من بين مظاهر المدنية في العالم المتحضر وجود مجتمع مدني ناهض وفعال، وهذا الامر يعتمد في وجوده على شيوع واستقرارسلم اهلي مكين، تزدهر في احضانه منظمات متعددة للمجتمع المدني، ولعلنا شهدنا هذا الامر كعراقيين زمن العهد الملكي، حيث انتشار الجمعيات والمنظمات المدنية الممثلة لكل الوان الطيف العراقي فضلا
عن وجود فعال لنقابات العمال وغيرها من شرائح المجتمع الاخرى، وقد كان لها دور حاسم في النضال الطبقي السلمي لاقرار حقوق الطبقات الاكثر مظلومية في المجتمع العراقي.فيما بعد تعرض اداء تلك النقابات الى الكثير من ضغوطات السلطات المتعاقبة، اذ عدتها عدوا يشكل خطرا داهما على وجودها واستمرارها في التحكم برقاب الناس، حتى وصل الامر الى إلغائها بنحو شبه كامل ابان العهد الصدامي البغيض.. واليوم وبعد ان تحول نظام الحكم لدينا الى ديمقراطي تعددي، تحدث سابقة خطيرة تضرب التجربة الديمقراطية في الصميم وتشكل بذرة ردة ظلامية، يمكن من خلالها للدكتاتورية أن تطل بظلالها القاتمة من جديد.القرارات الأخيرة بإلغاء النقابات كهرباء/ نقل / نفط امر لا تخدم عهدنا الجديد، بل يشكل خرقا لمتطلباته، ينبغي الوقوف عنده ومواجهته بشجاعة.
انتباه
نشر في: 30 يوليو, 2010: 05:18 م