TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > معالي الكلمة: كُرتنا وأجيال المستقبل

معالي الكلمة: كُرتنا وأجيال المستقبل

نشر في: 15 فبراير, 2023: 11:42 م

 عمـار سـاطع

أكاد أجزم أن التوجّه الجديد في سياسة اتحاد كرة القدم المُقبلة، تتمحور في قضيّتين مهمّتين، تنفيذ فكرة إقامة أوّل دوري للمحترفين الموسم 2024 - 2023، وقبلها الاهتمام بالفئات العمريّة كونها الأساس في بناء الأجيال اللاحقة بالشّكل الصحيح، والطريقة الأسلم للاستمرار وديمومة العمل ورفع راية اللعبة بتعاقب اللاعبين وتمثيل الوطن في المحافل الخارجيّة.

وفي الواقع، إن ما لفتَتْ انتباهي هي ضرورة الاهتمام بالفِئات العمريّة عبر خلق نظام جديد يوازي ما معمول به في دول المنطقة من خلال رعاية المواهب والأخذ بأيدي اللاعبين اليافعين، وصقلهم بالشكل الأمثل، ووضعهم على الطريق الصحيح والاسهام في إيجاد مراكز تدريبيّة وأكاديميّات تهتمّ بصناعة اللاعبين، وترفع قابليّاتهم وتؤسِّس لمدارس غايتها الانتقاء النوعي.

لا أريد التدخّل في قضايا فنيّة بحتة ترتبط بشريحة مهمّة وواسعة همّها كيفيّة لعب كرة القدم، اللعبة الشعبيّة الأولى، وكيفيّة تنظيم هذه الشريحة بدءاً من فِئة البراعم والأشبال مروراً بالناشئين والشباب وانتهاء بفئتي الرديف والأولمبي العُمريّة، لكن الحقيقة هي أن الأساس في تكوين اللاعبين وتشخيص مستوياتهم والتعرّف على قابليّاتهم بعيداً عن الوساطات والمعرفة التي دائماً ما تكون سبباً في إبعاد المواهب بمقابل ضمّ لاعبين لديهم علاقات تؤثّر داخل الوسط الرياضي عموماً، والكروي على وجه الخصوص، وكانت سبباً رئيسيّاً في حرمان العديد من الأسماء والمواهب عن البروز للواجهة!

هذا كُلّه من بين الأسباب التي أوقعت فرق الفئات العمريّة في الأندية أوّلاً والمنتخبات ثانياً في مطبّات وارهاصات ومشاكل كثيرة، وكانت من بين المسبّبات التي أوصلتنا الى التخلّص من لاعبين نتيجة التزوير في أعمارهم أو التشكيك في تحقيق الإنجاز، مقابل تهميش قدرات مركونة والتفريط بلاعبين كان لوجود بعضهم مهمّاً ولو تواجد البعض الآخر لكانت النتائج بمعالم خالصة بعيدة عن الفوضويّة التي عاشتها مرحلة الفئات العمريّة برغم عِلم الجميع أن هذه المرحلة هي الأساس في تكوين اللاعبين.

وهنا أشير الى أهميّة انفتاح الاتحاد العراقي لكرة القدم على وزارة التربية عبر إيجاد المنفذ الفني الذي يشمل لاعبين في المدارس في عموم البلاد، وتشكيل لجان من ذوي الاختصاص واختيارهم بعناية فائقة لتشمل التربويين والكشّافين والعاملين في حقل المراحل العمريّة، وإبرام اتفاق عام وشامل يشتمل على إعادة درس الرياضة الى مكانته الصحيحة، وإقامة دوريّات تنشيطيّة لفرق مدارس وزارة التربية بطريقة تنافسيّة تُضاهي بطولات دوري الفئات العمريّة للكشف عن الخامات المركونة والمُهمّشة وإجراء نهائيّات دوري المدارس للمراحل الابتدائيّة والمتوسّطة والثانويّة.

ثورة بناء أجيال كرة القدم بحاجة ماسّة الى رعاية حكوميّة خالصة أوّلاً مع الاستمرار في ذلك بأجندة فعّالية وبرنامج عمل طويل الأمد، مع ضرورة اتباع الخُطط التربويّة والبرامج العلميّة وصولاً الى تحقيق الأهداف المرجوّة، بمقابل منح درجات الى المتفوّقين بالدراسة والفائزين لاضفاء أجواء التنافس بين الطلبة اللاعبين من جهة، وإشعارهم بالاهتمام الحكومي بهم وبالرياضة ثانياً.

وما تناولناه أعلاه سيكون من بين النقاط المهمّة للغاية فيما بعد، إذ أن فرق الفئات العمريّة في الأندية الرياضيّة ستبحث عن اللاعبين الطلبة أوّلاً من أجل ضمّهم في دوريات رسميّة ومُنتظمة ويصبُّ ذلك كلّه في صالح اللعبة مع إجراء دوريّات المحافظات ومن ثم المناطق وإقامة منافسات بطولات الجمهوريّة وإقامة مباريات فرق الفِئات المختلفة قبل إقامة دوريّات المتقدّمين الكبار، وإجبار الأندية على تشكيل فرق الأشبال والناشئين والشباب ليكون كلّ ذلك سلاح يُعتمد وتمنح على أساسه الأندية تخصيصات ماليّة بالتنقيط والتقييم الرسمي من وزارة الشباب والرياضة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram