اللاعبون القُدامى النموذج الفاخِر في التاريخ المُبهِر والمهام الموّفقة
بغداد/ إياد الصالحي
تترقّبُ الأوساط الرياضيّة في العراق والمغرب ثِمار عودة العلاقات الدبلوماسيّة بين البلدين، عقب افتتاح سفارة المملكة المغربيّة في العاصمة بغداد أواخر شهر كانون الثاني الفائت بعدما كانت مُغلقة طوال 18 عاماً، في إطار دعم وحدة وسيادة العراق مثلما أكّد ناصر بوريطة،
وزير الخارجيّة المغربي، أثناء لقاء فؤاد حسين وزير الخارجيّة، لافتاً الى حاجة البلدين لإعادة النظر في الاتفاقات التي عُقدت بينهما خلال حُقب مختلفة مع تبادل الخبرات وتمتين العلاقات والتفاهمات السياسيّة وتجديد الأنشطة الاقتصاديّة وتفعيل الخطّ الجويّ المُباشر بين بغداد والرباط وبحث ملفّات أخرى.
وقال أسطورة الكرة المغربيّة محمد التيمومي (63 عاماً) عن التطوّر اللافت في العلاقة بين العراق والمغرب " إن التاريخ الطويل أثبتَ قوّة الرابط الإخوي بيننا وبين العراقيين من دون أن تتأثّر في حُقبة معيّنة نتيجة ظروف ما أسهمت في تأخّر عودة اشتغال السفارة المغربيّة في وسط بغداد، التاريخ والحضارة والمجد".
وأضاف التيمومي في ردّه على اتصال (المدى) أمس الأول (الإثنين) " معلوم أن عودة العلاقات الدبلوماسيّة تحكمها أطر عامّة لها أولويّات مُتعدِّدة لدى السُلطات العُليا في المغرب والعراق تدخلُ في خدمة نواحٍ عدّة منها الرياضة التي كانت مُميّزة لسنين طويلة، وستبقى كذلك لما يمتلكهُ البَلدان من إرثٍ كبيرٍ، ولقاءات ثنائيّة في ألعاب مُختلفة وخاصّة كرة القدم التي شهدت مساهمتنا كمغاربة وعراقيين خلال حُقبة اللعبة الثمانينيّة في تأهيل بلدينا معاً الى بطولة المكسيك عام 1986".
برنامج التعايش
وأوضح " هناك شريحة كبيرة يمثّلها الشباب المغربي والعراقي تمارس فعّاليات رياضيّة وثقافيّة تستحقُّ الرعاية والدعم والتواصل معها بجميع الطُرق لتأمين مستقبلها، وتفعيل دورها الإيجابي في تطوير المجتمع، والاهتمام النوعي بالموهوبين من خلال زيادة فرص الاحتكاك عبر برنامج التعايش في معسكرات متبادلة، والآخذ بأيدي صُناّع الإنجاز ليكونوا قدوة صالحة للشباب".
وشدّد التيمومي على " ضرورة تحديد أولويّات العمل بالنسبة للمؤسّسات الرياضيّة والشبابيّة بين المغرب والعراق، سواء بدأ التحرّك من قِبلنا تجاه الأشقاء في بغداد أم العكس، المهمّ أن تكون لدى وزارة الرياضة في البلدين خُططها الناجعة وروزنامتها المُفصّلة عن مدّيات التعاون الوثيق، وتستغلّ تنمية المشاريع لمصلحة الوطن بما تُحقّق فائدة كبيرة للشباب والرياضيين فهُم بُناة الحاضر والمستقبل وأعمدة الثقة الوطنيّة في تحمّل المسؤوليّة لإعلاء الراية المغربيّة والعراقيّة على منصّات التتويج في المحافل العربيّة والقاريّة والدوليّة، والأمر موصول الى اللجنة الأولمبيّة التي تستهدف صناعة البطل الأولمبي من خلال تلاقح الأفكار وإقامة الدورات والمنافسات الوديّة والتعاقد مع أفضل المدرّبين واللاعبين لجميع الألعاب في بلدينا".
النموذج الفاخر
وعن مدى إمكانيّة تنظيم مباراة وديّة للاعبي العراق والمغرب القُدامى ممّن شاركوا في قيادة كرة البلدين الى بطولات عالميّة وقاريّة، قال " مُقترح ضروري جداً. اللاعبون القُدامى هُم النموذج الفاخِر للرياضيين الذين سطّروا أروع حكايات الإنجاز في تاريخ اللعبة، ويُنظَر لهُم بأنّهم القدوة في اللعب والخُلق والوفاء مثل الأجيال المتوالية الذين يواصلون الدفاع عن بلديهما. نجوم الكرة القدامى لديهم الأسبقيّة في النجاحات والتاريخ المُبهِر والمهام الموّفقة في تطوير اللعبة تدريجيّاً. هُم محطّ احترام مسؤولي الرياضة، ونأمل أن تكون هناك مبادرة لاستذكار مسيرتهم المُشرِّفة".
واختتم التيمومي حديثه " أتمنّى للرياضة عامّة والكرة العراقيّة خاصّة التطوّر، وإضافة المزيد من ألقاب بطولة كأس الخليج العربي وكأس أمم آسيا، وأن يُكرّر أسود الرافدين الوصول الى نهائيّات كأس العالم في النسخة القادمة 2026 بوجود توليفة مهاريّة من اللاعبين الشباب والمتقدّمين الذين بإمكانهم استعادة صور تألّق النجوم من طراز حسين سعيد والراحل أحمد راضي، سيّما أن الأندية العراقية تزخر بالموهوبين بوصفها بيئة حاضِنة لمُحبّي الكرة، ترعاهم وتوفّر لهم أكاديميّات للفئات العمريّة، مثلما يجري الاهتمام هُنا في المغرب لجميع الأعمار، متمنّياً دوام الشراكة والتعاون مع العراق الشقيق".
يُذكر أن محمد التيمومي، يُعد من فرسان كرة "أسود الأطلس" وأحّد أساطير اللعبة عربيّاً وأفريقيّاً في عصرها الذهبي، وبفضل تعاونه مع أقرانه قاد بلاده الى الدور 16 في مونديال المكسيك عام 1986 بعد التعادل مع منتخبي بولندا وإنكلترا (0-0) وقهر البرتغال (3-1) والخسارة من ألمانيا (0-1) في الدور الثاني، ومَثّلَتْ سنوات خدمة التيمومي للكرة المغربيّة من عام 1980 إلى عام 1989 أميز سنوات العطاء لنجم كبير حاز على جائزة الكرة الذهبيّة في قارة أفريقيا عام 1985 بعدما أسهم في إحراز منتخب الأسود المركز الرابع مرّتين في نهائيّات كأس أفريقيا أمام ساحل العاج (2-3) عام 1986 وأمام الجزائر (1-1) و( رت 3-4) عام 1988.