بغداد/ حسين حاتم
من جديد، عاد الاضطراب الأمني في قضاء الطارمية شمالي بغداد متزامنا مع زيارة مليونية وسط العاصمة، إذ أسفر تعرض الخميس الماضي عن سقوط ثلاثة شهداء بينهم ضابط وجرح 5 اخرين، مقابل قتل ثلاثة إرهابيين، أحدهم يرتدي حزاما ناسفا.
وأعلنت خلية الاعلام الامني، استشهاد ثلاثة عناصر في الجيش بينهم ضابط رفيع، من جراء تفجير حزام ناسف، أعقب اشتباكات مع مجموعة تابعة لداعش شمالي بغداد. وذكرت خلية الإعلام، في بيان، أن "قوة من لواء المغاوير/ قيادة عمليات بغداد تمكنت من مداهمة وكر لعصابات داعش الإرهابية، وقتل ثلاثة إرهابيين، أحدهم يرتدي حزاما ناسفا وذلك في قضاء الطارمية شمالي العاصمة بغداد". وأضاف البيان أن "ضابطا قتل وجرح آخر ولقي مقاتلان آخران مصرعهما إثر انفجار الحزام الناسف". ويقول الباحث بالشأن الستراتيجي أحمد الشريفي، إن "تهديد داعش لا يزال قائماً، وإن الإرهاب لديه قدرة القيام بعمليات توصف بأنها نوعية".
وأضاف الشريفي، أن "العملية الارهابية الاخيرة في الطارمية فيها بُعدان زماني ومكاني"، مبينا أن "التوقيت لا يخلو من رغبة التنظيم في إعادة إنتاج البعد الطائفي، لاسيما وقت الزيارة وما يترتب عليها من آثار لإثارة النعرات الطائفية والصِدام الطائفي، اما البعد المكاني يتمثل بقدرة العصابات الارهابية على المشاغلة والتعرض لحزام بغداد، ما يعني قدرته على استهداف العاصمة، معقل صنع القرار السياسي".
وأكد، "أهمية ذهاب صانع القرار السياسي باتجاه تفعيل ستراتيجيات الردع، وإعادة النظر بالإشراف والمتابعة والرقابة للمؤسستين الأمنية والعسكرية، واحداث التغيير الجذري والشامل في منظومة القيادة والسيطرة، فضلا عن تعزيز القدرات القتالية للمقاتلين بالجهد التقني القادر على الرصد والإنذار المبكر للقطاعات".
ورأى الشريفي، أن "المناطق الرخّوة أمنياً تشكل حزاماً جغرافياً معقّداً على المستوى العسكري، يمتد لمسافة لا تقل عن 500 كيلومترا تصل إلى مشارف العاصمة بغداد، وهذه ممكن أن تُشكّل روافد لحركة وتنقل العصابات الارهابية بعيداً عن الرصد والاستمكان".
وبين، أن "جغرافية الطارمية صعبة، لذلك يجب تفعيل الدور الأمني والعسكري في المرحلة المقبلة، كون المعركة لا تقتصر على تهديد أمني اقترن بالزيارة الحالية"، مضيفا "على الوزارات الامنية والعسكرية البدء برسم ملامح ستراتيجيات المرحلة المقبلة لتحسين ردود الفعل وما إلى ذلك".
بدوره، يقول عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، ياسر اسكندر وتوت، إن "هناك ضعفاً في الاستخبارات وهجوم الطارمية أحد نتائجه"، مشيرا الى أن "التعرض الاخير يبين وجود تهديد على العاصمة بغداد".
ودعا وتوت، القادة الأمنيين والقائد العام للقوات المسلحة الى "إعادة النظر واختيار الأشخاص المهنيين في عمل الاستخبارات، لأن المعركة الحالية استخبارية".
من جهته يقول، الفريق الركن المتقاعد جليل خلف، إن "الطبيعية الجغرافية في قضاء الطارمية سهلت كثيرا ممارسة النشاطات الارهابية لعصابات داعش". وشدد خلف، على "ضرورة تكثيف الجهد الاستخباري والامني في أطراف العاصمة، وكذلك في المحافظات التي يتواجد فيها الارهاب".
وأشار الفريق المتقاعد الى، أن "حواضن الارهاب في الطارمية هي من تسهل القيام بالعمليات الارهابية من قبل عصابات داعش".
ولفت الى، ضرورة "اعادة النظر بالخطط الامنية؛ إذ ان هناك تقصيراً من قبل الجانب الاستخباري".
ورأى خلف، أن "القادة الامنيين هم من يتحملون مسؤولية الخروقات الاخيرة، كونهم هم المسؤولون عن حفظ الامن والاستقرار".
يشار الى أن قضاء الطارمية شهد أكثر من 20 عملية عسكرية لتطهيره، واشتملت العمليات على مداهمات واشتباكات، لكنه ما يزال بؤرة لعناصر التنظيم منذ أكثر من 6 سنوات.