ذي قار/ حسين العامل
كشف الناشط البيئي جاسم الاسدي عن تفاصيل اختطافه والافراج عنه، مبيناً ان مجموعة مسلحة اعترضته على الطريق السريع في بابل وعلى مقربة من دورية أمنية واقتادته إلى جهة مجهولة، مشيرا الى تعرضه للتعذيب على مدى 15 يوماً، وفيما كشف أن الجناة كانوا يهدفون لثنيه عن الدفاع عن سكان الاهوار ومنعه من الحديث عن الجفاف، لم يستبعد ارتباطهم بجهات خارجية.
وكان قائممقام قضاء الجبايش الاسبق بديع لبنان الخيون قد أعلن في ساعة متأخرة من ليل الاربعاء (15 شباط 2023) الافراج عن الناشط البيئي جاسم الاسدي بعد 15 يوما من اختطافه على يد مسلحين مجهولين.
وقال الخيون لـ (المدى)، إن "جاسم الاسدي وصل الى مركز الاهوار العراقية في قضاء الجبايش (90 كم شرق الناصرية) واخذ يستقبل حشود الاهالي رغم ما يعانيه من اثار الاختطاف".
وبدوره، قال المدير الاقليمي لمنظمة طبيعة العراق جاسم الاسدي في اتصال هاتفي مع (المدى)، إن "المجموعة التي اختطفتني هي مجموعة مسلحة غير حكومية خارجة عن القانون ولا اشك مطلقا ان لها ارتباطات خارج الحدود، وهي لا تريد الخير للبلد ولا رفاهية السكان المحليين".
وتابع الأسدي، أن "الجهات التي لا تحترم الاخر وثقافة واختلاف الاخر يمكن ان تفعل كل شيء".
وأشار، إلى "تعرضي للاستجواب والتحقيق ولأقسى انواع التعذيب على مدى 15 يوماً"، واردف ان "أشكال التعذيب لا تخطر على بال أحد".
وعن اسباب اختطافه، قال الاسدي ان "اسئلة واجراءات التحقيق كانت تهدف لثنيي عن العمل في الاهوار والمطالبات بالمياه وعدالة توزيعها ناهيك عن ثنيي عن مؤازرة السكان المحليين".
ولفت، إلى أن "الخاطفين كانوا يريدون ان اكون شخصاً سلبياً تجاه البيئة وان اتجاهل ما تتعرض له من جفاف وما يتعرض له السكان من حرمان".
وشدد الاسدي، على أن "الخاطفين كانوا يعتقدون انهم ان تمكنوا من كسر جاسم الاسدي وثنيه عن قضيته سيثنون الاخرين"، وزاد ان "هذا الاختطاف سيزيدني اصرارا من اجل الناس والطبيعة وبيئتها".
وأفاد، بأن "ما تلقيته من دعم وتضامن كبيرين من الاهالي والسكان المحليين والناشطين والمنظمات والجهات العراقية والدولية يجعلني اتمسك بالقضية التي اختطفت بسببها وسأواصل ذات الدرب في الدفاع عن بيئة الاهوار وسكانها".
وعد الأسدي، "الافراج لم يتم بسهولة"، ويجد أن "هناك قوة قاهرة وضاغطة هي التي جعلت الخاطفين يفرجون عني".
وتحدث الاسدي عن تفاصيل اختطافه، بالقول "تم اختطافي على الطريق السريع وعند حدود محافظة الحلة مع بغداد مطلع شباط الحالي وفي الساعة العاشرة صباحا"، مبينا ان "جريمة الاختطاف حصلت على مقربة من دورية للشرطة او للجيش".
وتابع، "يبدو اننا (انا وابن عمي) كنا مراقبين منذ خروجنا من مدينة الحلة"، مبينا ان "خمسة اشخاص كانوا يستقلون مركبتين اعترضوا مركبتنا وطوقوها من جميع الجوانب وشهروا السلاح علينا".
وأوضح الأسدي، أن "أحدهم تقدم مني وكان يحمل مسدسا وآلة جارحة وعلى الفور قطع حزام الامان وسحبني وحدي من المقعد الامامي للسيارة واقتادني الى مركبة أخرى، وفي تلك المركبة عصبوا عيني وقيدوا يدي وألقوا بي بين مقاعد السيارة".
وأردف، ان "أحد الخاطفين داس بقدميه على جسدي، واتجهوا بي الى جهة مجهولة لا اعرف حتى الوقت الحاضر اين تقع".
وبين الأسدي، أن "السيارة سارت مسافة طويلة وانه شعر بوجود منعطفات ومطبات حتى وصلت الى المكان الذي جرى احتجازي فيه".
وأكد، "هناك ضربوني على رأسي بقوة مرتين واستبدلوا قيودي بقيود حديدية وقيدوا يدي الى الخلف ورموني في غرفة".
وقال الأسدي، إن "التعذيب بدأ اعتبارا من اليوم الثاني لاختطافي حتى يوم الافراج عني بعد ظهر يوم الاربعاء الماضي".
وكان الاسدي قد دأب على مطالبة دول الجوار بالإيفاء بالتزاماتها الدولية المتعلقة بحصة العراق من المياه محملا اياها والحكومة العراقية مسؤولية جفاف الاهوار وتفاقم معاناة السكان المحليين وصيادي الاسماك ومربي الجاموس وحرمانهم من مصدر رزقهم الوحيد.
وكان قائممقام قضاء الجبايش الاسبق بديع لبنان الخيون قد أكد مطلع شباط الجاري اختطاف المدير الإقليمي لمنظمة طبيعة العراق المهندس جاسم الأسدي، مبينا ان "مجموعة مسلحة اعترضت طريقه عند مدخل العاصمة بغداد واقتادته الى جهة مجهولة".
وأكد الخيون في حديث سابق مع (المدى)، "تشخيص أحد الخاطفين، وفي ضوء ذلك جرى تحرك عشائري من عشيرة الاسدي تجاه عشيرة الشخص المتورط بالخطف والذي يسكن مدينة الحلة وامهلوهم حتى ليل الاحد للإفراج عنه".
واستبعد، "الانباء التي تحدثت عن ارتباط عملية الاختطاف بدوافع تتعلق ببرامج بيئية تتعلق بهور الدلمج".
وتعد منظمة طبيعة العراق التي يعمل فيها الاسدي واحد من أبرز المنظمات البيئية التي تهتم ببيئة ومناطق الاهوار العراقية ولاسيما في مجال الطيور والتنوع الاحيائي وهي من المنظمات المعتمدة ضمن برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP).