ذي قار/ حسين العامل
كشفت البيانات الرسمية عن تسجيل 900 حالة وفاة واصابة ناجمة عن الحوادث المرورية خلال عام 2022 تتوزع بواقع 217 حالة وفاة و683 اصابة، وفيما عزت مصادر مرورية اسباب الحوادث الى السرعة الشديدة وعدم الانتباه والاجتياز الخاطئ وعدم توفر شروط المتانة والامان، دعت الى اعادة العمل بمنظومة مراقبة الطرق الخارجية التي تعطلت منذ عام 2018.
وذكر مصدر في مديرية مرور ذي قار ان "اسباب الحوادث المرورية يعود 35 بالمئة منها الى السرعة الشديدة و30 بالمئة الى عدم الانتباه و20 بالمئة الى الاجتياز الخاطئ فيما تتوزع بقية النسب على عدم توفر شروط المتانة والامان والحالة الجوية ومستوى الرؤية". وأضاف المصدر في حديث مع (المدى)، أن "بعض المركبات تتجاوز سرعتها حاجز الـ 180 و200 كيلو متر في الساعة على الطرق الخارجية وهذه سرعة جنونية"، داعيا الى اعادة العمل بمنظومة المراقبة (الرادار) الذي تعطل منذ عام 2018 ولم تتم صيانته".
وأشار، إلى أن "وجود منظومة المراقبة في الاعوام السابقة أسهم الى حد كبير بانخفاض الحوادث الناجمة عن السرعة الشديدة على الطرق الخارجية كون السائقين يخشون من رصد مخالفاتهم فيلتزمون بالحد المقرر للسرعة على تلك الطرق".
كشفت بيانات مؤتمر تحليل الواقع الامني والجنائي العاشر لقيادة شرطة ذي قار التي اطلعت عليها (المدى) ان "اعداد الوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية بلغت 217 حالة وفاة عام 2022"، مبينا ان "حصة قاطع قضاء الناصرية كانت الاكبر اذ سجل 101 حالة وفاة يليه سوق الشيوخ بـ 42 حالة والشطرة 39 والرفاعي 30 والجبايش 5 حالات وفاة".
واورد " فيما بلغت الاصابات الناجمة عن الحوادث المرورية 683 تصدر مركز الناصرية اعداد المصابين بـ 233 اصابة وسوق الشيوخ 155 اصابة والرفاعي 129 اصابة والشطرة 115 اصابة والجبايش 51 إصابة".
وافادت ان "الذكور يشكلون النسبة الاكبر بين ضحايا الحوادث المرورية اذ بلغت 178 حالة وفاة بين الذكور مقابل 39 حالة بين الاناث، فيما توزعت الاصابات بواقع 565 حالة اصابة بين الذكور مقابل 117 اصابة بين الاناث".
واشارت بيانات المؤتمر الذي عقد على قاعة اللواء المهندس حسن سلمان الزيدي بحضور القيادات الامنية ورئيس محكمة جنايات ذي قار وقائد عمليات سومر ونائب محافظ ذي قار وعدد من الاعلاميين ومنظمات المجتمع المدني الى ان "الحوادث المرورية في محافظة ذي قار في عام 2022 بلغت 606 حوادث تتوزع بواقع 357 حادث اصطدام و173 حادث دهس و76 حادث انقلاب".
وأضافت البيانات، أن "عدد المركبات المشتركة بالحادث بلغ 947 واسطة نقل تشكل مركبات الصالون والدراجات النسبة الاعلى منها اذ بلغت حوادث مركبات الصالون 416 مركبة فيما بلغت حوادث الدراجات ووسائط النقل ذات المواصفات الخاصة 303 دراجات وواسطة".
وأشارت، إلى أن "حصيلة الحوادث المرورية التي وقعت على الطرق الرئيسية تشكل النسبة الاعلى وهي بواقع 294 حادثا فيما بلغت الحوادث على طرق المرور السريع 161 حادثا والطرق الفرعية 116 حادثا والطرق الريفية 35 حادثا".
وأفادت البيانات، بان "قاطع قضاء الناصرية تصدر عدد الحوادث مسجلا 214 حادثا يليه سوق الشيوخ 148 حادثا والرفاعي 103 حوادث والشطرة 97 حادثا والجبايش 44 حادثا".
وتعزو قيادة شرطة ذي قار اسباب ارتفاع معدلات الحوادث الى جملة من الاسباب من بينها ان "اغلب الحوادث المرورية تعود الى رداءة الطرق ورداءة منشأ السيارات من جانب المتانة والأمان وعدم الالتزام بالقوانين المرورية من قبل سائقي المركبات والركاب والمشاة".
واضافت ان "المخالفات التي يرتكبها سائقو المركبات ومنها فقد السائق التركيز بالقيادة بسبب انشغاله بالهاتف النقال او شعوره بالإجهاد والتعب خصوصا في ايام المناسبات، والسير عكس الاتجاه والاجتياز الخاطئ والقيادة تحت تأثير المسكر أو المخدر".
ومن جانبها اعربت الحكومة المحلية في ذي قار عن قلقها من تنامي معدلات الحوادث المرورية على الطرق الخارجية التي اودت بأرواح المئات من المواطنين خلال الاعوام الاخيرة.
وقال مستشار محافظ ذي قار لشؤون المواطنين حيدر سعدي في تصريح سابق إلى (المدى)، إن "ما يحدث على الطرق الخارجية من حوادث مرورية امر مؤلم ومقلق ويستدعي جملة من المعالجات الطارئة والفاعلة".
ويرى سعدي ان "ضعف الرقابة المرورية ولاسيما منظومة الرادار على طرق المرور السريع جعلت الكثير من السائقين يتجاوزون الحد المقرر للسرعة ناهيك عن التجاوز الخاطئ اثناء اكتظاظ الطريق بالمركبات وفي ظروف جوية غير ملائمة خلال موسم الشتاء". وشدد، على "ضرورة تفعيل دور مديريتي الطرق الخارجية والمرور في مجال مراقبة الطرق عبر نشر منظومة فاعلة للرادار ونشر مفارز ودوريات مرورية لمتابعة حركة المرور"، مشيرا الى "نجاح مثل هذه التجربة في مدن اقليم كردستان العراق". وبين سعدي، أن "اموال الغرامات والرسوم المرورية التي تستحصلها الدوائر المرورية والتي تقدر بمليارات الدنانير قادرة على تأهيل الطرق بمنظومات مراقبة فاعلة وتأهيل الطرق الخارجية".
ويواصل سعدي، أن "ادارة المحافظة سبق وان طالبت وزارة المالية بإطلاق هذه الاموال لغرض تأهيل الطرق وتفادي الحوادث المرورية لكن لم يحسم الامر لغاية الوقت الحاضر".
وكان مصدر مطلع في مديرية مرور ذي قار قد ذكر إلى (المدى)، أن "الحوادث المرورية المسجلة في مديرية مرور ذي قار لعام 2021 بلغت 464 حادثا تتوزع بواقع 321 حادث اصطدام و95 حادث انقلاب و48 حادث دهس"، واضاف ان "الحوادث اسفرت عن 560 مصابا و134 حالة وفاة".
ولفت، إلى أن "هذه الارقام هي فقط المسجلة اثناء الحادث ولا تشمل المصابين الذين يتوفون في المستشفى عقب الحادث".
ونوه المصدر، إلى أن "بعض الحوادث لا تقيد ضمن سجلات المرور لعدم وجود اخبار بشأنها او تحل وديا بين اصحاب المركبات المتسببين بالحوادث من دون اللجوء للإجراءات القانونية وهذه تشكل أكثر من نصف الحوادث".
ويطلق الاهالي في محافظة ذي قار تسمية "طرق الموت" على عدد من الطرق الخارجية من بينها طريق ناصرية – جبايش وطريق ناصرية – سوق الشيوخ وطريق المرور السريع الرابط بين محافظات البصرة - الناصرية - بغداد وغيرها من الطرق التي ارتفعت فيها معدلات الحوادث المرورية المروعة نتيجة الاستيراد العشوائي للمركبات في مرحلة ما بعد عام 2003.