 استجلاب الملاكات الأجنبيّة مرهون بوجود المركز الوطني

 بغداد/ إياد الصالحي

شهد مركز الموهبة في منطقة الغزاليّة بقضاء الكرخ، أمس الإثنين، ختام المهرجان الكروي لفئتي البراعم والأشبال الذي أقامه المركز التابع للاتحاد العراقي لكرة القدم، واستمرَّ ثلاثة أيام، بمشاركة أكثر من 400 موهوب، وسط حضور كبير لعوائلهم التي أثنت على عمل المدرّبين والمُشرفين، ودعم وزارة الشباب والرياضة واتحاد كرة القدم المؤسّستين المسؤولتين عن المركز.

وقال محمد كاظم، المدير الفني لمركز الموهوبة في الكرخ، لـ (المدى) " دأب مركزنا على إقامة المهرجان بداية كل أسبوع مع أكاديميّة مُعيّنة، يتضمَّن مشاركة أربع فئات لمواليد 2013-2012 و2011-2010 و2009-2008 و2007، لمعظم مراكز العراق التي تُعنى بالمواهب، وتم اختيار أكاديميّات مميّزة، وهي الشعلة بإشراف رافد إبراهيم، والتاجي لعلي مهاوي، وأبو غريب لحسين أحمد صفر، والحرية محمد العمادي، والغزاليّة لحسن كولي وحي الجهاد لعدي علي، وتم تقييمهم كرياضيين مميّزين في متابعة لاعبيهم وحثّهم على الالتزام بالنواحي القانونيّة والأخلاقيّة والتربويّة والرياضيّة".

إشاعة البهجة والسرور

وأوضح " في مهرجان العُطلة الربيعية، تم تنظيم مسابقات لمواليد 2013-2012 يوم السبت 11 شباط الحالي، ومواليد 2011-2010 يوم الأحد 12 منه، ولمواليد 2009-2008 أمس الإثنين، ولم نجرِ أي منافسة لمواليد 2007 في هذا المهرجان الذي أشاع البهجة والسرور بين عوائل اللاعبين الصغار حيث أسهموا في مساندة مشروع رعاية الموهوبين، وتم تقديم هدايا شخصيّة من المدرّبين والمُشرفين للاعبين الجيّدين تثميناً لجهودهم وحرصهم على التميّز بين أقرانهم".

وأفاد بخصوص هدف المهرجان " كان الغرض منه زيادة القابليّات المهاريّة والبدنيّة للاعبين، من خلال احتكاكهم مع نُظراء أكثر عُمراً منهم بسنة أو سنتين، وذلك لكون بعض الفرق الأهليّة الخاصّة بأعمار صغيرة لا تلتزم بفارق السنة والسنتين، ومع ذلك نجد لاعب المركز أكثر اندفاعاً وحماسة من أجل إثبات سلامة المنهج المقدّم له من مدرّبيه، ورغبته في النجاح، وبذل الجهد لنيل الإطراء والتثمين المعنوي المهم جداً لفئتهِ السنيّة كي يدرك أنه في الطريق الصحيح حتى يبلغ مرحلة النُضج الكروي".

مصير العقود!

وبشأن مصير المدرّبين والمُشرفين العاملين في مركز الموهبة من عدم تجديد عقودهم حتى الآن، قال " نجهل أيّة معلومة عن موقف وزارة الشباب والرياضة الجهة التي نرتبط بها إداريّاً وماليّاً، واتحاد كرة القدم المعني بنا فنيّاً من مسألة تجديد عقودنا المُنتهية في 31 كانون الأول عام 2022 من عدمهِ، هل هناك مشروع جديد؟ هل في النيّة إجراء تغييرات في الملاكات المُشرفة والتدريبيّة؟ لا نعلم، لهذا لم نشأ ترك المركز لئلّا نؤثّر على نفسيّة الصغار الذين نعِدَهُم ثروة بشريّة مهمّة لمستقبل الكرة العراقيّة، ونعرف امكانات كلّ لاعب، ونتمنّى استمرار مشروعنا معهم".

وبيّن " في كل دول العالم تُثبّت فقرة في نهاية بنود التعاقد مع المُشرفين والمدرّبين العاملين في مراكز الموهبة، تشير الى أنه يُجدَّد العقد تلقائيّاً، أو يتمُّ تقييم المُتعاقد معه خلال فترة شهر من انتهاء عقده لغرض حسم التجديد له من عدمهِ، أما هُنا فقد عملنا لمدّة 18 شهراً حتى الآن، ونترقّب إجراءات وزارة الشباب والرياضة واتحاد كرة القدم المرتبطة بتأخّر إقرار ميزانيّة الدولة للعام 2023، وكنّا نتقاضى رواتبنا بصورة منتظمَة طوال الأشهر السابقة وتوقّفت لشهر كانون الثاني الماضي، وها نحن نُكمل نصف شهر شباط، ولا نعرف هل سيتم صرف الراتب أم لا"؟

آلية قيد الدراسة

وأردف " هناك اهتمام كبير من وزارة الشباب والرياضة بأنشطة المركز، وتم تغطية المهرجان من قبل إعلام الوزارة، وأشاد مستشار وزارة الشباب والرياضة لشؤون الرياضة د.حسن علي كريم الحسناوي بعمل المركز، وأكّد أن هناك آليّة جديدة تخدم العمل مع الموهوبين قيد الدراسة ويُمكن أن تسهم في تطوير قدراتهم الذهنيّة والمهاريّة، والعمل مستمرّ مع قاعدة كرة القدم وغيرها من الألعاب وفقاً لدراسة أعدّت للنهوض بالرياضة أكاديميّاً بالتنسيق مع الاتحادات الرياضيّة المعنيّة بها".

وأبدى محمد رأيه بشأن الاستعانة بملاكات تدريبيّة أجنبيّة تخطّط لخمس أو عشر سنوات للفئات العمريّة في العراق، وتطوِّر مناهج العمل معها، قائلاً " أتفقُ مع سعي اتحاد كرة القدم بقيادة الكابتن عدنان درجال على هكذا نقلة نوعيّة في العمل الفني مع الفئات العمريّة في ضوء تجارب مميزة سابقة للعراق مع أجيال قدّمت أفضل النتائج في بطولات قاريّة وعربيّة برفقة المدرّب الأجنبي، مثل المدرب اليوغسلافي آبا الحائز على بطولة شباب آسيا عام 1977 في طهران، والمدرب الإنكليزي وليم إسبري الذي حقّق مركز الوصيف لشبابنا في بطولة كأس فلسطين الثالثة للشباب في بغداد عام 1989 والتي ظفر بها المنتخب المغربي الشقيق".

المركز الوطني

واستدرك " لابد أن يُهيّأ مركز وطني كبير للمدربين الأجانب المُزمع استجلابهم للعمل مع الموهبة العراقيّة تؤمَّن فيه كُلّ مستلزمات نجاحه، وكان مُخطّط لهُ أن يقام في موقع وزارة الشباب والرياضة ويتضمّن قاعات دراسية وللاجتماعات وأخرى فنيّة وعروض وملاعب للتدريب، وبخلاف ذلك سيكون العمل عشوائي، وأن تنقّلات المدربين الأجانب بين الكرخ والرصافة ستكون صعبة جداً، كما إن المُدرب والمُشرف والمُحاضر العراقي لا يقلُّ كفاءة عن الملاكات الأجنبيّة المُراد التعاقد معها".

واختتم محمد حديثه " أن وزارة الشباب ممثلة بـ د. حسن الحسناوي وعامر طالب ود.موفق عبدالوهاب ود.علاء عبدالقادر كانوا قد أبدوا في أوقات سابقة ملاحظات طيّبة بحقِّ الملاك المُشرف على مركز الموهبة في الكرخ، وكذلك د.شامل كامل ود.وسام نجيب صليوة في اتحاد كرة القدم عَقَدا معنا اجتماعات دوريّة ومناقشة مناهج التدريب مع شرح الوحدة التدريبيّة وعروضها وماهيّة الأفكار المتداولة خلال الأشهر الثلاثة القادمة، أما اليوم فالصورة مُبهمة قيد المُراجعة من قبل الوزارة والاتحاد بانتظار القرار الذي يُحدّد مستقبل مركز الموهبة".