بغداد/ وكالات  إذا كان المستثمرون قلقين من التفجيرات والهجمات الإنتحارية فإن العراق لديه الحل لرجال الأعمال الذين يريدون الاستثمار في البلاد ويخشون شوارع بغداد غير الآمنة، ويتمثل هذا الحل في العمل والإقامة في مدينة صغيرة بجوار المطار.
ويواجه العراق وهو بلد مصدر رئيسي للنفط صعوبات في جذب استثمارات يحتاجها بشدة لتطوير البنية الأساسية بعد سنوات من الحرب والعقوبات مع انتظار شركات كثيرة تحسن الأوضاع الأمنية.وتراجع العنف بدرجة كبيرة في العراق منذ أن بلغ الذروة في 2006-2007 لكن أعمال التفجيرات والقتل لا تزال تحدث بانتظام في العاصمة بغداد ومناطق أخرى.ورغم أن العراق أبرم 11 إتفاقا مع شركات نفطية عالمية لتطوير حقول نفطه الغنية فإن المشروعات خارج قطاع الطاقة مازالت لا تعدو كونها طموحات. ولا تزال هناك أعمال عنف إضافة إلى الغموض السياسي بعد أربعة أشهر من انتخابات غير حاسمة لم تسفر عن فائز محدد ما يجعل معظم المستثمرين الغربيين يحجمون عن المشاركة في مشروعات في العراق.وفي محاولة لجذب المستثمرين تخطط شركة عراقية لبناء قرية لرجال الأعمال بجوار مطار بغداد تبعد مسيرة 30 دقيقة بالسيارة عن وسط المدينة حسبما قاله شاكر الزاملي رئيس هيئة استثمار بغداد.وتوفر القرية الصغيرة جميع سبل الراحة لرجال الأعمال من مكاتب وفنادق وشقق وبنوك ونحو 119 متجرا ومحطة وقود وشركة تأجير سيارات وحتى متاجر معفية من الرسوم الجمركية بالإضافة إلى مطاعم ومقاهٍ للإنترنت.ومن المنتظر أن يكتمل بناء القرية في غضون من ثلاث إلى خمس سنوات بتكلفة 250 مليون دولار وستتضمن مكاتب لهيئات الاستثمار الحكومية وفروعا لمعظم الوزارات لمساعدة المستثمرين.وقال الزاملي الأربعاء إنه عندما تأتي شركة إلى العراق يمكن لمسؤوليها الاقامة في القرية والتعامل مع المسؤولين والحصول على أي معلومات وأي تفاصيل يريدونها دون الحاجة للتنقل بين مكاتب الوزارات المعنية. وأضاف أن الشركات تستطيع أيضا أن تستأجر أماكن لعرض منتجاتها وخدماتها.وهناك من يتحلون بالشجاعة ويستثمرون في العراق رغم أعمال العنف ومن بينهم حتى الآن شركات إيرانية وتركية وخليجية خاصة في مجالات السياحة الدينية والإسكان والبنوك.والإمارات العربية المتحدة هي أكبر مستثمر في العراق في مشروعات كبرى بصفقات قيمتها 37.7 مليار دولار فيما يأتي لبنان على رأس قائمة المستثمرين في الصفقات التي تقل عن مليار دولار حسبما أفاد تقرير لشركة دنيا فرونتير للاستشارات العام الماضي.