هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم تركوا أثراً طيباً خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر وكافأتهم الجماهير بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي.
(المدى) تحاول الغور في مسيرة نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عـدة على اعتزالهم اللعب حتى أن قسماً منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى.
زاوية (نجوم في الذاكرة ) تستعرض في حلقتها 151 مسيرة لاعب وسط فرق التجارة والكرخ والزوراء والمنتخبات الوطنية السابق عصام حمد الذي وُلـِد عام1973 ولعب أكثر من "25" مباراة دولية حيث سيجد فيها القارئ الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة.
بـدايـاته
منذ نعومة أظفاره بدأ اللاعب عصام حمد ممارسة لعبة كرة القدم مع أقرانه وبعد أن اشتد عوده أخذ يمارس اللعبة مع زملائه في المدرسة ومن ثم مع الفرق الشعبية التي أكدت ثقته بقدراته وشجعته للانضمام إلى شباب فريق التجارة عام 1989 تحت إشراف المدرب جبار خلف حيث بدأ مع هذا الفريق يسلك الخطوات الصحيحة مع لعبة كرة القدم فنياً وخططياً، وفي عام1990 وبعد حالة التجديد التي تعرض لها نادي الرشيد الذي تغيـَّر اسمه إلى نادي الكرخ قرر عصام حمد التوجه نحو هذا الفريق الذي كان يضم مجموعة من اللاعبين الكبار أمثال كريم علاوي وشرار حيدر ومظهر ومنذر خلف.
وقد استطاع اللاعب عصام حمد أن يؤكد وجوده مع فريق الكرخ بعد أن بات من لاعبيه الأساسيين ، إذ اخذ مستواه بالتصاعد من مباراة إلى أخرى وقد استمر مع الكرخ لمدة موسمين ليقرر بعدها الانتقال إلى الزوراء.
نقطة التحول
في موسم1992 ـ1993 قررت الهيئة الإدارية لنادي الزوراء تجديد عقدها مع المدرب المعروف أنور جسام ومنحته الفرصة في تجديد صفوف الفريق بالطريقة التي يراها مناسبة خصوصاً بعد أن بدأ نظام الاحتراف يُطبـَّق بصورة أولية في ذلك الموسم.
وبالفعل بدأ جسام بضم مجموعة رائعة جداً من اللاعبين الذين اعتمدت عليهم انجازات الزوراء طوال العقد التسعيني وكان اللاعب الشاب عصام حمد أحدهم.
وخلال تدريبات الزوراء التي سبقت مشاركته في بطولة كأس الأندية الآسيوية عام1992 بدأ اللاعب عصام حمد يلفت الأنظار إلى مستواه وجسام يشجعه باستمرار ويمنحه واجبات مركزة في وسط الملعب خلال الوحدات التدريبية، إلا أنه تركه في بغداد ولم يصطحبه معه إلى الهنـد بسبب قلة خبرته وتقليص عدد اللاعبين، إلا أن هذا القرار لم يثـنِ عزيمة اللاعب عصام حمد الذي كان يرغب بإيصال رسالته الكروية إلى كل الجمهور العراقي من خلال بوابة الزوراء.
لكن رحلة الزوراء إلى الهند كانت كئيبة بعد أن خرج خاسراً بفارق الأهداف مع نادي ايست بنغال 4 ـ 6 في مجموع المباراتين، الأمر الذي أدى الى استقالة جسام من تدريب الزوراء وأُسندت المهمة بشكل مؤقت إلى كابتن الزوراء آنذاك عبد الأمير ناجي الذي حاول من خلال الوحدات التدريبية أن يخلص الفريق من الحالة النفسية الصعبة التي خلفتها رحلة الهند من خلال بعض التمارين الفكاهية.
تأكيد الوجود
صادف أن انطلقت بطولة المثابرة وكان يومها على الزوراء أن يلتقي نادي الشرطة الذي يقود هجومه الهداف يونس عبد علي حيث عانى الزوراء من غياب المدافع سلام هاشم الذي تعرض إلى إصابة ، لكن عصام حمد طلب من مدربه أن يتولى مهمة مراقبة يونس عبد علي في تلك المباراة وبالفعل نجح نجاحاً كبيراً جداً وتمكن الزوراء يومها من الخروج فائزاً بخمسة أهداف مقابل هدف واحد لتكون هذه المباراة هي ولادة نجم جديد للزوراء والكرة العراقية اسمه عصام حمد.
وبعد ابتعاد عبد الأمير ناجي أُنيطت المهمة بشيخ المدربين الراحل عمو بابا الذي وجد في اللاعب عصام حمد كل المواصفات التي يبحث عنها حيث نجح الزوراء في ذلك الموسم من خطف لقبي الدوري والكأس تحت إشراف بابا ومع أول تواجد لعصام حمد في صفوفه.
وفي موسم1994 ـ1995 حظي عصام حمد بثقة مدرب الزوراء الجديد عامر جميل ثم بديله عدنان حمد وتواصلت النجاحات حيث شهد ذلك العام اختيار عصام حمد إلى صفوف المنتخب الأولمبي الذي شكـَّله المدرب أنور جسام وتمكن من الفوز في بطولة لال نهرو الدولية في الهند ثم بطولة مرديكا الدولية في ماليزيا وكان عصام حمد من أبرز لاعبي المنتخب الأولمبي في هاتين البطولتين ، ونظراً لمستواه الجيد ولقوة شخصيته منحه جسام شارة الكابتن للمنتخب الأولمبي الذي شارك في تصفيات أتلانتا التي كان قريباً من الوصول إلى نهائياتها لولا الهدف الذهبي الذي سجله المنتخب السعودي.وفي عام 1996 خاض عصام حمد تجربة احتراف مع نادي الخور القطري، إلا أنه سرعان ما أنهاها وعاد من جديد الى الزوراء.
مع المنتخب
في دورة أمم آسيا التي جرت في الإمارات عام 1996 زج المدرب يحيى علوان اللاعب عصام حمد في التشكيلة الأساسية في وسط الميدان إلى جانب مجموعة من اللاعبين الجدد أمثال حسام فوزي، حيدر محمود، خالد صبار، وليد خالد وكان عصام حمد عند حسن الظن بعد أن ظهر بصورة طيبة.
وبعد ذلك لم تكن تشكيلة المنتخب الوطني مستقرة لا من ناحية التشكيلة ولا من ناحية الطواقم التدريبية وهذا الأمر أثـَّر بعض الشيء على حالة الانسجام التي عانى منها المنتخب لكن مع ذلك تواجد عصام في بعض البطولات الدولية ومنها الدورة العربية في الأردن عام 1999 ونهائيات بطولة أمم آسيا في لبنان وقبلها بطولة غرب آسيا في الأردن وتصفيات كأس العالم عام2001، ثم توجه بعد ذلك للاحتراف مع نادي صيدا اللبناني عام 2002 ومن ثم احترف مع نادي تشرين السوري عام 2004 وبعده نادي الساحل اللبناني لتكون محطته الأخيرة في الملاعب مع نادي اليرموك الأردني عام 2006 كما مثل نادي الشرطة في بطولة الأندية الآسيوية.
تمثيله المنتخب الآسيوي
في عام2000 دعا الاتحاد الآسيوي لكرة القدم اللاعب عصام حمد للعب مع المنتخب الآسيوي الذي أُطلق عليه اسم " منتخب نجوم آسيا " للمشاركة في مهرجان اعتزال اللاعب الإيراني محمد خان وبرغم أنه أهدر ركلة جزاء في تلك المباراة الاستعراضية، إلا أنه كان لاعباً مميزاً نال رضا جميع زملائه في المنتخب الآسيوي.
مميزاته
يمتلك اللاعب عصام حمد الكثير من المميزات الرائعة لعل في مقدمتها القيادة داخل الميدان والقدرة على التحرك والتصرف بما يخدم وحدة الفريق الذي يلعب له، فضلاً عن ذلك لديه قدرة هائلة في تعطيل منافسيه داخل الميدان وشل كراتهم وهذا الأمر جعله لاعباً مهماً طوال تواجده في الزوراء، كما يمتلك قدرات أخرى منها المساندة الهجومية وإجادته ألعاب الهواء وتسديد الركلات الثابتة وركلات الجزاء.
أجمل أهـدافـه
سجل عصام حمد العديد من الأهداف الجميلة منها هدفه الرائع في مرمى الجوية وهدفه للمنتخب الوطني في مرمى المنتخب الليبي في الدورة العربية التاسعة في الأردن بضربة رأس جميلة عام 1999، فضلاً عن هدف آخر للزوراء في مرمى النادي العربي القطري.
أعــز مبارياته
خاض عصام حمد الكثير من المباريات الجميلة، إلا أنه يعتز بمباراة الزوراء والشرطة في عام 1993 وكذلك مباراة الزوراء والقوة الجوية في افتتاح الدوري عام 1995 ومباراة العراق وإيران في بطولة أمم آسيا عام1996.
أبـرز المدربين
أنور جسام، عمو بابا، عامر جميل، أكرم سلمان، عدنان حمد ، صباح عبد الجليل وثائر جسام .
محطتان تدريبيتان
بعد اعتزاله اللعب توجه عصام حمد إلى عالم التدريب حيث أشرف مع زميله حيدر محمود على فريق الزوراء لمدة قصيرة ثم قـاد في بداية الموسم الماضي فريق الكرخ.