TOP

جريدة المدى > سياسية > الانفتاح الأمريكي على العراق رسالة إلى الفصائل ومنع تمدد روسيا وإيران

الانفتاح الأمريكي على العراق رسالة إلى الفصائل ومنع تمدد روسيا وإيران

نشر في: 18 فبراير, 2023: 11:27 م

 بغداد/ تميم الحسن

تحاول الولايات المتحدة قطع الطريق امام تمدد روسيا وإيران في العراق بتوسيع العلاقات مع بغداد، في وقت توجه فيه الادارة الامريكية ما وصف بانه «رسالة صلبة» الى الفصائل في العراق إذا ما أرادت استمرار هذه الحكومة.

 وبشكل مفاجئ استدار العراق نحو الولايات المتحدة ووقع مذكرة تفاهم مع شركة «جنرال الكتريك» الامريكية التي كانت متهمة من الإطار التنسيقي الذي يقود الحكومة، بالهيمنة على قطاع الطاقة في البلاد، فيما قالت الخارجية العراقية ان من اولويات الحكومة «ترسيخ العلاقة الصحيحة مع واشنطن».

وحتى الآن لم يزر محمد السوداني رئيس الوزراء الولايات المتحدة وسط ترجيحات بوجود تحفظ من واشنطن على بعض القيادات المشاركة في الحكومة.

والسوداني الذي يزور المانيا للمرة الثانية منذ تسلمه السلطة قبل 3 أشهر، استقبل وفدا من الكونغرس الأمريكي.

وقال مكتب السوداني ان الاخير التقى السيناتور الأمريكي كريس فان هولين، وذلك على هامش مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن.

وذكر البيان أن «اللقاء شهد بحث علاقات التعاون المشترك بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية، وسبل توطيدها في مجالات عدة»، و»تأكيد دعم الإصلاحات الاقتصادية التي تبنتها الحكومة الحالية، والمسار الذي تنتهجه في تنفيذ برنامجها الحكومي».

وتواجه الحكومة صعوبات كبيرة في السيطرة على تهريب الدولار فيما تفرض واشنطن اجراءات مشددة على تداول العملة الصعبة وهو ما يثير مخاوف الإطار التنسيقي من انقلاب الشارع ضده بسبب ما عرف بـ «ازمة الدولار».

وخلال الأسابيع الماضي، قدم السوداني ما اعتبر مؤشرات على مد يد التعاون مع واشنطن من خلال حديث عن مواقفه «غير محدد بسقف زمني» على بقاء القوات الامريكية بالعراق، ورفض استهدافها في الداخل او في سوريا.

بالمقابل تسربت معلومات عن موافقة عراقية على إعادة مد انبوب النفط الى العقبة والتي كانت فصائل مسلحة قد اعتبرته بداية لـ»التطبيع» مع اسرائيل، مقابل تخفيف الإجراءات عن الدولار.

وأمس قالت السفيرة الأميركية في العراق إلينا رومانسكي إن الحكومة الأميركية عازمة على العمل مع رئيس الوزراء محمد السوداني لخلق فرص جديدة في قطاع الطاقة.

وذكرت رومانسكي خلال كلمة لها في المؤتمر الثاني للنفط والغاز في العراق: إن «الولايات المتحدة أطلقت مشروعاً يركز على التطوير الاقتصادي»، لافتة الى أن «واشنطن عازمة على العمل مع رئيس الوزراء لخلق فرص جديدة للبلدين والمنطقة».

وأضافت أن «الشركات الأميركية ستلعب دوراً في تطوير الاقتصاد العراقي والقطاع الخاص»، مبينة أنه «ستتم مناقشة ملف تطوير قطاع الطاقة من قبل الشركات الأميركية مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال مؤتمر ميونخ».

وتابعت رومانسكي أن «الحكومة العراقية تشجع على وجود الشركات الأميركية للعمل في العراق، ويجب وضع خطط جديدة لتوسيع معامل الطاقة وتطوير شبكة الكهرباء».

وجاءت تصريحات رومانسكي بعد يوم من اعلان بغداد التعاقد مع «جنرال الكتريك». وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء ان وزارة الكهرباء وقعت مع الشركة الأمريكية «برعاية رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني».

وكانت الحكومة قد اعلنت الشهر الماضي، ابرام مذكرة تفاهم مع شركة سيمنز الالمانية لإصلاح منظومة الكهرباء في العراق، واعتبر اعضاء في الاطار التنسيقي ان الاجراء الاخير هو «للتخلص من الهيمنة الامريكية» التي تمارس عن طريق جنرال الكتريك.

وقالت زينب الموسوي النائبة عن عصائب اهل الحق الشهر الماضي، إن «الكهرباء حاليا تحت سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى بغداد التحرك للخروج من هذه الوصاية».

وأضافت الموسوي في تصريحات صحفية ان «دخول شركة سيمنز الألمانية إلى العراق يعني الخلاص من الهيمنة الأمريكية على قطاع الطاقة»، مؤكدة أن «شركة جنرال إلكتريك الأمريكية لعبت دورا سلبيا في عدم وصول الكهرباء للعراقيين من خلال عرقلة مشاريع سيمنز عن طريق بعض الادوات السياسية المأجورة».

وبينت الموسوي أن «ملف الكهرباء اداة ضغط رئيسية تستخدم على نطاق واسع من قبل أمريكا للحصول على مكاسب سياسية واقتصادية في العراق».

وفي السياق ذاته قالت سهيلة السلطاني النائبة عن تحالف الفتح وعضو لجنة الطاقة مطلع العام الحالي ان: «شركة جنرال الكتريك الامريكية لعبت دورا سلبيا في عدم وصول الكهرباء للعراقيين».

وسبق ان هاجم «اطاريون» حكومة مصطفى الكاظمي السابقة بسبب تعاقد جرى مع «جنرال الكتريك». وقالت عالية نصيف النائبة عن دولة القانون في 2021 ان، «جنرال إلكتريك تسيطر على عقود الكهرباء في العراق، في حين أن خدمة الكهرباء تتدهور بشدة».

الى ذلك قال وزير الخارجية فؤاد حسين، إنه «أود أن أطمئن الجميع الى أن الأزمة التي نشبت بشأن الدولار زالت وان الاجراءات الجديدة تصب في مصلحة العراق وأميركا». 

وأضاف في مقابلة تلفزيونية، أنه «نحتاج إلى بعض الوقت لتطبيق الإجراءات وليس مدة طويلة»، مؤكداً أن «سعر الدولار سينخفض». 

وكانت وسائل اعلام غربية قالت في وقت سابق ان الوفد العراقي في واشنطن (ذهب يوم 8 شباط) مدد اقامته هناك بسبب صعوبة التفاوضات.

كما ذكر حسين في خطاب له أمام معهد السلام الأميركي في واشنطن، أن من «أولويات السياسة الخارجية للحكومة العراقية ترسيخ العلاقة الصحيحة مع واشنطن».

واعتبر حسين خلال كلمته، ان زيارة الوفد الى واشنطن تبرهن عكس ما يروج له بان الولايات المتحدة تريد تقويض الحكومة عبر القيود على تداول الدولار.

وكان الوفد الذي اختتم زيارته الى الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضية، قد أعلن بيانا مشتركا مع الجانب الامريكي، أبرز ما جاء فيه هو «توسيع الاتفاقية الستراتيجية» مع واشنطن.

وعن توسع العلاقات مع الولايات المتحدة، يقول مثال الالوسي زعيم حزب الامة ان «الإطار التنسيقي ينفذ اجندة ايرانية تعتمد على التهدئة لمنع استهداف النظام في طهران».

واضاف في حديث لـ(المدى) ان: «هذه الحكومة والإطار التنسيقي تريدان ان تعيشا لأطول فترة ممكنة وبأي ثمن كان».

واشار الألوسي وهو نائب سابق الى ان «الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول غربية اخرى تلقفت تلك التنازلات ليفرضوا شروطهم على العراق».

وتابع: «بحسب ما يدور في الاوساط السياسية ان تحذيرات امريكية قد وصلت الى الحكومة بانها لن تستمر ما لم تبتعد عن المستنقع الايراني».

وكانت تسريبات قد تحدثت عن توقيع العراق على «التطبيع» مع إسرائيل خلال المفاوضات مع واشنطن، فيما نفى المكتب الاعلامي السوداني تلك الانباء.

وقال مدير المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء ربيع نادر إن مروجي كذبة رواية التطبيع أزعجتهم الحقيقة فذهبوا الى اختلاق القصص الخيالية.

وذكر نادر في تغريدة على تويتر ان «صديقاً سألني لماذا لا تردّون على «رواية التطبيع»، ‏متسائلاً هل يستحق الكذب المفضوح ردًّاً». 

وأضاف، ان «‏من تزعجه الحقيقة لا يجد سوى اختلاق القصص الخيالية». 

الى ذلك قال احسان الشمري رئيس مركز التفكير السياسي في حديث لـ(المدى) ان «الولايات المتحدة خرجت من سياسة التردد واستدارت نحو العراق»، مبينا ان التحركات الامريكية الاخيرة «تأتي لمنع تمدد روسيا وإيران».

واضاف الشمري انه «على الرغم من وجود الإطار التنسيقي الموالي لإيران تريد واشنطن ان تتعامل مع بغداد وتحاول ان تفرض سياستها مع جهات في الحكومة تعتبرها عدوا».

وتابع: «الولايات المتحدة وجدت الفرصة مناسبة للانفتاح الان خصوصا وان رئيس الوزراء يريد التعامل مع امريكا بصفتها امر واقع وهو يختلف عن عادل عبد المهدي (رئيس الوزراء الأسبق) الذي كان يعتبر العلاقة مع واشنطن بلا امل ويعتبرها عدواً».

واشار الشمري الى ان «الانفتاح هو بالنهاية رسالة صلبة للموالين لإيران في الإطار التنسيقي بان الحكومة عليها ان تقرر شكل علاقتها مع الولايات المتحدة».

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الأنواء الجوية: درجة الحرارة الصغرى في بغداد غدا الإثنين صفر مئوية

نتنياهو: جاهزون لاستئناف القتال في غزة "بأي لحظة"

تشكيلة منتخب قدامى العراق للقاء البحرين

محافظة عراقية تعطل المدارس غداً وتقلص الدوام ساعة واحدة

وزارة الصحة تحيل (6) مكاتب علمية لدعاية الأدوية إلى القضاء

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

واشنطن تهدد بفرض عقوبات على منشآت مالية حكومية في العراق

تردد الصدر في المشاركة بانتخابات 2025 يزيد «حظوظ الفصائل»

الحكومة العراقية تحذر من تنامي تهديدات "داعش": الإرهابيون جهزوا أنفسهم بأسلحة جيش نظام الأسد

تضارب المعلومات بشأن أزمة السيولة: هل العراق مفلس؟!

قانون الحشد الشعبي يشعل "معركة برلمانية"

مقالات ذات صلة

بغداد ملتزمة بـ
سياسية

بغداد ملتزمة بـ"التوازن".. والتطبيع مع سوريا يتعثر بسبب "مخاوف الإطار"

بغداد/ تميم الحسن تستمر بغداد بالسير على خيط التوازن الرفيع، إذ تضغط واشنطن على العراق لإيقاف التمدد الايراني، فيما يعمل أطراف بالداخل على عكس ذلك. ويتعين على بغداد استئناف ضخ النفط من كردستان، والا...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram