TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > رؤية فنية: ثغرات في دوري لاليغا!

رؤية فنية: ثغرات في دوري لاليغا!

نشر في: 19 فبراير, 2023: 10:54 م

 د كاظم العبادي

انقسم العراق ما بين مؤيّد ومُحايد ومُعارض لتنظيم العراق دوري المحترفين.

المؤيّدون يدعمون توجّه رئيس اتحاد كرة القدم عدنان درجال لأن نجاحه في كأس الخليج جعل البعض يبصمُ له على أي توجّه يتبنّاه، أما المعارضون لديهم خلافات شخصيّة معه، وإن كرتنا غير جاهزة لهذه المرحلة، وبالنسبة للمحايدين فهم أذكياء يريدون فهم ما يجري أوّلاً بشكل دقيق، يريدون التفاصيل، لأن الإعلام المُعارض والمؤيّد تبنّى الموضوع من دون إدراك أو دراسة هذه الخطوة، فهناك استعجال في طرح الآراء!

شخصيّاً، ساهمتُ مع الأخ فراس بحر العلوم والأخ الأردني منعم فاخوري في وضع أوّل مسودة للنظام الأساس لرابطة الدوري العراقي، وتم تبنّيها من قبل الأندية في اجتماع رسمي، لكن العمل الذي تمّ بهدوء لم يستكمل لظروف كثيرة حصلت.

يُريد العراق حالياً فهم أمور كثيرة قبل تبنّي مشروع دوري المحترفين.

أقدّم هنا في (المدى) ١٠ نقاط رئيسيّة تحتاج الى تفسير ومُراجعة قبل تنفيذ هذا المشروع، هي النحو التالي:

1. هل أن أندية كرة القدم قادرة على استقطاب الأموال وديمومة عملها والخروج من تعريفها الحالي بأنها أندية مؤسّسات تعتاش على المال العام؟ هذه أول نقطة متوقّعة في الاختلاف مع لاليغا على تنظيم دوري محترفين في العراق! ونحتاج اليوم الى إشهار "قانون أندية" يُلبّي - على الأقل - شروط برنامج رخّص الأندية من دون تلاعب، وتفسيرات خاطِئة، والالتفاف عليها.

2. تأسيس رابطة أندية كرة القدم، وهذه المبادرة تأتي من الأندية وليس من اتحاد كرة القدم، وعلى اتحاد كرة القدم تحمّل فكرة التخلّي عن مسؤوليّة تنظيم الدوري في حال تأسيسها.

3. عَقِد لاليغا سيتم مع رابطة الدوري، لأن الاتحاد سيفقد سيطرته على الدوري وإلا سيفقد الدوري صِفة الحياديّة كما هو مع لاليغا ومعظم روابط الدوري. وعلى اتحاد كرة القدم تقبّل دوره وحصره بالمنتخبات الوطنيّة وبطولات الفئات العمريّة واللوائح، فهل هو مستعدٌّ لذلك؟

4. يوجد في إسبانيا قانون يحمي لاليغا ونحتاج الحصول عليه من لاليغا، وهذا الأمر هو أولويّة في اتفاقنا معهم. كما نحتاج الى مراجعته وإعادة صياغته بما يتناسب مع واقعنا المحلّي، لكي يكون الوسيلة الأساس لحماية دوري المحترفين، ولكي لا تحصل خلافات بين الأندية وانهيار العمل! هذا القانون سيكون الوثيقة الأساسيّة التي تستند إليها القرارات وتُبنى حوله اللوائح.

5. دراسة دور لاليغا في اتفاقات مُماثلة، فالاسم قد لا يضمن النجاح!

6. تطوير الصغار، مبادرات الاتحاد الحاليّة ورُبّما المستقبليّة لا تستند إلى بحوث أو تقييم، فهذا الأمر يحتاج الى عمل كبير لا يقتصر على مبادرات تتم حسب آراء شخصيّة، ولا تقتصر فقط على مبادرات لاليغا مع الأندية التي تشرِف عليها، حيث هناك عمل ومبادرات كثيرة لا تأتي تحت هيكليّة عملها. وشخصيّاً سأضع أمام العراق بحوثي في هذا المجال حسب ما توصّلتُ اليه من نتائج ودراسات كثيرة أجريتها في هذا المجال في الوقت المناسب إن شاء الله.

7. تنظيم أنفسنا داخليّاً، الحجر الأساس فيه قانون الأندية، كذلك كيف نريد التطوّر وملاعبنا تتحكّم فيها الدولة وتديرها وزارة الشباب؟! كيف نطوّر الإداريين والمدرّبين المحلّيين؟!

8. عدم اهتمامنا بالتكنولوجياK ونعاملها وكأنها رفاهيّة لا نحتاج لها، وهذا خطأ ستراتيجي، فهي أولويّة في دوري المحترفين. لا للتذكير فقط، لا تقتصر التكنولوجيا على VAR، نحتاجها في الإحصاء والأمن والملاعب والتحكيم.. وفي رفاهيّة الجمهور أيضاً.

9. بالتأكيد إن الدولة مستعدّة لتمويل العقد مع لاليغا، لكن السؤال المهم: مَنْ سيموّل عمل رابطة الأندية العراقيّة للمحترفين؟ تضم لاليغا حوالي ٥٠٠ موظف، هل نستطيع وضع هيكليّة مماثلة لها؟ ومَن سيدعم الأندية ماليّاً؟ وما هي استفادة الأندية من وجودها في دوري المحترفين؟ وما جوائز المسابقة؟ وكيف سنتعامل مع الفرق الهابطة؟ وهل ستشكّل رابطة مماثلة لبقيّة الدرجات؟ ثم هل سيدرك اتحاد الكرة حجم التحدّيات التي تنتظرهُ أمام إقامة دوري المحترفين؟

10. أتمّنى من رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أن لا يستعجل، وألا يتبنّى فقط توجّهات وأفكار الإخوة إياد بنيان وعدنان درجال فقط، وعليه الاستماع لوجهات نظر الشرفاء الحريصين على هذا البلد أيضاً، فهناك جزئيّات كثيرة تحتاج الى تفسير ومراجعة قبل تبنّي مشروع إقامة دوري المحترفين والتوقيع على العقد مع لاليغا دون إيضاحات كثيرة!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

في طبيعة المجتمع المدني في الدولة الديمقراطية ومهامه

العمودالثامن: أين اختفوا؟

 علي حسين ظل السادة خضير الخزاعي وأسامة النجيفي وصالح المطلك وإبراهيم الجعفري وفؤاد معصوم وعباس البياتي وعتاب الدوري وحسن السنيد وغيرهم يهلّون علينا كلَّ يوم قبل الغداء وبعد العشاء من خلال الصحف والفضائيات،...
علي حسين

كلاكيت: البحر الأحمر في فينيسيا

 علاء المفرجي بعد مشاركتها في الدورة السابعة والسبعين من مهرجان كان السينمائي لعام 2024م، من خلال أربعة أفلام سينمائية وعدد من المبادرات والفعاليات. وتتضمّنت قائمة الأفلام التي حصلت على دعم المؤسسة: "نورة" للمخرج...
علاء المفرجي

تدهور الرعاية الصحية الراهن لا تُعالجُه الوعود المعسولة!

د. كاظم المقدادي أنتجت المنظومة السلطوية القائمة على المحاصصة الطائفية والإثنية، وتقاسم النفوذ والمليارات، والمناصب والإمتيازات، ظواهر بغيضة، كالتسلط والهيمنة على مقدرات البلد، بدأتها بإفراغ الوزارات ومؤسسات الدولة الأخرى من الموظفين الكفوئين إدارياً وذوي...
د. كاظم المقدادي

عن المرجعية الدينية

حيدر نزار السيد سلمان كتب ويكتب الكثيرون عن خليفة المرجع الديني اية الله العظمى السيد علي السيستاني بالإضافة إلى جهود بعض مراكز البحوث المهتمة بالشأن العراقي، وهذا دلالة على أهمية المرجعية الدينية من النواحي...
حيدر نزار السيد سلمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram