TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > باختصار ديمقراطي: صغائر كرتنا مُشكلة كبرى!

باختصار ديمقراطي: صغائر كرتنا مُشكلة كبرى!

نشر في: 13 فبراير, 2023: 11:01 م

 رعد العراقي

يبدو أن الساحة الكرويّة العراقيّة ستبقى مُزدحمة بالأحداث الساخنة، وأصبحت صغائر الأمور تنال حصّتها الكبرى من النقاشات واختلاف الآراء لتظهر مشكلتها بحجم وأهمية أكثر.

وربّما تكون هذه الظاهرة تشكّل حالة متقدّمة تصبُّ في صالح ترسيخ حريّة الرأي ضمن أجواء الديمقراطيّة وإن كثُرتْ مفاهيمها وتعدَّدتْ طُرق تطبيقها كلا حسب تفسيره أو بالأصحّ حسب ما تلبّي طموحه ورغباته!

أختلطت الأوراق، وتاهت الحقيقة وسط إلغاء الحدود الحمراء والخضراء، وغياب مُحاسبة من ينسج الاتهامات دون دليل، ويتفنّن في طعن سُمعة وتاريخ الآخرين تحت باب الحريّة والقفز بأقصر الطرق الى المناصب المُغرية لتثبت بما لا يقبل الشكّ مقولة أحد الأبرار الصالحين (أن للكرسي سطوة لا تقاوم).

وأكاد أجزم أن أكثر فصول الإثارة في الشارع الرياضي هي قضيّة إجراء التغييرات في النظام الأساسي للاتحاد العراقي لكرة القدم بين موافق ومعارض، حسب التوافقات والمصالح التي أكلت من جُرف استقرار اللعبة بُعيد إنجاز خليجي البصرة الكبير 19 كانون الثاني 2023.

وأظهرت تلك القضيّة صراعات غير مألوفة استخدمت أساليب تجاوزت حدود المنافسة الشريفة وبإدارة أيدٍ خفيّة تحرّكها مصالح شخصيّة ضيّقة تهدف الى كسب الأصوات لمسؤول في الاتحاد حتى وإن كان قد أثار الجدل في عمله خلال الدورة السابقة! وبقي الجمهور الرياضي يجهل مَنْ الصالح ومَنْ الطالح وسط ضجيج إعلامي معروف النوايا وغايات التصيّد لمثل هكذا أزمة!

ولأجل أن نضع الأمور في نصابها، وقبل اتهامنا بالإنحياز الى طرف معيّن مع السعي لبناء قاعدة تستند إليها الجماهير لقراءة الأحداث بشفافيّة وتقول كلمتها بكلّ ما يجري بحياديّة تامة ودون تأثير وصولاً الى ترسيخ الثقة بالاشخاص المناسبين لخدمة الكرة العراقية، نقول نحن مع:

* حريّة الرأي وإرساء الأسس الديمقراطيّة في العمل الرياضي.

* أن يتولّى الشخص القيادي في الاتحاد سياسة ذكيّة لاحتواء الأزمة بخبرة إداريّة وعلميّة تسبقهما اخلاصه وانتمائه الوطني الحقيقي لمنع استغلال قضيّة تغيير النظام الأساس بشان نظام الدوري الممتاز وبقية المسابقات في زعزعة اللعبة وهم تنعم بالهدوء استعداداً للمرحلة المقبلة.

* أن تُقدّم الأفكار والخطط المعنيّة في تطوير مسابقات الاتحاد مكتوبة وصريحة ليطلع عليها الجميع ويكون ملزماً بالتطبيق الفعلي، لا أن يلجأ البعض للبرامج الحواريّة بقصد تشويه سُمعة خصمه!

* محاسبة أي مقصّر أو سارق مهما كان عنوانه إذا ثبت بالدليل القاطع إدانته في موضوع صرفيّات خليجي 25 التي يثار حول الجدل في وسائل الإعلام كي ننتهي من هذا الملف!

ونقول أيضاً نحن ضد:

* انتهاج الأسلوب الخاطىء في التعبير عن الآراء وتحويلها من حريّة رأي الى وسيلة اعتداء على الآخرين!

* أن يستغلَّ بعض المنتفعين الأجواء المتشنّجة ومشاعر الجماهير لفرض سطوته على الاتحاد مُدافعاً عن المصلحة الشخصيّة!

* التشهير والإساءة ورمي التُهم جزافاً من دون أدلّة ثبوتيّة!

* الوعود الشفويّة غير المدروسة، والتي أصبحت أحّد فنون الدعاية لكسب الأصوات دون أن يكون لها رقابة أو حساب في المستقبل.

ومتى ما وضعنا تلك الأسس في نظر الاعتبار عند التقييم أو طرح الآراء سنكون قد حقّقنا غايتين، الأولى تطبيقنا لمفهوم الحريّة والعمل الديمقراطي بصورة صحيحة، والثانية عدم تكرار اختيار الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب مهما حاول اقناع الهيئة العامة ببرنامجه!

باختصار صريح وواضح.. أن ثقة الجماهير الرياضيّة لن تُمنح إلا لمن يستحقّ ويدرك معنى إسعاد الملايين منهم لتحقيق الانجازات ورؤية الكرة العراقيّة في أوج تألّقها إقليميّاً وآسيوياً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي

إدارة الاقتصاد العراقي: الحاجة الملحة لحكومة اقتصادية متخصصة

د. سهام يوسف بعد مصادقة المحكمة الأتحادية على نتائج الانتخابات الأخيرة، يقف العراق على أعتاب تشكيل حكومة جديدة. هذه الحكومة ستكون اختبارًا حقيقيًا لإصلاح الاقتصاد العراقي المتعثر، حيث تتوقف عليه قدرة البلاد على مواجهة...
سهام يوسف علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram