للهجرة من البلاد، علما أن أوائل المهاجرين كانوا من أصحاب الإمكانيات الاقتصادية والكفاءات العلمية التي خسرها العراق".ويواصل قائلا إن "الأحزاب المسيحية والكنائس والجهات المعنية الأخرى تحاول الحد من عملية الهجرة لكنها لا تستطيع إيقافها لأن الأمر كله مرهون باستقرار الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في العراق". يذكر أن المسيحيين في العراق يتعرضون لمضايقات منذ حرب 2003، أدت إلى نزوح الكثير من الأسر من جنوب العراق وبغداد والموصل وكركوك إلى إقليم كردستان، وهجرة قسم آخر إلى خارج العراق، كما قتل كثيرون منهم على أيدي مسلحين وبخاصة في مدينة الموصل. وقد انخفضت أعداد المسيحيين في العراق بعد حرب عام 2003  بحسب إحصاءات غير رسمية، من 1.5 مليون، إلى نصف المليون، نتيجة لتعرضهم إلى العديد من الهجمات في عموم مناطق العراق، وبخاصة في نينوى وبغداد وكركوك، حيث قتل العديد منهم كما نزحت المئات من الأسر المسيحية إلى إقليم كردستان فضل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram