رعد العراقي
يبدو أن الساحة الكرويّة العراقيّة ستبقى مُزدحمة بالأحداث الساخنة، وأصبحت صغائر الأمور تنال حصّتها الكبرى من النقاشات واختلاف الآراء لتظهر مشكلتها بحجم وأهمية أكثر.
وربّما تكون هذه الظاهرة تشكّل حالة متقدّمة تصبُّ في صالح ترسيخ حريّة الرأي ضمن أجواء الديمقراطيّة وإن كثُرتْ مفاهيمها وتعدَّدتْ طُرق تطبيقها كلا حسب تفسيره أو بالأصحّ حسب ما تلبّي طموحه ورغباته!
أختلطت الأوراق، وتاهت الحقيقة وسط إلغاء الحدود الحمراء والخضراء، وغياب مُحاسبة من ينسج الاتهامات دون دليل، ويتفنّن في طعن سُمعة وتاريخ الآخرين تحت باب الحريّة والقفز بأقصر الطرق الى المناصب المُغرية لتثبت بما لا يقبل الشكّ مقولة أحد الأبرار الصالحين (أن للكرسي سطوة لا تقاوم).
وأكاد أجزم أن أكثر فصول الإثارة في الشارع الرياضي هي قضيّة إجراء التغييرات في النظام الأساسي للاتحاد العراقي لكرة القدم بين موافق ومعارض، حسب التوافقات والمصالح التي أكلت من جُرف استقرار اللعبة بُعيد إنجاز خليجي البصرة الكبير 19 كانون الثاني 2023.
وأظهرت تلك القضيّة صراعات غير مألوفة استخدمت أساليب تجاوزت حدود المنافسة الشريفة وبإدارة أيدٍ خفيّة تحرّكها مصالح شخصيّة ضيّقة تهدف الى كسب الأصوات لمسؤول في الاتحاد حتى وإن كان قد أثار الجدل في عمله خلال الدورة السابقة! وبقي الجمهور الرياضي يجهل مَنْ الصالح ومَنْ الطالح وسط ضجيج إعلامي معروف النوايا وغايات التصيّد لمثل هكذا أزمة!
ولأجل أن نضع الأمور في نصابها، وقبل اتهامنا بالإنحياز الى طرف معيّن مع السعي لبناء قاعدة تستند إليها الجماهير لقراءة الأحداث بشفافيّة وتقول كلمتها بكلّ ما يجري بحياديّة تامة ودون تأثير وصولاً الى ترسيخ الثقة بالاشخاص المناسبين لخدمة الكرة العراقية، نقول نحن مع:
* حريّة الرأي وإرساء الأسس الديمقراطيّة في العمل الرياضي.
* أن يتولّى الشخص القيادي في الاتحاد سياسة ذكيّة لاحتواء الأزمة بخبرة إداريّة وعلميّة تسبقهما اخلاصه وانتمائه الوطني الحقيقي لمنع استغلال قضيّة تغيير النظام الأساس بشان نظام الدوري الممتاز وبقية المسابقات في زعزعة اللعبة وهم تنعم بالهدوء استعداداً للمرحلة المقبلة.
* أن تُقدّم الأفكار والخطط المعنيّة في تطوير مسابقات الاتحاد مكتوبة وصريحة ليطلع عليها الجميع ويكون ملزماً بالتطبيق الفعلي، لا أن يلجأ البعض للبرامج الحواريّة بقصد تشويه سُمعة خصمه!
* محاسبة أي مقصّر أو سارق مهما كان عنوانه إذا ثبت بالدليل القاطع إدانته في موضوع صرفيّات خليجي 25 التي يثار حول الجدل في وسائل الإعلام كي ننتهي من هذا الملف!
ونقول أيضاً نحن ضد:
* انتهاج الأسلوب الخاطىء في التعبير عن الآراء وتحويلها من حريّة رأي الى وسيلة اعتداء على الآخرين!
* أن يستغلَّ بعض المنتفعين الأجواء المتشنّجة ومشاعر الجماهير لفرض سطوته على الاتحاد مُدافعاً عن المصلحة الشخصيّة!
* التشهير والإساءة ورمي التُهم جزافاً من دون أدلّة ثبوتيّة!
* الوعود الشفويّة غير المدروسة، والتي أصبحت أحّد فنون الدعاية لكسب الأصوات دون أن يكون لها رقابة أو حساب في المستقبل.
ومتى ما وضعنا تلك الأسس في نظر الاعتبار عند التقييم أو طرح الآراء سنكون قد حقّقنا غايتين، الأولى تطبيقنا لمفهوم الحريّة والعمل الديمقراطي بصورة صحيحة، والثانية عدم تكرار اختيار الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب مهما حاول اقناع الهيئة العامة ببرنامجه!
باختصار صريح وواضح.. أن ثقة الجماهير الرياضيّة لن تُمنح إلا لمن يستحقّ ويدرك معنى إسعاد الملايين منهم لتحقيق الانجازات ورؤية الكرة العراقيّة في أوج تألّقها إقليميّاً وآسيوياً.